أحكم الجيش الليبي سيطرته، أول أمس الثلاثاء، على مطار بنغازي شرقي البلاد بعد أسبوعين من المعارك مع قوات مجلس شورى ثوار بنغازي، بينما دعت الحكومة الليبية إلى العصيان المدني في طرابلس حتى تستعيد قواتها السيطرة على العاصمة التي تحكم المليشيات قبضتها عليها. كشف مصدر عسكري أن الجيش الليبي تمكن من تأمين الطرق المؤدية للمطار، بينما حل دمار هائل بمبنى المطار، الذي كان مسرحا لاشتباكات عنيفة استخدمت فيها قذائف الهاون ومضادات الطائرات، وذكرت مصادر أن جريحين سقطا في تفجير انتحاري في منطقة دريانة بمدينة بنغازي شرقي ليبيا، وقتل أكثر من 76 شخصا في الاشتباكات منذ يوم الأربعاء، ومازال القتال مستمرا في أجزاء أخرى من بنغازي، إلى ذلك، قصف الطيران الحربي الليبي مواقع تابعة للميليشيات في مدينة درنة شرقي ليبيا، في حين أعلن الجيش انتظاره الأوامر من رئاسة الأركان لدخول المدينة. ومن جانبها، ذكرت حكومة رئيس الوزراء، عبد الله الثني، في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك، أنها ”أعطت أوامرها لقوات الجيش الليبي بأن تتقدم باتجاه مدينة طرابلس لتحريرها وتحرير مرافق ومنشآت الدولة من المجموعات المسلحة”، كما طلبت من المواطنين ”إعلان العصيان المدني في كافة أرجاء المدينة انتظارا لدخول الجيش الليبي لتحرير المدينة”، وقالت إنها تطلب من المواطنين ”وقف التعامل مع هذه المجموعات المسلحة ومع الحكومة غير الشرعية التي أقامتها بعد الاستيلاء على مدينة طرابلس بقوة السلاح وعدم الالتحاق بأعمالهم”، وطالبت الحكومة أهالي طرابلس بعدم القيام بأي أعمال انتقامية ضد الممتلكات الخاصة وعدم التعدي على أي فرد من هذه المجموعات بعد القبض عليه بل يجب سليمة لقوات الجيش الليبي التي ستتعامل معه وفق القانون. وتواصلت في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، المواجهات بين قوات مجلس شورى ثوار بنغازي والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر، فيما أمرت حكومة عبد الله الثني الموجودة في مدينة البيضاء ما أسمته قوات الجيش الليبي بالتقدم باتجاه مدينة طرابلس لتحريرها، كما تشهد أطراف منطقة أبو شيبة اشتباكات متقطعة بين قوات فجر ليبيا من جهة، وما يسمى جيش القبائل وسرايا من كتيبتي القعقاع والصواعق الموالية لقوات اللواء حفتر من جهة أخرى. مصر تطالب الميليشيات بإخلاء مؤسسات الدولة ووقف الأعمال العسكرية طالبت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، ما أسمته ”المليشيات المسلحة في ليبيا” بإخلاء مؤسسات الدولة ووقف الأعمال العسكرية، وشددت الوزارة على أن ممارسات ما سمتها ”المليشيات المتطرفة” ضد مؤسسات الدولة أدت إلى تفاقم الوضع العسكري والأمني في ليبيا على نحو بات يفرض تعاملا حاسما وعاجلا مع الوضع، على حد تعبيرها، وذلك عبر تفعيل قرار مجلس الأمن 2174 الذي يفرض عقوبات على الأطراف التي تسعى لضرب الاستقرار. وطالبت الخارجية المصرية جميع المليشيات في طرابلس بإخلاء مقار مؤسسات الدولة بهدف عودة ما سمتها ”السلطات الشرعية” التابعة لحكومة الثني، وشددت على أهمية تخلي كافة الأطراف عن الخيار العسكري، وبدء حوار سياسي مع بدء عملية تسليم السلاح تدريجيا، وفق ما جاء في المبادرة التي أطلقتها دول الجوار الليبي في القاهرة. رئيس الحكومة الليبية يلتقي المبعوث التركي وفي العاصمة الليبية طرابلس، التقى، أمس، رئيس حكومة الإنقاذ، عمر الحاسي، أمر الله إيشلر مبعوث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وقالت حكومة الإنقاذ في موقعها على الإنترنت إن اللقاء تم في مقر رئاسة الوزراء بطرابلس التي تسلمتها حكومة الحاسي الشهر الماضي. وبعيد اجتماعه بالحاسي أعلن إيشلر أن تركيا تدعو لوقف إطلاق النار في ليبيا لدفع مسار الحوار. وفي تصريحات لاحقة إثر عودته إلى أنقرة، وصف إيشلر لقاءاته في ليبيا بالمفيدة، وقال إن ”ليبيا تعاني في الوقت الراهن من أزمة سياسية”، وشدد المسؤول التركي على أن الأزمة في ليبيا يمكن حلها عبر الحوار والمفاوضات، وقال إن تركيا تدعم عملية الحوار التي أطلقتها الأممالمتحدة، وإنها مستعدة للمساهمة بأي شكل من أجل حل الأزمة. واستغرقت زيارة المبعوث التركي إلى ليبيا يومين، وكان زار مدينة مصراتة قبيل زيارته طرابلس، وقبل ذلك زار إيشلر مدينة طبرق حيث مقر مجلس النواب المنتخب في جوان الماضي، وذلك في إطار مساع لدفع مختلف الأطراف الليبية إلى التحاور في ما بينها.