شهدت أمس معظم الأسواق والمحلات بمدينة عنابة عشية حلول رمضان حركة غير عادية سواء في الفترة الصباحية أو المسائية حيث اكتظت الشوارع عن آخرها جراء الاستعدادات المكثفة للعائلات الجزائرية لاستقبال هذا الشهر الفضيل بعد أن وجدت نفسها بين مطرقة غلاء الأسعار التي قفزت إلى أعلى مستوياتها في هذه الأخيرة وسندان الضروريات وعلى إثر هذه الحركية التي تشهدها العديد من الأسواق الجزائرية وفي ظل الانتشار الرهيب لظاهرة ارتفاع الأسعار ولهفة المواطن على اقتناء كل المستلزمات ارتأت جريدة آخر ساعة القيام بجولة استطلاعية لرصد بعض جوانب هذه اللهفة عشية رمضان حورية فارح تدافع في الأسواق.. رغم ارتفاع الأسعار خلال قيامنا بجولة استطلاعية في بعض الأسواق للوقوف على تحضيرات المواطن العنابي لاستقبال شهر رمضان لاحظنا الأجواء التي تطبع يوميات الجزائريين عشية رمضان فألقينا نظرة خفيفة على الأسعار لمعرفة سبب التدافع الكبير في الأسواق فكانت وجهتنا الأولى السوق المغطاة وسوق الحطاب للخضر والفواكه حيث شهدت هذه الأخيرة ارتفاعا جنونيا ورغم ذلك تشهد هذه الأسواق تدافع العديد من المواطنين بسبب اللهفة وفي هذا الصدد كانت لنا وقفة مع العديد من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من الغلاء الذي شهدته مختلف المواد خاصة واسعة الاستهلاك إلا أن اقتراب رمضان قد أجبرهم على الخروج لشراء كل المستلزمات التي تخص هذا الشهر إذ وصلت أسعار الخضر إلى سقفها ببلوغ سعر الكوسة 160 دج واللوبيا الحمراء ب 200 دج والجزر ب100 دج والبطاطا 60 دج والخس ب 100 دج والطماطم ب100دج والحمص ب 320دج والمعدنوس و الدبشة ب50دج إلا أن لهفة الإقبال كانت كبيرة كما رصدنا توافد الكم الهائل من المواطنين الذين يتخاطفون على شراء مختلف مستلزمات رمضان فبالرغم من جشع التجار إلا أننا لاحظنا توافدا كبيرا للمواطنين على المحلات والمراكز التجارية مما ألهب مختلف الأسواق إلا أن هذه الأسعار الخيالية لم تمنعهم من اقتناء مختلف اللوازم وبأي ثمن الإقبال على محلات الأواني زاد الإقبال على بيع الأواني خلال هذه الأيام لاقتناء مقلاة جديدة أو حتى طنجرة للطهي من أجل التفاؤل بها في شهر رمضان وهذا ما رصدناه خلال جولتنا الاستطلاعية ببعض المحلات أين وجد طوابير للنسوة داخل محلات الأواني من أجل شراء شيء جديد ولكن الغريب أن بعض النسوة تقوم بشراء كل شيء جديد من المعلقة إلى الصحون و الطناجر وحتى الآلات الكهرومنزلية آلة الطحن الالكترونية وغيرها من الأواني اللازمة لمحلات بيع التوابل حظ في رمضان عرفت محلات بيع التوابل هي الأخرى شهدت إقبالا كبيرا من طرف شريحة النسوة تحضيرا لاستقبال شهر رمضان الكريم المبارك فالمتجول في تلك الأسواق يلاحظ الكم الهائل من أكياس التوابل المختلفة التي يلتف حولها المتسوقون خاصة النساء وكذا ‘'الفريك‘' الذي تجاوز سعره ال500دج للكيلوغرام الواحد فتقاليد المطبخ الجزائري في هذه المناسبة لا يمكن أن تمر دون أن تعطره التوابل المختلفة التي ألفها الجزائريون في مطابخهم على مدار العام إقبال معتبر على الملابس رغم ان التحضيرات كثيرة لاستقبال رمضان إلا أن هناك بعض العائلات فضلت اقتناء ملابس العيد لأطفالهم فالعديد من محلات بيع الملابس لم تفتها الفرصة للربح في هذه المناسبة وهذا لتوجه العديد من المواطنين لاقتناء الملابس خاصة أنه تزامن مع موعد الأجور وفي هذا الصدد قالت سيدة بأنها تقوم بشراء ملابس جديدة لأبنائها كسوة العيد لتفادي الخروج في رمضان وارتفاع درجات الحرارة وأمام هذه اللهفة التي تشهدها الأسواق الجزائرية من قبل المواطنين كانت لنا وقفة مع التجار للحديث عن هذا الموضوع المطروح بشدة خلال أيام العيد حيث صرح أحد الباعة قائلا في مثل هذه الأيام نرى إقبالا منقطع النظير على الأسواق على الرغم من الارتفاع الجنوني للعديد من المستلزمات إلا أن العديد منهم يشتري و الكل يقول ما عندناش ومن جهة أخرى حدثنا تاجر عن سبب ارتفاع الأسعار و هو كثرة الطلب حيث أن لهفة العديد من المواطنين حفز الباعة على رفع الأسعار إلى جانب اقتناء الحناء و العنبر من طرف النسوة اختناق مروري حاد لقد بات الاختناق المروري في مدينة عنابة لا يطاق تماما خلال هذه الأيام التي تسبق رمضان إذ أن السير في طرقات الولاية أضحى معاناة حقيقية و ذلك ليس فقط في أوقات الذروة و إنما خارجها و حتى في مختلف أوقات النهار نظرا لخروج المواطنين لقضاء حاجياتهم اللازمة لعيد الأضحى و لكن هذا الأمر بات يقلق العديد من المواطنين خاصة العمال منهم الذين باتوا يقضون ساعات للوصول إلى مناصب عملهم أو إلى البيوت بعد انتهاء ساعات الدوام و في ذات السياق أكد أحد المواطنين أن الاختناق المروري حقيقة لا يمكننا التهرب منه ما أو اجتنابه ومن جهة أخرى فقد اعتبر بعض المواطنين أن المواطن في حد ذاته يساهم بنسبة كبيرة في الفوضى و الازدحام الذي يساهم في عرقلة حركة المرور من خلال التدفق الهائل للسيارات إلى وسط المدينة أثر سلبيا حيث أصبح المواطن مجبرا على الخروج مبكرا من المنزل قصد تجنب الوقوع في الازدحام و الوصول إلى مقاصدهم في الموعد المحدد.