قترن فصل الصيف عادة بموسم المناسبات والحفلات حيث تشهد العديد من العائلات عبر مختلف الولايات ، إقامة أفراحهم وأعراسهم طيلة هذا الفصل واغتنام فرصة العطل للم شمل العائلات الذي يكون جليا في الأعراس وحفلات الزفاف، التي تعتبر مواعيد يتلاقى فيها الأحباب والأقارب لإعلان أسرة جديدة في أجواء مملوءة بالفرح والسرور ورغم أن شهر رمضان هذه السنة تزامن وشهر أوت المفضل عند العامة لإقامة أعراسهم إلا أن ذلك لم يوقف العائلات من مواصلة المشوار مباشرة بعد نهاية الشهر الفضيل . ومع مرور الزمن بدأت الأعراس وتزيين العروس تأخذ منحى آخر بعيدا عن تلك التي عاشها جيل البارحة، وتفقد نكهتها التقليدية المميزة، حيث كانت السمة الطبيعية هي الغالبة في تجميل العروس مثل الكحل، الجوز والحناء ، كما كان لباسها يحمل دلالات معنوية تميز المنطقة التي تستمد جذورها من الحياة البسيطة البعيدة عن التكلف والتصنع والإرهاق النفسي والمادي. ولأن العروس تزف مرة واحدة في العمر فإن التحضير لهذه المناسبة السعيدة سيكون على قدم وساق لأسابيع عدة وربما لعدة أشهر، ولأن دخول بيت الزوجية يطلق عليه في عهد اليوم القفص الذهبي، فأن تحضير و تزيين العروس في هذا اليوم البهيج سيكون حتما من ذهب، حيث تتزين فيه العروس بأبهى الحلل وارتداء أجمل الثياب و يأتي على رأس كل هذا فستان الزفاف الأبيض الذي تحلم كل فتاة بارتدائه في يوم زفافها، هذا الفستان تنوعت أشكاله وأنواعه بتنوع أذواق العرائس ، و قبل الفستان الأبيض تلجأ العرائس إلى كراء فساتين يطلق عليها فستان الخاتم ، ذو الألوان المتنوعة إضافة إلى الاكسيسوارات التي تضفي لي الفستان جمالا وعلى العروس رونقا وبهاءا لتكون نجمة الحفل بدون منازع، و لكي تسرق العروس الأضواء في يومها هذا من بين كل الحاضرات عليها مواكبة موضة العصر ، فتصفيف الشعر وماكياج العروس الذي تحاكي به أشهر الفنانات بوضع برنامج للاستعداد لهذا اليوم أمر ضروري وأصبح من أجندة العروس, تحضيرات حفل الزفاف لا تتوقف هنا بل تتعداه إلى طريقة زف العروس إلى بيت زوجها الذي يتجلى في موكب العروس والسيارة الفخمة التي تتزين بأجمل الورود ، لتكون سيارة العروسين الأبهى والأحلى في ذلك اليوم، ليجد العروسان في انتظارهما ديكور يناسب ويتماشى مع المناسبة السعيدة، فوضع كراسي مميزة على اختلاف أحجامها وأنواعها وألوانها وأسعارها تعطي اللمسة الجمالية ليوم الزفاف لهما. وبين أعراس الأمس و أعراس اليوم تبقى المحبة والاخاء ولم الشمل والتعارف والتقارب ، الهدف المنشود و تكوين أسرة جديدة الغاية المرجوة والحفاظ على الإرث والعادات المستمدة منذ القدم وبقاء بعض الطقوس التي تحمل في مدلولها معنى البركة ورد عين الحسود والتفاؤل بالعروس، كل هذه التقاليد أساس نكهة الأعراس الجزائرية ، فهنيئا لكل عرسان هذا الموسم ودامت أفراح كل الجزائريين.