أكد العديد من الأخصائيين أن الحلول المثالية لاستيعاب كافة الأطراف الليبية هو الجلوس على طاولة الحوار لاستيعاب جميع الأطراف المتنازعة وهذا في إطار المقاربة الجزائرية الرامية إلى حوار شامل بإشراك الجميع في خلال الجلسات المزمع انطلاقها بالجزائر العاصمة خلال الأيام القليلة القادمة. ورأى الأستاذ بجامعة الجزائر زهير بوعمامة في تصريح للإذاعة الدولية أن الحل المثالي للأزمة الليبية يقتضي استيعاب جميع الأطراف المتخاصمة دون إقصاء لأي طرف، وقال مبدئيا علينا بمحاورة القوى القابلة للحوار وذات التأثير القوي في الرأي العام على أن يتم توسيع الحوار إلى الأطراف المتبقية بعد أن يتم بناء ما يسمى بالتوافقات، وأوضح بوعمامة أن المطلوب حاليا في مسألة الأزمة الليبية، هو إجراءات لبناء ثقة تترجم في مبادرات لإيقاف الاقتتال على الأقل، فبعد وقف إطلاق النار وإراقة الدماء ستسهل عملية الحوار وتقريب كل وجهات النظر مهما كان اختلافها كبيرا ومهما اتسعت الهوة بين الفرقاء الليبيين، لكن الشيء الأهم هو تجنب التدخل العسكري كما تريده بعض الأطراف الخارجية والذي لطالما عارضته الجزائر. ويضيف المحللون السياسيون أن الحوار الليبي سيكون شاقا وطويلا وتوقع وقوف بعض الأطراف الليبية ضد التيار بدعم من أطراف إقليمية تسعى إلى رسم ملامح ليبيا جديدة على مقاس مصالحها فالتصريحات الأولية من هذا البلد الشقيق جاءت مرحبة بالحوار وبالمبادرة الجزائرية الداعية إلى حل سلمي للأزمة تحت شروط بعضها مقبول والبعض الآخر يبدو غير منطقي خاصة في ظل الظروف الداخلية التي تشهدها ليبيا، وأن أيّ محاولة لبناء خريطة سياسية في ليبيا من دون رموز النّظام السّابق ستعرف تعثرات كبيرة، وأن المشكلة حاليا تكمن في رفض صناع الثورة في ليبيا محاورتهم قبل ان تقول العدالة كلمتها في حقهم، وأشار المتحدث أنه يجب على الدبلوماسية الجزائرية وكل القوى الداعمة للمبادرة التي طرحتها الجزائر إقناع الجميع بخوض الحوار على مراحل متوقعا أن تطول فترة هذا الاخير إلى حد قد يفوق ال4 سنوات نظرا للفجوة الكبيرة في المواقف بين الاطراف المتصارعة والطبيعة القبلية لهذا البلد والتي ستلعب دورا في طول المدة.