أكد مختصون في داء السكري، أن غالبية المرضى المصابين بهذا الداء يجهلون كيفية التعامل مع المرض مع إعطائهم الأولوية للنظام الغذائي على حساب معايير أخرى يجب مراعاتها، لضمان استقرار وضعهم الصحي. وأوضح أطباء مختصون في داء السكري خلال الأبواب المفتوحة على هذا الداء التي نظمتها الجمعية الولائية للسكري بالتنسيق مع المؤسسة العمومية الجوارية للعناصر بشير لعجوزي بالقبة ان الاهتمام بالجانب الغذائي في متابعة وضع مريض السكري لا يجب ان يكون على حساب جوانب أخرى. وفي هذا الخصوص، قالت الطبيبة يونس شاوش، مختصة في التغذية، ان غالبية المرضى المصابين بداء السكري لديهم اعتقادات خاطئة فيما يخص الحمية الغذائية الواجب إتباعها لتفادي حدوث مضاعفات يمكن ان تهدد حياتهم، رغم انهم يولون هذا الجانب اهمية كبيرة على حساب جوانب اخرى. وأشارت إلى ان الاصابة بهذا الداء لا تعني أبدا ان يمتنع المريض عن استهلاك المأكولات السكرية بصفة نهائية، وإنما عليه التقيد بكميات معينة تتناسب وحالته الشخصية. ويسود الاعتقاد لدى غالبية المرضى، كما قالت، ان استقرار وضعهم الصحي مرتبط بتفادي استهلاك تلك المأكولات متغاضين عن جانب آخر وهو ممارسة الرياضة حيث يتعين على المصاب بداء السكري خاصة ان كان من النوع الثاني المشي لمدة نصف ساعة يوميا وهو ما يهمله المرضى. ويبقى جانب القياس المستمر للسكري باستعمال الآلة الخاصة بذلك لدى الكثيرين مرتبطا بشعورهم الشخصي بأنهم ليسوا بخير وإن كانوا قد تعودوا على ذلك، فهم غالبا لا يدونون نتائج القياس رغم توصيات الاطباء المتابعين لحالتهم. وقال حبيتوش عبد الحفيظ، طبيب رئيسي مختص في داء السكري، ان تنظيم مثل هذه الابواب على مستوى المؤسسة العمومية الجوارية للعناصر سمح في مرات سابقة بتشخيص العديد من الحالات التي لم يكن اصحابها على علم باصابتهم وهو ما يؤكد اهمية اجراء هذه الفحوص لكل الاشخاص على اختلاف اعمارهم على الاقل مرتين في السنة. ويمكّن التشخيص المبكّر للداء من تفادي تعقيدات كثيرة خاصة انه يعرف بالمرض الصامت ويمكن ان يؤدي الى مضاعفات خطيرة قد تصل الى درجة العمى والعجز الكلوي او بتر القدم في حال عدم وجود متابعة طبية للمصاب، كما أضاف الدكتور حبيتوش. من جهته، أكد رئيس جمعية مرضى السكري لولاية الجزائر، فيصل أوحدة، أن تنظيم هذه الأبواب يدخل ضمن نشاطات الجمعية التي تهدف الى التشخيص المبكر لحالات الاصابة بالداء وتحسيس المرضى وتوعيتهم بكيفية التعامل معه وتفادي مضاعفاته وكذا مرافقتهم من خلال نصائح الاطباء المشاركين في التظاهرة. واضاف ان الحالات التي يتضح إصابتها بالمرض خلال هذه الابواب يمنح لها مجانا الالات الخاصة بقياس السكري في الدم مع اعطائهم كل التوجيهات الخاصة لبداية العلاج. وذكر ان عدد المصابين بداء السكري في الجزائر يبقى مرشحا للارتفاع في ظل العادات ونمط الحياة الجديد الذي بات المواطن الجزائري يعتمده، مؤكدا انه لا توجد حاليا أرقام رسمية تشير الى العدد الحقيقي للمصابين بداء السكري، خاصة ان هناك شريحة معتبرة غير مستفيدة من التأمين الاجتماعي والتي تبقى الفئة التي تعاني أكثر من هذا الداء.