فتحت كل من وزارتي الفلاحة والتجارة تحقيقا في تسويق حليب ملوث بعد انتشار مرض الحمى القلاعية التي أصابت، حسب ما أوردته مصادر ل”الفجر”، الأبقار الحلوب في 14 ولاية، ما جعل الوزارتين تعلنان حالة الطوارئ بسبب أخبار تفيد بانتقال هذا المرض إلى الأبقار الحلوب بعد اقتصاره سابقا على عجول التسمين فقط. وحسب ما كشفته مصادرنا من معلومات فإن الحمى القلاعية انتقلت أيضا إلى الأبقار الحلوب، ما ينبئ بتسويق حليب لأبقار مريضة في السوق الوطنية، وهو ما دفع إلى فتح تحقيق عاجل للنظر في المشكل الذي يلوّح بأزمة حليب حادة في الأفق، مما سيسبب كارثة حقيقية بالنسبة للمادة الواسعة الاستهلاك في الجزائر، بالإضافة إلى تخوفات من انتقال العدوى بعد استهلاك الحليب، رغم عدم قابلية انتقال هذا المرض إلى البشر، والتخوفات حول إمكانية تنقل المرض إلى الأغنام قبيل شهرين من عيد الأضحى المبارك، خاصة في ظل النقص المستمر للقاح الذي قالت وزارة الفلاحة إنها قد استوردت منه ما يقارب مليوني وحدة لقاح لم تصل بعد إلى أرض الوطن. وحول إمكانية انتقال العدوى إلى الإنسان أكدت رئيسة نقابة البياطرة، آكلي سعيدة، استحالة انتقال المرض إلى البشر سواء باستهلاك الحليب أو اللحوم، إلا أنها أشارت في ذات السياق إلى أن الإنسان قد يكون وسيلة نقل سهلة للمرض بين الأبقار، خاصة في ظل النقص الفادح للقاح الذي تعاني منه الجزائر، داعية البياطرة الخواص إلى اتخاذ إجراءات احتياطية مشددة وعدم التنقل بين الإصطبلات بنفس الألبسة المعقمة بين الأبقار السليمة والمريضة، غير مستبعدة انتقال هذا المرض إلى الأبقار الحلوب وهو ما يسبب أزمة حليب حادة بسبب توجب ذبح الأبقار المصابة فورا بعد انتقال المرض إليها. ويتوقع أن يشهد شهر سبتمبر المقبل أزمة حليب حادة، أي مع الدخول الاجتماعي، خاصة بعد توقعات تشير إلى انخفاض إنتاج الحليب المدعم بنسب كبيرة بعد توقف بعض آلات مركب موليتال ببئر خادم والذي انخفض إنتاجه بأكثر من 40 بالمائة ليصل إلى أقل من 300 ألف بدل 500 ألف لتر.