انتابت المواطنين في هذه الأيام التي تسبق عيد الأضحى المبارك، حالة من "اللهفة" دفعتهم لاقتحام مختلف الأسواق الشعبية والمراكز التجارية بغية اقتناء حاجياتهم من خضر وفواكه ومواد ضرورية، خشية أن يتكرر معهم سيناريو المحلات المغلقة والتي حولت أيام عيد الفطر السعيد إلى كابوس ومعاناة حقيقية لأزيد من 15 يوما. خصص المواطنون الأيام العشرة من ذي الحجة والتي تسبق الاحتفال بالعيد للتوجه إلى الأسواق بغية اقتناء حاجياتهم الغذائية تحسبا لحالات الندرة التي تعرفها الأسواق الوطنية في المناسبات الدينية. وبالرغم من أن العيد سيتزامن هذه المرة مع عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن أكثر ما يخشاه المواطن هو بقاء هذه المحلات مقفلة في وجوههم ليجدوا أنفسهم مضطرين للبقاء أسبوعا كاملا بدون مؤونة غذائية أو بنزين، فبرغم من تطمينات اتحاد التجار إلا أن "اللهفة" هي السمة الغالبة على تسوق الجزائريين. فمن خلال جولة قادتنا إلى سوق الخضر بالمقرية، لمسنا ارتفاعا محسوسا في أسعار الخضار والفواكه حيث ما يزال سعر البطاطا في حدود 70 دج، الطماطم 80 دج، البصل 60 دج وهي أسعار مرشحة للارتفاع في الأيام القليلة القادمة، هذه التخوفات دفعت المواطنين لمضاعفة اقتناء حاجياتهم. يقول أحد التجار: تعودنا في الأيام التي تسبق عيد الأضحى على ارتفاع الطلبات، فمن كان يشتري 5 كلغ بطاطا أصبح يقتني 10 تحسبا للعيد. وعن ارتفاع الأسعار أكد لنا محدثنا أن الزبون ما يشغله حاليا هو وفرة الخضر أما الغلاء فهو تعودوا عليه في الأعياد والمواسم. وهي ذات الأجواء التي وجدناها في المراكز التجارية والمساحات الكبرى، أين أقبل المواطنون على اقتناء كميات كبيرة من الحليب الجاف، الفرينة، السميد،الزيت والأرز خشية افتقاد هذه المواد الهامة .
مصطفى زبدي: لهفة المواطنين ترفع أسعار المواد الغذائية أوضح رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك لولاية الجزائر، مصطفى زبدي، أن ظاهرة اللهفة تتكرر في كل موسم ديني أو وطني وسببها انعدام ثقة المستهلكين في الأسواق وتوزانها، وهو ما يجعله يقبل على اقتناء المواد الغذائية وتخزينها، وللقضاء على هذه العادة يجب طمأنته على المدى المتوسط أو البعيد ويكون ذلك من خلال ثبات الأسعار ووفرة الإنتاج. وأردف زبدي أن المواطن يعلم أن أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه تلتهب في كل موسم وتتضاعف في أيام العيد، فالمستهلك يساهم بطريقة غير مباشرة في رفع الأسعار.
صالح صويلح: غرامة 10 ملايين سنتيم لكل تاجر يغلق محله يوم العيد أكد الأمين العام لإتحاد التجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح، أن نظام المداومة التي أقرتها وزارة التجارة واتحاد التجار سيضع حدا للفوضى التي كان يعرفها العمل في أيام الأعياد والمناسبات الدينية، فهناك أزيد من 32 ألف تاجر وصاحب محل خدمات عبر جميع الولايات معنيين بالمداومة خلال أيام عيد الأضحى الثلاثة تم تبليغهم رسميا، وفي حال عدم التزامهم بذلك فسيكونون عرضة للعقوبات متمثلة في غرامة مالية قدرها 10 ملايين سنتيم أو إغلاق المحل التجاري، وقد تصل لحد المتابعة القانونية، ودعا صويلح لضرورة توعية المواطن الجزائري حتى لا يكون سببا في ارتفاع الأسعار.
نفطال : لا ندرة في الغاز والوقود في العيد طمأنت الشركة الوطنية لتسويق وتوزيع المواد البترولية "نفطال" في بيان لها المواطنين بأن توزيع الوقود وقارورات غاز البوتان سيتم بصفة عادية خلال أيام العيد، وستكون على مستوى كل شبكات محطات الخدمة التابعة ل"نفطال" ونقاط البيع ليلا ونهار، وهو الإجراء الذي من شأنه التخفيف من الطوابير الطويلة أمام محطات عشية كل عيد.