- دعوات عربية وأوروبية للتحرك دوليا لإنقاذ ليبيا - الجيش الليبي يسيطر على أجزاء واسعة من بنغازي دفع تفاقم الوضع العسكري والأمني شرق ليبيا وغربها بالحكومة المؤقتة الى اتخاذ قرارات رأت فيها منافذ من أجل إنقاذ البلاد من الأزمة الطاحنة التي تعيشها، من بينها توحيد القيادة الليبية للجيش تحت رئاسة الأركان العامة في مواجهتها للإرهاب ودعوة الجيش الى التقدم باتجاه طرابلس من أجل تحريرها. ومن أجل استعادة السيطرة على طرابلسوبنغازي قريبا، وضعت الحكومة الليبية برئاسة عبد الله الثني كافة العمليات العسكرية لمكافحة المليشيات المسلحة تحت رئاسة الأركان العامة وأطدت بالمقابل انفتاحها على دول الجوار والعالم من أجل مساعدتها في بناء مؤسسات الدولة الليبية بمشاركة كافة الأطراف المعتدلة. ولازالت العمليات العسكرية بين الجيش الليبي والمليشيات المسلحة في شرق ليبيا وغربها على أوجها وسط انباء عن تقدم واضح للجيش في كلتا الجبهتين. الجيش يسيطر على أجزاء واسعة من بنغازي ويحقّق انتصارات بالمنطقة الغربية لطرابلس أكد الناطق باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، أحمد المسماري، أن الجيش الليبي يحقق انتصارات كبيرة على كافة مناطق القتال بمدينة بنغازي والمنطقة الغربية بالعاصمة طرابلس. وقال المسماري ان قوات للجيش تتقدم بمساعدة شباب بنغازي في كافة محاور القتال بالمدينة لافتا الى أن الجيش مدعوما من أهالي بنغازي بات يسيطر على أجزاء واسعة من المدينة بعد أيام على الهجوم على قوات أنصار الشريعة. وأضاف أن قوات الجيش تخوض الآن قتالا شرسا وتتقدم نحو منطقة سيدي خليفة وقاريونس ومطار بنينا. وتواجه مدينة بنغازي، ثاني كبرى المدن الليبية والأكثر اضطرابا، احتداما للصراع مع تواصل القتال العنيف بين قوات الجيش الليبي وقوات مجلس شورى ثوار بنغازي وسط انباء عن تقدم الجيش في محاور مختلفة تجاه المدينة. وشنّ سلاح الجو الليبي غارات جوية على مواقع أنصار الشريعة ببنغازي ومواقع المسلحين بمدينة درنة، شرقي البلاد، الى جانب الاشتباكات الجارية على الأرض. كما أدت اشتباكات مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي بمحيط منطقة بنينا، جنوبالمدينة، الى مصرع جنديين من الجيش الليبي وإصابة 15 آخرين. كما أسفر هجوم انتحاري وقع صباح أمس على بوابة أمنية تابعة لقوات الجيش الليبي قرب بوابة سيدي سويكر بدريانه، شرقي بنغازي، عن سقوط اثنين من الجرحى في صفوف الجيش الليبي. الى ذلك، أعلن قائد القوات الخاصة بالجيش الليبي، ونيس بوخمادة، ان القوات تمكّنت من وقف هجوم جماعات مسلحة اسلامية تحاول السيطرة على المطار في بنينا. من جهة أخرى، أكد مصدر أمني ليبي ان الجيش يتقدم بخطوات ثابتة في القتال الدائر بالمنطقة الغربية بطرابلس وهي جبهة قتال واسعة تمتد إلى 200 كيلومتر، كما اوضح، لذلك نتقدم في المعركة ببطئ وحذر . وأصدرت الحكومة الليبية المؤقتة أول أمس بيانا قالت فيه، إنها بشرعيتها المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب، أصدرت أوامرها لقوات الجيش الليبي في أمرة رئاسة الأركان العامة بأن تتقدم باتجاه مدينة طرابلس لتحريرها وتحرير مرافق ومنشآت الدولة من المجموعات المسلحة. وطالبت الحكومة من شباب طرابلس وضواحيها الالتحام مع قوات الجيش، للمساهمة في تحرير أنفسهم وعائلاتهم ومدينتهم وسكانها من الجماعات المسلحة، حسب البيان. دعوات عربية وأوروبية للتحرك دوليا لإنقاذ ليبيا وأمام تطورات الأوضاع في ليبيا، حذّر الأمين العام للجامعة العربية من خطورة الوضع في هذا البلد، معربا عن استعداده للقاء الأطراف الفاعلة ومن بينها زعماء وشيوخ القبائل الليبية لبحث سبل مواجهة الأزمة. كما وجّه مبعوث جامعة الدول العربية إلى ليبيا، ناصر القدوة، دعوة لمزيد من الجهد العربي والدولي لوقف التدهور وإنقاذ ليبيا من الصراعات. وأكد القدوة على استمرار إمكانية الحل السياسي للوضع الليبي، داعيا إلى التحرك السريع وعدم الإنتظار نظرا لخطورة الوضع في البلاد، مبينا أن الظروف الميدانية والمعارك المشتعلة في ليبيا تلقي بظلالها على مظلة التحرك السياسي. وأكد القدوة أن شرعية البرلمان الليبي لا يرقى إليها شك ونحبذ أن نرى انفتاحا من قبل البرلمان على كل القوى السياسية، من خلال اتخاذ خطوات معينة في اتجاه للحوار الوطني العام والشامل، لأنه الجهة التشريعية الشرعية الموجودة في ليبيا الوحيدة ويجب تقديم كل الدعم لها . من جانبهم، أعرب وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم بلكسومبورغ عن بالغ القلق تجاه الوضع في ليبيا وتداعياته على المواطنين وتهديده لفرص تحقيق تطلعات الشعب الليبي في التحول السياسي السلمي وما له أيضا من تأثير سلبي على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. ودعوا جميع الاطراف الليبية الى الانخراط في سياسة شاملة للحوار وإيجاد حل للأزمة المؤسسية بالبلاد، مشدّدين على ان ليبيا لا تستطيع أن تظل مقسّمة وهي بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية قوية. وأدان الاتحاد بالمناسبة، العنف المستمر في ليبيا وابدى قناعته أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة وان الحل السياسي وحده يمكن ان يضمن سبل المضي الى الإمام وبسط الاستقرار، داعيا جميع الأطراف إلى احترام تنفيذها والاستمرار بشكل بنّاء في هذه العملية السياسية.