ساعات قليلة فقط بعد دخول مخطط دلفين حيز التطبيق، لقيت بنت لا يتعدى سنها العشر سنوات حتفها، جراء اصطدامها بدراجة مائية (جات - سكي) على بعد حوالي 10 أمتار من الشاطئ بعين الترك بوهران، هذا المثال الحي وحده يبرز أهمية وضرورة وضع مخطط لحماية المصطافين المتوافدين بالملايين على كافة الشواطئ الجزائرية المسموح السباحة فيها والتي يفوق عددها 300 شاطئ، كما أن توافد المصطافين هذا العام سيتضاعف كثيرا بالنظر الى عدم التزاحم - كما كان عليه الحال في الماضي - على الوجهة التونسية بسبب الأحداث التي يعرفها هذا البلد. وفي هذا الإطار اتخذت مصالح الدرك الوطني التي تشرف على تسيير وتنفيذ ومراقبة مخطط دلفين، إجراءات أمنية كثيرة منذ الشروع في تجسيد هذا المخطط سنة 2001 وتفعيله مع كل موسم اصطياف. للعلم، فإن هذا المخطط لا يهتم فقط بحماية المصطافين على الشواطئ، بل يتعداه الى حماية الأشخاص في الطرقات كذلك ويصل الى كافة المناطق بما فيها الحانات والمطاعم، حيث تم تجنيد أكثر من ألف دركي في ولاية وهران لوحدها، وذلك بالنظر الى الإمكانيات الكبيرة التي تملكها هذه الولاية في مجال استقبال المصطافين. وفي هذا الإطار تم تقسيم الولاية الى اربع مناطق لتسهيل عملية التحكم في الوضع والتدخل عند الحاجة، هي وسط وهران باعتباره المكان الذي يستقبل كل الوافدين الى الولاية، ثم السانيا، عين الترك، فمدينة أرزيو، وذلك لقربها من الشواطئ وتواجد أكبر عدد من الشواطئ بها. وزيادة عليى هذا، فقد خصصت مروحتين تستعملهما لمراقبة حركة المرور والعمل على تسهيلها، خاصة أثناء ساعات الذهاب الى الشواطئ والعودة منها، زيادة على فتح اكثر من 20 مركزا لتنظيم حركة المرور. هذا الوضع من شأنه السماح للعائلات الجزائرية بقضاء اوقات ممتعة ومسلية على الشواطئ، وهو ما تدركه السلطات العمومية التي سخرت كافة امكانياتها لتحقيق ذلك واعطاء الفرصة لكل واحد للتوجه والاستمتاع كيفما يريد، كما جاء ذلك على لسان والي وهران، السيد عبد المالك بوضياف، وتم في هذا الإطار أخذ في الاعتبار حلول شهر رمضان وشهر اوت، حيث يدور الحديث حول توفير الإنارة العمومية في الشواطئ، وهو ما من شأنه اعطاء بعد آخر لموسم الاصطياف لهذا العام، الذي سيعرف توافد أكثر من 150 ألف مهاجر عبر الميناء و60 ألف عربة، إضافة الى أزيد من 250 ألف مسافر عبر المطار، وذلك عبر أكثر من 110 رحلة بحرية خلال جوان - جويلية - أوت ما بين وهران أليكانت الإسبانية ومرسيليا الفرنسية، أما عن الرحلات الجوية، فقد تم تكثيفها الى غاية 10 رحلات يومية ما بين مختلف المطارات الأوروبية، لا سيما الفرنسية ومطار السانيا.