أكد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية، مساء أول أمس، أن التزام الشعب الجزائري بالتضامن مع شقيقه الفلسطيني كان وما يزال التزاما صريحا ملموسا. وفي رسالة وجهها بمناسبة افتتاح مهرجان جميلة الدولي، وقرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية، محمد علي بوغازي، ذكر الرئيس بوتفليقة بأن التزام الشعب الجزائري بالتضامن مع شقيقه الفلسطيني كان وما يزال التزاما صريحا ملموسا لم يشبه قط فتور ولا تقاعس، وأضاف رئيس الجمهورية بأن هذا الموقف لا غرابة فيه نظرا لما يتحلى به هذا الشعب من إباء ورفض لكل أشكال الظلم ومن غيرة على حقوق الشعوب المستضعفة والمغلوبة على أمرها ومن مقت لكل ضروب الهيمنة والغطرسة والاحتلال من حيث أتت . وأشار رئيس الدولة إلى أن الجزائر نددت بالعدوان الإسرائيلي الهمجي منذ الوهلة الأولى كما أنها تضامنت مع أشقائها في فلسطين فسارعت إلى الإسهام ماديا لإسعاف إخوانها وآزرت مساعي التهدئة مع الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان وتجنب سقوط المزيد من الضحايا والتدمير الشامل للبنية التحتية لقطاع غزة . وفي ذات الإطار -يضيف رئيس الجمهورية- دعت الجزائر إلى عقد مجلس طارئ لجمعية الأممالمتحدة للنظر في هذا العدوان بحيث لم تتوان في أن تدعو في كل مناسبة إقليمية أو عالمية إلى إيجاد حل نهائي ودائم في فلسطين يمكن شعبها من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة . وتوقف الرئيس بوتفليقة عند ما يعانيه الشعب الفلسطيني الأعزل من طرف عدو أوهم العالم بأن الديمقراطية من توراته وأنها تسوغ له أن يقضم أرض فلسطين شبرا شبرا وأن يبيد أهلها أفرادا وجماعات فيحاصرهم بالحديد والنار ويمطرهم جوا وبرا وبحرا بالصورايخ والمدافع والقنابل الفتاكة مرتكبا جرائم شنعاء، واستطرد رئيس الجمهورية قائلا أن الجرائم الإسرائيلية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني إهتز لها الضمير العالمي وتداعت لها الشعوب من كل أصقاع الدنيا تضامنا مع الضحايا واستنكارا وتنديدا للعدوان الهمجي الذي لم يتورع حتى من منع فرق الإغاثة من أداء واجبها في إنقاذ الجرحى والمنكوبين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض . وإزاء هذا الوضع -يؤكد الرئيس بوتفليقة في رسالته- كان العدوان الإسرائيلي المنصب على قطاع غزة محل استنكار عارم من قبل كافة فئات الشعب في كل أنحاء الجزائر حيث حرك (هذا العدوان الغاشم) توثب كل التنظيمات الجزائرية بكل أطيافها لتكثيف جمع كل أنواع الإغاثة والمساعدة وتقديمها لسكان غزة الذين يتعرضون منذ الثامن من يوليو الماضي إلى حرب إبادة ممنهجة.و أكد بوتفليقة على الموقف الثابت للجزائر الذي يترجم بصدق وأمانة سياستها في العلاقات مع الدول لا سيما مع الأشقاء من أجل أن يعم السلم والأمن كل أرجاء العالم. من جهة أخرى أشاد رئيس الجمهورية بالدور الذي يؤديه الفن الأصيل والإبداع الخلاق في ترقية الأذواق وتهذيب النفوس وفتح آفاق التعارف والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب، ودعا بوتفليقة الفنانين إلى إبلاء وجوههم، في هذه الساعات، شطر فلسطين ليسمعوا العالم بفنهم الرفيع صرخة أهل غزة، كما أشاد الرئيس بوتفليقة بوفاء أهل الفن لموعد فعاليات مهرجان جميلة الدولي الذي يحيونه -كما قال- كل عام على ركح مسرحها العتيق لإمتاع الجمهور العريض بما لديهم من إبداع فني شيق ومتنوع. ودعا رئيس الجمهورية الشعب الجزائري بمختلف أطيافه إلى دعم إخوانهم الفلسطينيين وأن يكون سخاؤهم على مستوى إحساسهم وتأثرهم بالأحداث المؤلمة، وقال الرئيس نأمل من شعبنا على اختلاف أطيافه وشرائحه من نخب وفنانين ورياضيين وغيرهم، أن يهبوا كعادتهم إلى دعم إخوانهم في فلسطين الجريحة، فيبسطوا لهم أيديهم كل البسط، ويجزلوا لهم العطاء، وأن يكون سخاؤهم في مستوى إحساسهم وتأثرهم بالأحداث المؤلمة .