خدمات الحالة المدنية لوازرة الخارجية كل يوم سبت.. تخفيف الضغط وتحسين الخدمة الموجهة للمواطن    الذكرى ال70 لاستشهاد ديدوش مراد: ندوة تاريخية تستذكر مسار البطل الرمز    انتصارات متتالية.. وكبح جماح تسييس القضايا العادلة    مجلس الأمن يعقد اجتماعا حول وضع الأطفال في غزّة    تمديد أجل اكتتاب التصريح النهائي للضريبة الجزافية الوحيدة    فتح تحقيقات محايدة لمساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائمه    التقلبات الجوية عبر ولايات الوطن..تقديم يد المساعدة لأزيد من 200 شخص وإخراج 70 مركبة عالقة    خدمات عن بعد لعصرنة التسيير القنصلي قريبا    وزير البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية يشدد على نوعية الخدمات المقدمة وتعزيز استعمال الدفع الإلكتروني    بلومي يباشر عملية التأهيل ويقترب من العودة إلى الملاعب    ريان قلي يجدد عقده مع كوينز بارك رانجرز الإنجليزي    الجزائر رائدة في الطاقة والفلاحة والأشغال العمومية    رحلة بحث عن أوانٍ جديدة لشهر رمضان    ربات البيوت ينعشن حرفة صناعة المربى    35 % نسبة امتلاء السدود على المستوى الوطني    حزب العمال يسجل العديد من النقاط الايجابية في مشروعي قانوني البلدية والولاية    قافلة تكوينية جنوبية    المولودية على بُعد نقطة من ربع النهائي    مرموش في السيتي    تراجع صادرات الجزائر من الغاز المسال    الرئيس يستقبل ثلاثة سفراء جدد    نعمل على تعزيز العلاقات مع الجزائر    أمطار وثلوج في 26 ولاية    حريصون على احترافية الصحافة الوطنية    إحياء الذكرى ال70 لاستشهاد البطل ديدوش مراد    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    بسكرة : تعاونية "أوسكار" الثقافية تحيي الذكرى ال 21 لوفاة الموسيقار الراحل معطي بشير    كرة القدم/ رابطة أبطال افريقيا /المجموعة 1- الجولة 6/ : مولودية الجزائر تتعادل مع يونغ أفريكانز(0-0) و تتأهل للدور ربع النهائي    كرة القدم: اختتام ورشة "الكاف" حول الحوكمة بالجزائر (فاف)    حوادث المرور: وفاة 13 شخصا وإصابة 290 آخرين خلال ال48 ساعة الأخيرة    تجارة : وضع برنامج استباقي لتجنب أي تذبذب في الأسواق    ري: نسبة امتلاء السدود تقارب ال 35 بالمائة على المستوى الوطني و هي مرشحة للارتفاع    مجلس الأمن الدولي : الدبلوماسية الجزائرية تنجح في حماية الأصول الليبية المجمدة    سكيكدة: تأكيد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الوطنية تخليدا لبطولات رموز الثورة التحريرية المظفرة    تطهير المياه المستعملة: تصفية قرابة 600 مليون متر مكعب من المياه سنويا    الجزائرتدين الهجمات المتعمدة لقوات الاحتلال الصهيوني على قوة اليونيفيل    كأس الكونفدرالية: شباب قسنطينة و اتحاد الجزائر من اجل إنهاء مرحلة المجموعات في الصدارة    تقلبات جوية : الأمن الوطني يدعو مستعملي الطريق إلى توخي الحيطة والحذر    العدوان الصهيوني على غزة : ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 46899 شهيدا و110725 جريحا    منظمة حقوقية صحراوية تستنكر بأشد العبارات اعتقال وتعذيب نشطاء حقوقيين صحراويين في مدينة الداخلة المحتلة    اتحاد الصحفيين العرب انزلق في "الدعاية المضلّلة"    الأونروا: 4 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة    اقرار تدابير جبائية للصناعة السينماتوغرافية في الجزائر    وزير الاتصال يعزّي في وفاة محمد حاج حمو    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    قتيل وستة جرحى في حادثي مرور خلال يومين    تعيين حكم موزمبيقي لإدارة اللقاء    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    جائزة لجنة التحكيم ل''فرانز فانون" زحزاح    فكر وفنون وعرفان بمن سبقوا، وحضور قارٌّ لغزة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    تسليط الضوء على عمق التراث الجزائري وثراء مكوناته    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    الأوزاعي.. فقيه أهل الشام    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هذه هي أسباب انتشار العنف ضد المرأة
مختصون يؤكدون أن الظاهرة تشهد تراجعا مستمرا
نشر في المشوار السياسي يوم 24 - 11 - 2014

مديرية الأمن: العاصمة تحتل المرتبة الأولى وطنيا شائعة جعفري: ضعف الوازع الديني وراء انتشار الظاهرة خبراء يؤكدون: الفايس بوك من أسباب الظاهرة اجتماعيون: العنف يهدّد أمن واستقرار المجتمع نفسانيون: للظاهرة تداعيات خطيرة على الأسرة
تدرج العنف في المجتمع الجزائري من الشارع إلى الأسرة، حيث لم تعد لغة الحوار والتواصل السبيل الأمثل لحل مشاكل الأسرة، وحلت محلها القوة والعنف خاصة ضد المرأة، والذي فتح الأبواب على مصرعيه ليتحول استقرار الأسر إلى ضرب من الخيال عند البعض، والذي ساهمت في انتشاره العديد من الظروف الاجتماعية، وحتى التكنولوجية الحديثة، مما يشكّل تهديدا حقيقيا ليس للأسرة فقط بل على المجتمع. فالأرقام رغم تراجعها بنسبة طفيفة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن حالات العنف ضد المرأة وصل عددها إلى 6985 ضحية خلال 9 الأشهر الأولى من السنة الجارية، تصدرت فيها مدينة الجزائر العاصمة ب1135 حالة، تليها وهران ب495 حالة وتحتل قسنطينة المرتبة الثالثة ب382 حالة، السياسي فتحت هذا الملف مع العديد من مختصين ومختلف الأطراف من أجل الوقوف على أسباب انتشار هذه الظاهرة وما هي الحلول الكفيلة للقضاء عليها. شهادات حية لنساء معنفات
تختلف أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة وتنعكس آثاره المأساوية على المدى القريب والبعيد على الحالة الجسدية والنفسية لأولئك النسوة وتمتد إلى أولادهن، الإحصائيات وإن كانت غير دقيقة، إلا أن النتائج تؤثر لا محالة على توازن واستقرار المجتمع بأكمله وأمام هذا الواقع الذي تعيشه الكثيرات، تقربت السياسي من بعض النسوة اللواتي عانينا بسبب هذه الظاهرة، لتروي لنا في هذا الصدد حفيظة قصة تعنيف زوجها لها حيث تقول أنها تزوجت منه وأنجبت ثلاثة أبناء وبعد ان وضعت ابنها الثالث، تبين أنها حامل بابنها الرابع ولان زوجها كان يعاني من ظروف مادية صعبة لم يرق له الخبر، ما نتج عنه شجار بينهما تطور الى ضرب مبرح على البطن وخنقها من رقبتها بخمار كانت تضعه على رأسها مما تسبّب لها في جروح وأغمي عليها لكنه لم يكتف بذلك، بل اخذ يضربها برجله على بطنها لتنزف بعدها نزيفا شديدا نقلت على إثره إلى المستشفى لكن لطف الله بها ولم تفقد جنينها، تؤكد حفيظة والدموع في عينيها، أنها لم تستطع تقديم شكوى ضده رغم أن الطبيب بالمشفى أراد التبليغ عنه لقساوة ما فعله، تقول بعد خروجي من المستشفى، أخذني والدي الى بيتنا ولكن زوجي عاد ليرجعني الى بيتي من جديد، تحمّلت ذلك لأعود لأبنائي لانه لا معيل لهم بعدي ولا أريد لهم ان يتشتتوا .
مليكة فقدت عقلها.. بسبب سوء معاملة أخيها ولم تكن حفيظة الوحيدة التي تعيش ضحية لهذه الظاهرة، فقصة خالتي مليكة ليست كحفيظة، فهي قد جنت وفقدت عقلها حيث تسكن بأحد البيوت المهجورة بحي بن عاشور بالبليدة ويقول جيرانها أنها كانت عاملة في البلدية ولم تتزوج وكانت تعيش مع إخوتها لكن أخوها الأكبر كان دائما بمجرد عودتها من العمل يضربها ضربا مبرحا، بالإضافة الى ان إخوتها حرموها من حقها في الميراث مما أدخلها في أزمة نفسية انتهت بها الى فقدان عقلها.
عنفني.. لأنني أنجبت بنتا
حالة أخرى تصب في باب العنف الزوجي، هي حالة مريم التي عنفها زوجها وطلقها في المرة الأولى لأنها أنجبت طفلة، كأنها هي المسؤولة عن تحديد جنس المولود، وكانت النتيجة أن تركها هروبا من تبعات الطلاق من نفقة وراح يبحث عن امرأة أخرى يعيش معها، وبعد خلاف بسيط معها، عاد إلى زوجته الأولى لتنجب بنتا ثانية، فيقرر مرة أخرى طردها أيضا لنفس السبب، لتضيف مريم وبعيون باكية قائلة: هل إنجاب البنات عيب؟ .
اجتماعيون: العنف ضد المرأة ظاهرة تهدّد أمن واستقرار المجتمع
وفي خضم وقائع هذه الظاهرة التي باتت اليوم تهدّد استقرار الأسرة بأكملها، تقول ش. عائشة ، أخصائية في علم الاجتماع: تعد ظاهرة العنف ضد المرأة من أخطر الآفات الاجتماعية الراهنة التي تجتاح أغلب مجتمعات العالم بصفة عامة، والمجتمع الجزائري بصفة خاصة. ولعل من أهم المؤشرات التي تعكس درجة خطورة هذه الظاهرة تزايدها وانتشارها على نطاق واسع، فقد ازداد انتشار السلوك العدواني في الكثير من مجتمعات العالم، لاسيما في المجتمع الجزائري الذي يمتاز بنوع من الهدوء والاستقرار والطمأنينة، وصار العنف ضد المرأة ظاهرة اجتماعية، يعكس الجانب الإنحرافي المهدّد للبنية الاجتماعية للأسرة والمجتمع، بالنظر لما تلحقه هذه الظاهرة من أضرار جسمية ونفسية واجتماعية للمعتدى عليه، وما نراه في الآونة الأخيرة، فإن ظاهرة العنف ضد المرأة لم تعد ظاهرة فردية فحسب، بل أصبحت ظاهرة اجتماعية تهدّد أمن واستقرار المجتمع على حد سواء . وفي ذات السياق، تضيف محدثتنا: أمام تفاقم هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة واستفحالها، أصبح الاهتمام بها أمرا مؤكدا، نظرا لما يترتب عنها من آثار مدمرة على المستويين الفردي والاجتماعي ومعرفة الأسباب يساعد لا محالة في إيجاد حلول لهذه الظاهرة الخطيرة .
السلوك العدواني عند الطفل يولّد العنف مستقبلا
ومن جهتهم، أجمع العديد من الخبراء حول ظاهرة العنف بإرجاعها إلى أسباب كامنة في شخصية الفرد، وليست خارجة عنه. ويؤكد البعض أن الطفل يمر في حياته بتجارب قاسية، تولّد لديه سلوكيات عدوانية لها تأثير هام على سلوكه في المستقبل، لتصبح هذه السلوكيات العدوانية، مع مرور الزمن، جزءا لا يتجزأ من شخصيته. ويرى البعض منهم أن السبب يعود في الكثير من الأحيان إلى فقدان الطفل في المراحل الأولى من حياته للحب والحنان من طرف الوالدين، الأمر الذي يولّد لديه سلوكا عدوانيا يعوض من خلاله النقص العاطفي. إذن، فالتجربة غير السوية التي يمر بها الطفل هي أساس الانحراف، حيث تخلّف لديه اضطراب واهتزاز في شخصيته. وفي ذات السياق، أضافت شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري، ان هناك عدة أسباب أخرى لانتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا من بينها المشاكل البيئية كالسكن والعمل وغيرها من المشاكل الأخرى المادية.
خبراء يؤكدون: الفايس بوك من أسباب الظاهرة
على غرار هذه الأسباب، يؤكد العديد من الخبراء ان العديد من النساء والعائلات الجزائريات بصفة عامة تعشن على وقع مشاكل جمّة ناتجة عن سوء استخدام التكنولوجيات الحديثة، على غرار الأنترنت والسلبيات المنجرة عنها ومن أهمها الفايس بوك الذي عمل على تفكّك وتتشتت الكثير من الأسر، وقد أصبح هذا الأخير يهدّد كيان الأسر جراء المشاكل ومظاهر العنف الناتجة عن استخداماته بشكل سلبي وهو ما أبرز نقمة هذه التكنولوجيا التي باتت اليوم من الأسباب الرئيسة للطلاق في المجتمع الجزائري، وهو ما أثبتته العديد من الدراسات التي أجراها خبراء في علم الاجتماع والتي أحصت وجود أكثر من 17 في المائة من حالات طلاق على المستوى العربي وحوالي 12 بالمائة على مستوى الجزائر تسبّبت فيها الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
نفسانيون: للظاهرة تداعيات خطيرة على الأسرة
وعن الآثار السلبية الناتجة عن هذه الظاهرة، تؤكد أسيا مهمل، مختصة في علم النفس، ان العنف الممارس ضد المرأة يولّد لديها عدة مشاكل نفسية من بينها فقدانها للثقة بالنفس، شعورها بالكآبة والإحباط، بالإضافة الى عدة اضطرابات في الصحة النفسية، فهناك حالات لنساء فقدن عقلهن نتيجة التعنيف المستمر من قبل الزوج، كما ان عيادتي تستقبل عشرات الحالات لنساء يعانين من سوء المعاملة من قبل الزوج الذي يستعمل الضرب كسلاح لحل مختلف المشاكل الأسرية، كما ان التعنيف ليس له آثار على المرأة فقط، بل حتى على الأسرة ككل في حال وجود الأبناء، فيصبح الأبناء في دوامة صراع بين الأب والأم، فيتشتت تفكيرهم ويهملوا دراستهم وهناك أطفال قد يصيبوا بأمراض نفسية مثل الخوف الشديد نتيجة ما يرونه من انتهاكات في حق الأم، وهو ما يثبت ان للظاهرة تداعيات خطيرة على كيان الأسرة الواحدة التي تصبح مهدّدة بالتشتت .
المشرع الجزائري سنّ قوانين تحفظ للمرأة حقوقها.. لكن..
ومن جهته، أكد حسين زهوان، رئيس الرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، ان هناك صدام في الواقع الاجتماعي بين عدة عوامل وظروف وصدام بين نماذج خارجية والواقع الاجتماعي، مما يدفع الرجل الى استعمال العنف ضد المرأة، وعلى غرار هذا، فقد استطاعت المرأة ان تحقق عدة مكاسب عبر الزمن سواء في الجانب الدراسي والجانب التكويني والثقافي. وفي ذات الصدد، يضيف فاروق قسنطيني، رئيس اللجنة الوطنية لترقية حقوق الإنسان، انه تختلف أسباب العنف الذي يمارسه المجتمع ضد المرأة، فمنها مشاكل السكن والعمل وقد كانت ظاهرة العنف فيما سبق متعلقة بالثقافة التقليدية حيث كانت تطبق نظرية ان المرأة كائن لابد ان يضرب بسهولة وهذا غير طبيعي، فالمرأة إنسان يستحق الاحترام وقد سنّ المشرع الجزائري قوانين تحفظ للمرأة حقوقها وتصونها وعليها ان تستغل الفرص التي منحتها إياها الدولة، فالقانون يحفظ لها حقوقها وعلى الدولة أن تكون صارمة في التعامل مع الأشخاص الذين يمارسون العنف ضد المرأة.
شائعة جعفري: ضعف الوازع الديني وراء انتشار الظاهرة
ومن جهة أخرى، أكدت شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، ان ضعف الوازع الديني يعد من بين الأسباب التي سمحت للعنف ان يمارس ضد المرأة وان ينتشر بسهولة كبيرة، وتضيف محدثتنا أن الرجوع إلى الدين هو الأساس في التقليل منها حيث ان الرسول، صلى الله عليه وسلم، أوصى بالنساء خيرا لذا ينبغي تضافر الجهود، وأنا أدعو من خلالكم جميع الهيئات إلى تفعيل دورها ودق ناقوس الخطر للحد من الظاهرة التي باتت تهدّد كيان الأسرة واستقرارها، كما أوجّه نداء لجميع الأئمة والفقهاء والمرشدين الدينيين، لتقديم الوعظ اللازم والإرشاد الديني الذي مازال الجزائري حساسا له ويسمعه، وأنا متأكدة أن للمسجد دور محوري للحد من الظاهرة . في ذات السياق، وخلال محاضرة نظّمها المرصد الجزائري للمرأة بالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي للجزائر، أكدت الإحصائية التي قدّمتها مديرية الأمن الوطني خلال 9 أشهر الاولى من سنة 2014 ان عدد المعنفات بلغ 6985 ضحية، من بينها 5135 اعتداء جسدي و1508 سوء معاملة وإهانة و205 اعتداء جنسي،27 حالة قتل عمدي و3 حالات ضحايا زنا المحارم، وتحتل الجزائر العاصمة المرتبة الأولى وطنيا ب1135 حالة، تليها وهران ب495 حالة وتحتل قسنطينة المرتبة الثالثة ب382 حالة.
بعث القيم الإيجابية المتأصلة في المجتمع.. وصفة علاجية للعنف
وبخصوص استفحال الظاهرة في المجتمع، أجمع مشاركون في لقاء دراسي حول ظاهرة العنف في المجتمع نظم ببسكرة على أن بعث القيم الايجابية المتأصلة في المنظومة الاجتماعية يعد بمثابة وصفة علاجية لهذه الآفة التي تلحق الضرر بالمجتمع وبممتلكاته. وتلاقت مداخلات منشطي هذا اللقاء الذي احتضنه مدرج المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني حساني بوناب ، على أن تطويق أخطبوط العنف بكل تعقيداته ممكن من خلال إعادة تفعيل وتثمين القيم السائدة في المجتمع، على غرار التسامح والتعاون والاحترام المتبادل بين الأفراد والحرص على التماسك الاجتماعي. وتعتبر كل من المؤسسة التربوية والمساجد وفضاءات التربية بمثابة دعائم للحد من ظاهرة العنف زيادة عن القيم التي تلعب دورا لا غبار عليه في تشكيل الكيان النفسي للفرد وأيضا التنشئة السليمة للفرد وهي في حقيقتها صمام الأمان لكل مجتمع لديه رغبة في أن يسود فيه الحد الأدنى من العنف. وفي ذات السياق، وعن الحلول العلاجية للحد من هذه الظاهرة، تقول شائعة جعفري: على السلطات المعنية مواصلة خطة التي تبنتها الوزارة المنتدبة المكلفة بقضايا المرأة منذ سنة 2011 وعلى الدولة مواصلة جهودها المندرجة ضمن الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف . للإشارة، وللقضاء على هذه الظاهرة، تم إنشاء عدة مراكز إصغاء وذلك على مستوى 40 ولاية.
ديار الرحمة تستقبل قرابة ال30 امرأة تعرضن للعنف استقبل خلال النصف الأول من العام الحالي في ديار الرحمة بوهران قرابة ال30 امرأة تعرضن للعنف وهي منشأة اجتماعية تقع بمسرغين، غرب وهران، حسب مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن للولاية. ومن بين 86 امرأة تعرضن للضرب، وضعت 29 منهن في ديار الرحمة وتم توجيه 9 إلى مراكز التكوين والتعليم المهنيين مع عودة 11 امرأة إلى بيوتهن حفاظا على الروابط الأسرية، خلال الفترة الممتدة من جانفي الى نهاية جوان الماضيين، كما أوضحت الأخصائية النفسانية بخلية الإصغاء لمديرية النشاط الاجتماعي، زاوية يحياوي. وقد استفادت زهاء ال20 امرأة من بين ضحايا العنف الجسدي والمعنوي من منحة للإدماج في إطار التضامن الاجتماعي، واستفادت 3 نساء من قروض مصغرة ضمن جهاز الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، حسب المسؤولة. وقد تم التكفل بالنساء ضحايا العنف نفسيا واجتماعيا واقتصاديا بفضل خلايا الإصغاء التي أنشأت على مستوى مديرية النشاط الاجتماعي للولاية، لا سيما تفعيل شبكة الاتصال ما بين القطاعات الممثلة بعدة مديريات وهيئات محلية، على غرار الأمن والدرك الوطنيين ومديريات النشاط الاجتماعي والصحة والسكان والتربية والشباب والرياضة، وفق منسقة النشاط الاجتماعي.
مديرية النشاط الاجتماعي تحسّس لمكافحة العنف ضد النساء وفي خضم انتشار الظاهرة في منحى تصاعدي في مجتمعنا، ارتأت العديد من الجمعيات والهيئات تنظيم عدة حملات تحسيسية وتوعوية لمكافحة العنف ضد المرأة. وقد كانت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية الجزائر السباقة لذلك بمساهمة العديد من الفاعلين الاجتماعيين من بينهم جمعية المنار النسوية الناشطة ببلدية باش جراح، حسبما أوضحته علالو نيسة، رئيسة مكتب الحركة الجمعوية بمديرية النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية الجزائر في اتصال ل السياسي ، والتي أكدت أن الهدف من هذه المبادرة المنظمة في إطار إحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، 25 نوفمبر من كل سنة، هو تعريف النساء بحقوقهن وبمختلف النصوص القانونية والآليات الموضوعة بالجزائر من أجل حمايتهن. كما تستهدف هذه القافلة التي ستجوب عدة محطات من أبرزها وزارة التضامن، الأمن والمجلس الشعبي الولائي والعودة الى مديرية النشاط الاجتماعي، مكافحة التمييز والظلم الذي تعاني منه المرأة وكذا سياسة اللاعقاب والصمت اللذان يزيدان من تفاقم الواقع المعيش لعديد ضحايا العنف، كون هذه الظاهرة حقيقة وليست حتمية. وفي ذات السياق، تضيف محدثتنا قائلة: علينا ان ندق ناقوس الخطر كون الظاهرة في تفاقم خطير، فرغم ان المشرع الجزائري سنّ قوانين لحماية حقوق المرأة، لكن، للأسف الشديد، هذه القوانين تعسف الرجال عليها ومن خلال تجربتنا واحتكاكنا بالعديد من النساء، سجلنا في إطار هذه الظاهرة، نساء تعنفن النساء بشتى الأنواع خاصة اللفظي والنفسي .
إمام: الالتزام بالدين هو الحل لكل هذه المشاكل
وعن حكم الدين في هذه الظاهرة، يقول الإمام يوسف بن حليمة: إن الإسلام أكرم المرأة وأعزها وأعطاها مكانة مرموقة، فعلى الرجل ان يحترم المرأة، حيث ان الرسول، صلى الله عليه وسلم، أوصى بالنساء خيرا في حجة الوداع حيث قال: واستوصوا بالنساء خيرا ، وبالنسبة لهذه الظاهرة وظلم المرأة، فهي مخالفة للدين ومنهي عنها قطعيا لذا أوصي كل من الرجل والمرأة باللجوء الى لغة الحوار والتفاهم من أجل الحفاظ على كيان الأسرة الواحدة واستمرار استقرار المجتمع، وأوصي كل منهما بالالتزام بالدين، لحل كل هذه المشاكل التي لها تداعيات خطيرة على المجتمع .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.