أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أن التضامن الفعال مع الشعب الفلسطيني في محنته هو "واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون واجبا قوميا ينبغي أن يقوم به الجميع". ودعا كل فئات الشعب الجزائري إلى دعم الفلسطينيين لاسيما الفنانين عبر حناجرهم وأصواتهم. كما ذكر بما قامت به الجزائر تجاه الشعب الفلسطيني منذ بدء العدوان على غزة. وأكد أن التزام الشعب الجزائري بالتضامن مع شقيقه الفلسطيني كان وما يزال "التزاما صريحا ملموسا لم يشبه قط فتور ولا تقاعس". وفي رسالة وجهها أول أمس، بمناسبة افتتاح مهرجان جميلة الدولي، وقرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، أكد الرئيس بوتفليقة، بأن التضامن الشعبي الذي واكب الاعتداء على غزة "ليس بغريب على شعبنا المعطاء المجبول على أخلاق الفروسية ونصرة المظلوم وإغاثة المحتاج، حيث تعد هذه الخصال قيما مكينة في نفسه وفي عقيدته وإنسانيته وتاريخه المجيد". وأشار رئيس الجمهورية إلى أن "المؤمل من شعبنا على اختلاف أطيافه وشرائحه من نخب وفنانين ورياضيين وغيرهم أن يهبوا كعادتهم إلى دعم إخوانهم في فلسطين الجريحة، فيبسطوا لهم أيديهم كل البسط ويجزلوا لهم العطاء، وأن يكون سخاؤهم في مستوى إحساسهم وتأثرهم بالأحداث المؤلمة".ولأن المناسبة كانت افتتاح مهرجان جميلة العربي، فإن الرئيس خاطب الفنانين على وجه الخصوص قائلا: "أشد على أيديكم مشجعا ومنوها بالدور الذي يؤديه فنكم الأصيل وإبداعكم الخلاق في ترقية الأذواق وتهذيب النفوس، وفتح آفاق التعارف والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب"، وتطرق إلى الدور المنوط بهم في نصرة الشعب الفلسطيني، مشيرا في هذا الإطار إلى أن أهل الفن "كانوا ولا يزالون الضمير الحي والمعبر الصادق عن مشاعر الشعوب وآلامها وأمانيها"، داعيا إياهم الى أن "يسمعوا العالم بفنهم الرفيع صرخة أهل غزة و ما يعانيه أطفالها ونساؤها العزّل من عدو أوهم العالم بأن الديمقراطية من توراته وأنها تسوغ له أن يقضم أرض فلسطين شبرا شبرا، وأن يبيد أهلها أفرادا وجماعات، فيحاصرهم بالحديد والنار ويمطرهم جوا وبرا وبحرا بالصورايخ والمدافع والقنابل الفتاكة مرتكبا جرائم شنعاء". جرائم كانت محل تنديد في كل أنحاء العالم، يذكر رئيس الجمهورية قائلا "أن هذه الجرائم المرتكبة من قبل الجيش الإسرائيلي في حق الفلسطينيين "اهتز لها الضمير العالمي وتداعت لها الشعوب من كل أصقاع الدنيا تضامنا مع الضحايا واستنكارا وتنديدا بالعدوان الهمجي الذي لم يتورع حتى من منع فرق الإغاثة من أداء واجبها في إنقاذ الجرحى والمنكوبين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض". واسترسل رئيس الجمهورية يقول: "لذا كان العدوان الإسرائيلي المنصب على قطاع غزة محل استنكار عارم من قبل كافة فئات الشعب في كل أنحاء الجزائر، هذا العدوان الغاشم الذي حرك توثب كل التنظيمات الجزائرية بكل أطيافها لتكثيف جمع كل أنواع الإغاثة والمساعدة وتقديمها لسكان غزة وهم يتعرضون منذ يوم 8 جويلية الماضي لحرب إبادة ممنهجة". وعاد الرئيس في رسالته إلى مواقف الجزائر وردود فعله تجاه العدوان على غزة من خلال تذكيره أولا بتنديدها بهذا العدوان الهمجي منذ الوهلة الأولى وكذا تضامنها مع أشقائها الفلسطينيين. أضاف في هذا الصدد "سارعت (الجزائر) إلى الإسهام ماديا لإسعاف إخوانها وآزرت مساعي التهدئة مع الدول الشقيقة والصديقة لإنهاء العدوان وتجنب سقوط المزيد من الضحايا والتدمير الشامل للبنية التحتية لقطاع غزة، كما دعت إلى عقد مجلس طارئ لجمعية الأممالمتحدة للنظر في هذا العدوان". وفي ذات السياق، لفت رئيس الجمهورية إلى أن التعبير عن تضامن الجزائر مع أهل غزة "كان له أوجه شتى كلها جديرة بالإشادة والتنويه" ليخص بالذكر مساهمة قطاع الثقافة من خلال إفراد محتوى طبعة مهرجان تيمڤاد الدولي السادسة والثلاثين "للتعبير عن التضامن بالكلمة الواحدة وبالصوت الواحد وبالنغمة الواحدة مع الشعب الفلسطيني الصامد وبتحويل مداخيلها لفائدته بتجاوب ومشاركة كريمة سخية من قبل كافة الفنانين الجزائريين وزملائهم الوافدين من البلدان الشقيقة والصديقة". وأكد بأن هذا المسعى الثقافي التضامني "ما كان لينجح لولا الإقبال المشهود لمواطنات منطقة الأوراس الأشم ومواطنيها على حضور كل سهرات المهرجان". وعبّر في هذا الصدد عن أمله في أن يكون هذا الأمر نفسه بالنسبة لمواطنات ومواطني ولاية سطيف وما جاورها من خلال حضور كل سهرات مهرجان جميلة ليعمم ذلك على كافة التجمعات الوطنية المقامة في ربوع الجزائر تضامنا منهم مع الأشقاء الفلسطينيين. وأكد رئيس الجمهورية من جهة أخرى على الموقف الثابت للجزائر الذي يترجم "بصدق وأمانة" سياستها في العلاقات مع الدول لا سيما مع الأشقاء من أجل أن يعم السلم والأمن كل أرجاء العالم. وأوضح أن "هذا الموقف الثابت للجزائر شعبا وحكومة يترجم بصدق وأمانة سياستها التي درجت عليها في العلاقات مع الدول لاسيما مع الأشقاء من أجل أن يعم السلم والأمن كل أرجاء العالم".