أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن التضامن الفعال مع الشعب الفلسطيني في محنته هو "واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون واجبا قوميا ينبغي أن يقوم به الجميع". وفي رسالة وجهها يوم الخميس بمناسبة افتتاح مهرجان جميلة الدولي وقرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي أشار رئيس الجمهورية إلى أن "المؤمل من شعبنا على اختلاف أطيافه وشرائحه من نخب وفنانين ورياضيين وغيرهم أن يهبوا كعادتهم إلى دعم إخوانهم في فلسطين الجريحة، فيبسطوا لهم أيديهم كل البسط و يجزلوا لهم العطاء وأن يكون سخاؤهم في مستوى إحساسهم وتأثرهم بالأحداث المؤلمة". وتابع الرئيس بوتفليقة مؤكدا بأن ذلك "ليس بغريب على شعبنا المعطاء المجبول على أخلاق الفروسية ونصرة المظلوم و إغاثة المحتاج" حيث تعد هذه الخصال -مثلما قال- "قيما مكينة في نفسه وفي عقيدته وإنسانيته وتاريخه المجيد". وبعد أن خاطب الفنانين قائلا: "أشد على أيديكم مشجعا ومنوها بالدور الذي يؤديه فنكم الأصيل وإبداعكم الخلاق في ترقية الأذواق وتهذيب النفوس وفتح آفاق التعارف والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب"، تطرق رئيس الجمهورية إلى الدور المنوط بهم في نصرة الشعب الفلسطيني. وأكد في هذا الإطار على أن أهل الفن "كانوا و يزالون الضمير الحي والمعبر الصادق عن مشاعر الشعوب وآلامها وأمانيها"، داعيا إياهم إلى أن "يسمعوا العالم بفنهم الرفيع صرخة أهل غزة و ما يعانيه أطفالها و نساؤها العزل من عدو أوهم العالم بأن الديمقراطية من توراته وأنها تسوغ له أن يقضم أرض فلسطين شبرا شبرا، وأن يبيد أهلها أفرادا وجماعات فيحاصرهم بالحديد والنار ويمطرهم جوا وبرا وبحرا بالصورايخ والمدافع والقنابل الفتاكة مرتكبا جرائم شنعاء". وذكر بأن هذه الجرائم المرتكبة من قبل الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين "اهتز لها الضمير العالمي وتداعت لها الشعوب من كل أصقاع الدنيا تضامنا مع الضحايا واستنكارا وتنديدا بالعدوان الهمجي الذي لم يتورع حتى من منع فرق الإغاثة من أداء واجبها في إنقاذ الجرحى والمنكوبين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض". واسترسل رئيس الجمهورية يقول: "لذا كان العدوان الإسرائيلي المنصب على قطاع غزة محل استنكار عارم من قبل كافة فئات الشعب في كل أنحاء الجزائر، هذا العدوان الغاشم الذي حرك توثب كل التنظيمات الجزائرية بكل أطيافها لتكثيف جمع كل أنواع الإغاثة والمساعدة وتقديمها لسكان غزة وهم يتعرضون منذ يوم 8 يوليو الماضي لحرب إبادة ممنهجة". و بالنسبة للجزائر --يقول رئيس الجمهورية-- "فقد نددت بهذا العدوان الهمجي منذ الوهلة الأولى وتضامنت مع أشقائها في فلسطين، فسارعت إلى الإسهام ماديا لإسعاف إخوانها و آزرت مساعي التهدئة مع الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان و تجنب سقوط المزيد من الضحايا والتدمير الشامل للبنية التحتية لقطاع غزة، كما دعت إلى عقد مجلس طارئ لجمعية الأممالمتحدة للنظر في هذا العدوان". وفي ذات السياق، لفت رئيس الجمهورية إلى أن التعبير عن تضامن الجزائر مع أهل غزة "كان له أوجه شتى كلها جديرة بالإشادة والتنويه" ليخص بالذكر مساهمة قطاع الثقافة من خلال إفراد محتوى طبعة مهرجان تيمقاد الدولي السادسة والثلاثين "للتعبير عن التضامن بالكلمة الواحدة وبالصوت الواحد وبالنغمة الواحدة مع الشعب الفلسطيني الصامد وبتحويل مداخيلها لفائدته بتجاوب ومشاركة كريمة سخية من قبل كافة الفنانين الجزائريين وزملائهم الوافدين من البلدان الشقيقة والصديقة". وخلص رئيس الجمهورية إلى التأكيد بأن هذا المسعى الثقافي التضامني "ما كان لينجح لولا الإقبال المشهود لمواطنات منطقة الأوراس الأشم ومواطنيها على حضور كل سهرات المهرجان". و عبر في هذا الصدد عن أمله في أن يكون هذا الأمر نفسه بالنسبة لمواطنات ومواطني ولاية سطيف وما جاورها من خلال حضور كل سهرات مهرجان جميلة ليعمم ذلك على كافة التجمعات الوطنية المقامة في ربوع الجزائر تضامنا منهم مع الأشقاء الفلسطينيين.