استغل 15 لاعبا من المنتخب الوطني لكرة القدم الممارسين خارج الوطن، مرحلة الانتقالات الصيفية التي اختتمت مؤخرا، لتغيير الأجواء في صفقات حظيت بتعاليق مختلفة، بعد المشوار الإيجابي للخضر في مونديال 2014 لكرة القدم بالبرازيل. وكان الحارس الدولي رايس مبولحي أول من فتح باب الانتقالات بانتقاله الى نادي فيلادلفيا بالولايات المتحدةالأمريكية قادما إليه من نادي سيسكا البلغاري. هذه الصفقة فاجأت العديد من الملاحظين الذين كانوا يتوقعوا أن يحط حارس الخضر الرحال بنادي مرموق، بعد الإنجاز الباهر الذي أداه مع الخضر في مونديال البرازيل. في المقابل، حقّق صانع ألعاب الخضر، ياسين ابراهيمي المتألق بدوره في بلد السامبا صفقة مربحة، حسب المختصين، وذلك بإمضائه لعقد لصالح نادي بورتو البرتغالي، أحد الأندية العملاقة في أوروبا بعد موسمين قضاهما بغرناطة بإسبانيا. ولم ينتظر ابراهيمي كثيرا ليفرض نفسه مع ناديه الجديد، حيث أصبح في ظرف أسابيع قليلة محبوب جمهور بورتو ، خاصة بعد تألقه في لقاء رابطة أبطال أوروبا ضد نادي ليل الفرنسي من خلال تسجيله لهدف رائع بمخالفة مباشرة، واعطائه لتمريرة الهدف الثاني، ليبعث بفريقه لمرحلة المجموعات. أما الثنائي كارل مجاني والسعيد بلكالم، فقد فضّلا الالتحاق بالمدرب الوطني السابق، وحيد حليلوزيتش، إلى نادي طرابزون سبور التركي، وهو الخيار الأفضل لهما. وبالنسبة لمجاني الذي لازم طويلا كرسي الاحتياط بموناكو الفرنسي، فقد استفاد من تنقل حر، بعد مشوار مقبول بمونديال البرازيل، بينما كانت رغبة بلكالام اللعب أطول مدة ممكنة بعد تهميشه من طرف واتفورد الإنجليزي. ويعتبر الأمر كذلك لرفيق جبور الذي كان انتقاله خلال المرحلة الثانية من الموسم الماضي إلى نوتنغام فوراست الإنجليزي، (الدرجة الثانية)، حيث لازم دكة الاحتياط لمدة طويلة، وهو ما أرغمه على الإنتقال لنادي أبوال القبرصي المتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية التي سبق له أن تذوق طعمها لما كان مع فريق أولمبياكوس اليوناني. أندية الخليج تستهوي لاعبي الخضر مجدّدا مهدي مصطفى الذي تذوق مرارة السقوط للدرجة الثانية مع أجاكسيو الفرنسي، تمكّن من البقاء بالدرجة الأولى بالتحاقه بنادي لوريان الذي ينشط به مواطنه وليد مسلوب. هذا الأخير صعد بدوره للقسم الأعلى بعد أن لعب مواسم طويلة في جحيم القسم الثاني رفقة نادي لوهافر. وقد فاجأ المدافع الجزائري، رفيق حليش، كل المتتبعين بالتحاقه بنادي قطر في الوقت الذي كان مطلوبا فيه من عدة أندية أوروبية من بينها إسبانيول برشلونة. اللاعب السابق لنصر حسين داي، (الرابطة الأولى)، الذي انتهى عقده مع كوامبرا أكاديميكا البرتغالي، فضّل في سن ال28 خوض مغامرة جديدة في الخليج العربي. وقد التحق به زميله في المنتخب الوطني، حسن يبدة، الذي قضى مواسم طويلة في أوروبا، والذي أمضى لصالح الفجيرة الإماراتي وهو الفريق الذي سبقه إليه قائد الخضر، مجيد بوڤرة. هذا الأخير يعرف جيّدا الكرة الخليجية كونه لعب ثلاثة مواسم مع نادي لخويا القطري، حامل اللقب. أما إسحاق بلفوضيل، الذي أعير العام الماضي من نادي أنتر ميلان الأيطالي إلى ليفورنو، فقد فضّل العودة إلى نادي بارما الذي تألق معه خلال موسم 2012-2013، وهي العودة التي قد تمكّنه من استرجاع لياقته العالية التي كان يتمتع بها خلال تلك الفترة، خاصة وانه استفاد من عودته مجدّدا لصفوف الخضر بمناسبة مباراتي إثيوبيا ومالي لحساب تصفيات كأس إفريقيا 2015 للأمم. وقد استغل لاعبو الخضر اليوم الأخير من مرحلة الانتقالات الصيفية لتغيير الأجواء، والنجاة من خطر موسم أبيض، خاصة وانهم لم يدخلوا في حسابات مدربي أنديتهم السابقة. ويتعلق الأمر بجمال مصباح (بارما) الذي التحق بنادي سامبدوريا جنوة الإيطالي، ونبيل غيلاس (بورتو) الذي أضحى لاعبا لنادي قرطبة الإسباني، وسفير تايدر الذي أعير من أنتر ميلان إلى ساسوولو (الدرجة الإيطالية الأولى) وأخيرا لياسين كادامورو الذي انتقل إلى أوساسونا من ريال سوسيداد وكلاهما من إسبانيا. كما حاولت عناصر أخرى من المنتخب الوطني استغلال تألقها في مونديال 2014 بالبرازيل، للإنتقال إلى أندية مرموقة، ويتعلق الأمر بإسلام سليماني (سبورتنغ لشبونة - البرتغال) وهلال سوداني (دينامو زغراب - كرواتيا)، ورياض بودبوز (باستيا - فرنسا) وعبد المؤمن جابو (النادي الإفريقي - تونس)، والذين سيواصلون، على الأقل، مع أنديتهم الحالية إلى مرحلة الانتقالات الشتوية في شهر جانفي المقبل.