مكّنت التدابير الأمنية المتخذة في إطار مخطط دلفين بتلمسان، بغرض تأمين المصطافين عبر الشريط الساحلي والمنافذ المؤدية إلى مختلف شواطئ الولاية، من تحقيق نتائج إيجابية إلى حد الآن، حسبما أكده أمس، قائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني. ولحد الساعة، لم يتم تسجيل أي شكوى من طرف مصطاف تفيد بتعرضه للسرقة أو الاعتداء على مستوى الشواطئ الخمسة التي تقع في إقليم اختصاص مصالح الدرك الوطني بولاية تلمسان منذ بداية موسم الاصطياف، وفق ما أوضحه المقدم محمد بوعلاق، خلال زيارة موجهة للصحفيين بالولاية بمبادرة من قيادة الدرك الوطني. وأضاف أن مصالحه جندت للمخطط 3 آلاف دركي من بينهم 200 دراج ناري وزعوا بشكل مدروس ومن خلال خطة محكمة لضمان تغطية أمنية متوازنة تأخذ بعين الاعتبار البعد الوقائي. فبالإضافة إلى الوحدات ومراكز المراقبة المرابطة على مستوى شواطئ مرسى بن مهيدي الواقعة بأقصى نقطة غربية للإقليم الجزائري وغيرها من الشواطئ الأخرى ممتدة على أسفل سلسلة جبلية للولاية، تعتمد مصالح الدرك الوطني خلال هذا الموسم على مناهج متعددة لضمان التغطية الأمنية المتوخاة منها وضع معدل خمس نقاط مراقبة أمنية على مستوى كل محور طرقي مؤدي إلى الشاطئ. وتعمل هذه النقاط الأمنية، حسب مسؤول كتيبة الدرك الوطني لباب السعة الحدودية، على مراقبة السيارات وفحص المشتبه فيها وفي ركابها بهدف الوقاية من الجريمة وانتقالها إلى شواطئ البحر التي تعرف في الآونة الأخيرة إقبالا منقطع النظير لا سيما من العائلات. هذه العائلات التي اختارت شاطئ مرسى بن مهيدي، الممتد على مسافة يزيد طولها عن 3 كلم، عبّرت عن إعجابها بالتغطية الأمنية المعززة خاصة في ظل تواجد فرق الدركيين العاملين بالشاطئ وبالزي الصيفي. وحرص رب عائلة كان متواجدا بشاطئ موسكاردا 1 بمرسى بن مهيدي على التأكيد بأن تواجد هذه الفرق وقيامها بالدوريات المترجلة بشكل مستمر يعد منبع أمان واطمئنان للعائلات التي طالما تضررت في السابق من وجود مجموعات من الشباب المنحرف الذي تسيء تصرفاته وممارساته إلى شروط راحة المصطافين. ويشار إلى أن معظم المصطافين المتوجهين إلى هذه الولاية يتدفقون بشكل كبير على مرسى بن مهيدي وهي المنطقة التي تتوفر شواطئها على ظروف طبيعية جذابة ومرافق سياحية منها 6 فنادق و3 أخرى في طور الإنجاز ووسائل النزهة والترفيه. وعلى بعد 7 كلم من شاطئ مرسى بن مهيدي وعلى مستوى شاطئ بيدر المتميز بمناظره الخلاّبة التي تمزج في صورة بانورامية زرقة البحر التي تطل عليها كثافة غابية خضراء تكسو السلسلة الجبيلية المتاخمة للشاطئ، توجد نفس الأجواء تقريبا على غرار التواجد المكثّف للعائلات وسط التغطية الأمنية التي يضمنها فريق مشكل من قرابة عشرين دركي يقوم بعضهم بدوريات ممتطين دراجات نارية رباعية العجلات. كما يوجد كذلك في هذا الشاطئ، الذي يبعد عن عاصمة ولاية تلمسان بنحو 120 كلم حيث يقع بجهتها الشمالية الغربية عائلات سمحت لها الظروف الأمنية وتواجد شبكة الكهرباء مع توفر المياه الصالحة للشرب بنصب خيم تبيت فيها لأيام عدة كمبادرة فردية اتخذتها هذه العائلات التي وجدت ضالتها في هذا الموقع الساحلي الخلاب، يقول رئيس وحدة المراقبة للدرك الوطني المخصصة للشاطئ. وتتقارب الأجواء في شواطئ الولاية التي تقع بإقليم اختصاص الدرك الوطني كهنين التابعة لدائرة الرمشي وعين عجرود وأولاد بن عابد وسيدي يوشع التابعة لدائرة الغزوات مع الإشارة إلى أن تلمسان تتوفر على 20 شاطئا منها 9 فقط مفتوحة للسباحة. وخلال هذه السنة، تم إدماج حماية نشاط خلية حماية الممتلكات الثقافية في مخطط دلفين حيث تخضع المواقع الأثرية للولاية إلى تغطية أمنية في ظل توافد المصطافين والسياح على زيارتها. ويندرج ذلك ضمن سياق تأمين المصطافين الذين يتوافدون هذا العام بشكل بارز على هذه المواقع الثقافية خاصة بعد فتح العديد منها وترميمها في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011 وتحسيس الزوار من جهة ثانية، على ضرورة المحافظة على هذه المكاسب التاريخية. كما يهدف هذا الإجراء إلى حماية الممتلكات الثقافية أيضا خاصة مع تسجيل منذ بداية السنة الجارية معالجة الدرك الوطني لثلاث قضايا منها التعدي على السور القديم المحمي والمصنف قانونيا إضافة إلى اكتشاف موقع أثري بدائرة سيدي مجاهد. يذكر أن شواطئ ولاية تلمسان تعرف إقبالا كبيرا من المصطافين الذين يتوقع أن يفوق عددهم هذا الموسم 3 ملايين مصطاف. كما أن مخطط دلفين يتم تجسيده بدعم من القيادة الجهوية للدرك الوطني، التي تسخر لفائدة الولايات الساحلية الغربية وفي ذات الإطار ثلاث مروحيات. وبالنسبة للحوادث، سجل خلال هذا الموسم وفاة شخص جراء حادث تسببت فيه الدراجة المائية جات سكي وسط غياب تنظيم في هذا المجال الذي يحدد على مستوى الشواطئ ممرات هذا العتاد المائي للترفيه أو المناطق التي يحرم على راكبي جات سكي الولوج إليها.