شهدت العديد من الأسواق والمحلات، خلال هذه الأيام مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حركة كبيرة من قبل الزبائن، سواء في الفترة الصباحية أو المسائية، حيث اكتظت الشوارع عن آخرها جراء الاستعدادات المكثّفة للعائلات الجزائرية لاقتناء مستلزمات العيد من توابل وغيرها من مواد غذائية عرفت تهافتا كبيرا بصفة خاصة. ولم يختلف الوضع عند المحلات المتخصصة في بيع الخضر والفواكه حيث شهدت طوابير كبيرة خوفا من نفاد بعض الخضر عشية العيد. وفي ظل تكرار هذا السيناريو في كل مناسبة، ارتأت السياسي القيام بجولة استطلاعية، لرصد بعض جوانب هذه اللهفة التي يعيشها المواطنون كل سنة. إقبال كبير على الأسواق قبل العيد عمدت الكثير من العائلات الجزائرية على التسوق مبكّرا وقبيل العيد الأضحى بأيام، من أجل اقتناء المستلزمات اللازمة لهذه المناسبة الدينية، وفي خضم هذا الواقع، تقربت السياسي من بعض المواطنين لمعرفة سبب هذا التهافت واللهفة على الأسواق قبل العيد، ليقول في هذا الصدد مروان الذي كان بصدد اقتناء مجموعة من المستلزمات الخاصة بيوم العيد إن نفاد بعض الخضر وارتفاع أسعارها عشية العيد، دفعنا للتسوق مبكّرا واقتناء كميات كبيرة تكفينا لهذا اليوم ، ومن جهة أخرى، تقول فاطمة إن تخوفنا من تكرار كابوس ارتفاع الأسعار عشية العيد، جنّبنا التسوق في الأيام الأخيرة، فحسب رأيي الشخصي، فإن هذه الأيام جد مناسبة لاقتناء كل ما يلزمنا ليوم العيد . ومن جهتها، تضيف فريدة، التي التقينا بها بأحد المراكز التجارية بالعاصمة، ان سر اللهفة هو رغبتها في الاستعداد المبكّر للمناسبة الدينية المميزة، خاصة وأنها تدرك مسبقا بان زوجها او أبناءها لن يقبلوا الخروج لاقتناء أشياء بسيطة يمكن توفيرها في البيت لاستغلالها أيام العيد، في حين ان علي يقول ان تكلفة مقتنياته قد كلفته مبلغا من المال فاق المليون سنتيم بعدما قام بشراء كل ما يحتاجه وبكميات مضاعفة، حيث بقول انه احتياطا وخوفا من الندرة التي تشهدها الأسواق كل سنة طيلة أيام العيد والتي تمتد أحيانا الى أكثر من أسبوع كامل، فضّل شراء المواد الغذائية لتخزينها، حيث انه قام حتى بشراء المشروبات الغازية مسبقا، لتوفير الجهد أيام العيد والتفرغ للاحتفال به بزيارة الأقارب. ..ومحلات بيع التوابل تنتعش ومن جهة أخرى، عرفت محلات بيع التوابل إقبالا كبيرا من طرف شريحة النسوة، تحضيرا لاستقبال العيد المبارك، فالمتجول في تلك الأسواق، يلاحظ الكم الهائل من أكياس التوابل المختلفة التي يلتف حولها المتسوقون خاصة النساء منهم، فتقاليد المطبخ الجزائري في هذه المناسبة لا يمكن أن تمر دون أن تعطره التوابل المختلفة التي ألفها الجزائريون في مطابخهم على مدار العام، بحيث بدأ التجار عرضهم لمختلف السلع الرائجة في هذه المناسبة، والتي يكثر الإقبال عليها مثل التوابل، بحيث تحرص الأسر الجزائرية على اقتناء مجموعة كبيرة من هذه التوابل. وما زاد من إبراز مظاهر اللهفة لدى المواطنين، هو أنه رغم ارتفاع الأسعار، إلا أنهم يتدافعون في الأسواق من أجل اقتناء أكبر قدر ممكن من المستلزمات والخضروات وغيرها من الأمور اللازمة لهذه المناسبة، وهو ما أثار استغراب بعض المواطنين، ليقول في هذا الصدد محمد ان المواطن يخشى من ارتفاع الأسعار، إلا انه يملأ القفة بلهفة وهو الأمر الذي يحير. تجار يستغلون الفرصة للكسب السريع وفي ذات السياق، أجمع أغلب الباعة الذين تحدثنا إليهم، على تضاعف حمى التبضع لدى الكثير من المواطنين في الأيام الأخيرة ومع بداية العد التنازلي لاستقبال عيد الأضحى المبارك، معتبرين ذلك بالأمر العادي لأنهم تعودوا على الأمر في السنوات الأخيرة، حيث يقول مراد، العامل كقابض بمركز تجاري، انه لم يستغرب الأمر كثيرا حيث انه، ومع اقتراب مثل هذه المناسبات الدينية، تزداد نسبة المبيعات بصورة ملحوظة، ليضيف ان الضغط زاد عليهم كثيرا في الأيام الأخيرة بسبب بداية تحضير العائلات الجزائرية لاستقبال عيد الأضحى، وذلك بشراء كل ما يلزم من مواد غذائية، ليضيف ان الملاحظ هذه الأيام هو توافد عدد كبير من الزبائن الذين يقومون باقتناء كميات كبيرة ومضاعفة عن الأيام العادية، ومن جهة أخرى، يقول كمال، بائع خضروات إن تخوف العديد من المواطنين من ندرة بعض الخضروات مثل القرعة واللفت وغيرها من الخضر الضرورية في هذه المناسبة وغلق بعض المحلات بسبب ذهابهم ومشاركة أهلهم فرحة العيد من أهم الأسباب التي دفعت الكثير من المواطنين للتهافت على الأسواق، دون ان ننسى ارتفاع أسعار بعض المستلزمات عشية العيد وذلك بسبب تحايل بعض التجار الذين يجدون هذه المناسبة فرصة للكسب السريع . ..واختناق مروري حاد وما زاد من حدة قلق بعض المواطنين، هو الإختناق المروري الذي أصبح لا يطاق تماما خاصة خلال هذه الأيام التي تسبق العيد، إذ أن السير في طرقات العاصمة أضحى معاناة حقيقية نظرا لخروج المواطنين لقضاء حاجياتهم اللازمة لعيد الأضحى، إلا ان الأمر بات يقلق العديد من المواطنين خاصة العمال منهم الذين باتوا يقضون ساعات للوصول إلى مناصب عملهم أو إلى البيوت بعد انتهاء ساعات الدوام، وهو ما أعرب عنه العديد من المواطنين ممن التقت بهم السياسي خلال جولتها في شوارع العاصمة إن إقبال الكثير من المواطنين على الأسواق لاقتناء بعض المستلزمات الخاصة بالعيد، ساهم في زيادة حدة الإختناق الذي بات يشكّل عائقا كبير خاصة بالنسبة لنا نحن العمال، حيث أصبحنا نجد صعوبة كبيرة سواء في الفترة الصباحية او المسائية .