تسبّب احتمال انتقال وباء الحمى القلاعية إلى الإنسان في حالة من الخوف والهلع أوساط المواطنين، في ظل غياب أي معلومات أو تطمينات من الوزارات المعنية وتضارب الآراء حول إمكانية انتقال المرض إلى الإنسان عن طريق استهلاكه للحليب واللحوم، ما قد يؤدي إلى التسمم والوفاة. أكد مصطفى زبدي، دكتور ورئيس جمعية حماية المستهلك، أمس، في تصريح ل السياسي استحالة انتقال وباء الحمى القلاعية من المواشي إلى الإنسان، مضيفا أنه لا يوجد أي خطر من قريب أو بعيد لاستهلاك اللحوم الحمراء أو الحليب حتى وإن كانت من مصدر الأبقار والمواشي المصابة بالحمى القلاعية، موضحا أن هذا المرض لا يؤثر على البروتينات الموجودة في اللحوم، كما انه لا ينتقل من الحيوان إلى الإنسان. وطمأن مصطفى زبدي، المستهلكين بإمكانية تناولهم اللحوم الحمراء والحليب من مصدر الأبقار والمواشي دون الشعور بالخوف، مؤكدا أن استحالة انتقال وباء الحمى القلاعية من الماشية إلى الإنسان أمر علمي لا جدال فيه، داعيا إلى عدم الإنسياق وراء الأقاويل والإشاعات التي تفيد بوفاة بعض المواطنين جراء تناولهم للحليب واللحوم الحمراء من مصدر المواشي المصابة بالداء. ودعا المتحدث المواطن الجزائري إلى استغلال الفرصة من اجل استهلاك اللحوم الحمراء خلال هذه الفترة، مؤكدا أن أسعارها ستعرف تدن قوي في أسواق الجملة نتيجة انتشار وباء الحمى القلاعية ما سيجعلها في متناول المواطن البسيط، محذّرا من اقتناء اللحوم الحمراء من الأسواق الفوضوية نتيجة انتشار لحوم الجيفة بها، موضحا أن العديد من مربي المواشي، بعد انتشار الحمى القلاعية التي قضت على عدد كبير من رؤوس الأبقار، يحاولون تعويض خسائرهم عن طريق بيع اللحوم بالأسواق الفوضوية وبأثمان زهيدة، وهو ما سيدفع ببعض التجار لاستغلال هذه الفرصة وإغراق السوق السوداء بلحوم جيفة قد تتسبّب في تسممات خطيرة قد تودي بحياة المستهلك. للتذكير، وصل انتشار وباء الحمى القلاعية الذي أصاب البقر إلى 16 ولاية، بعد أن دخل هذا المرض إلى الجزائر عن طريق تهريب بعض رؤوس البقر المصابة بالمرض بطريقة غير قانونية نحو منطقة بئر العرش بسطيف. من جهتها، سخرت المصالح المعنية 9.000 بيطري يسهر على الرقابة والتلقيح ومتابعة وضعية المزارع المصابة.