باشرت، أمس، جمعية حماية وترقية المستهلك الجزائري في حملتها الوطنية لمقاطعة الأسواق والمحلات التجارية تحت شعار يوم وطني بلا تسوق ، احتجاجا على الارتفاع الفاحش لأسعار السلع، خاصة المواد الغذائية الأساسية وهو الأمر الذي استحسنه بعض المواطنين، وهو ما لاحظناه خلال جولتنا التي قادتنا الى بعض الأسواق، إلا ان التساؤل الذي يطرح نفسه في هذا اليوم هل استجاب المواطنون لهذه المبادرة التي تعد فرصة لاتحاد المستهلكين لكبح جشع التجار؟ وهو ما كشف عنه بعض المختصين في هذا الموضوع. إقبال محتشم للمواطنين على الأسواق ولمعرفة مدى استجابة الجزائريين لهذا اليوم، قمنا بخرجة الى بعض الأسواق ونحن في طريقنا الى السوق البلدي بالشراڤة التقينا بمراد الذي سألناه عن هذا اليوم رد قائلا: في الحقيقة تعد هذه المبادرة جيدة لردع جشع التجار الذين أصبحوا يستغلون أصحاب الدخل المحدود ، وفي ذات الصدد أعرب جمال عن مدى استحسانه لهذه المبادرة التي باشرت فيها جمعية حماية المستهلك احتجاجا على الارتفاع الفاحش الذي تعرفه الكثير من المواد الاستهلاكية خاصة الخضر حيث وصل سعر القرعة الى حدود 250 دج فقد أصبح الامر مقلقا . ومن جهتها، أعربت جميلة عن مدى استحسانها لهذه المبادرة لتقول في هذا الصدد يوم بدون تسوق هو بمثابة تمرين حقيقي ومناسبة لاستعراض المستهلك لعضلاته، وليحذر كل من تسول له نفسه حرق جيبه والمساس بقدرته الشرائية . وفي ذات السياق، أعرب بعض المواطنين من تخوفهم من عدم توحد المستهلكين خلال هذه الحملة ما يثبت فشلها واستمرار ارتفاع الأسعار وهو ما صرح به منير الذي قال على المستهلكين توحيد صوتهم في مثل هذا اليوم لكبح جشع التجار ، وخلال جولتنا اتجهنا الى سوق 18 فيفري بحجوط أين لاحظنا إقبالا محتشما للمواطنين حتى ان العديد من العائلات خرجت من الأسواق دون شراء أي شيء وهو ما ابرز استجابة البعض لهذه المبادرة التي تم إطلاقها لكبح جشع التجار وهو ما أعرب عنه البعض في حين كشف البعض الآخر ان انشغالاتهم لم تسمح لهم بالإطلاع على هذه المبادرة التي تعد فرصة لتوحيد أصوات المستهلكين لوقف جشع وتحايل التجار على المواطنين في التلاعب بأسعار أغلب المواد الاستهلاكية. حماية المستهلك: العملية لقيت استجابة مرضية في أول التقارير وبخصوص هذا اليوم، أكد مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، أن الهدف من المبادرة هو التحسيس أولا بنمط الاستهلاك لدى الجزائريين الذي يساهم في ارتفاع الأسعار وثانيا احتجاجا على الارتفاع غير المبرر لأسعار السلع، وفي مقدمتها المواد الغذائية الأساسية، حيث بات مثيرا لقلق السواد الأعظم من المستهلكين، خاصة ذوي الدخل المحدود، وفي ذات السياق، يضيف محدثتنا ان الجمعية الوطنية لحماية وترقية المستهلك الجزائري كانت قد دعت في بيان لها الجزائريين إلى الوقوف وقفة واحدة ، لان أسعار السلع عرفت ارتفاعا قياسيا بلغ 3 إلى 4 أضعاف سعرها الحقيقي رغم أن هذه السلع مدعمة، منبهة إلى ضرورة تهذيب السلوك الاستهلاكي الذي زاد الطين بلة وساهم هو الآخر في هذا الارتفاع الجهنمي. وأشارت الجمعية إلى أنه وبعد مشاورات عدة وواسعة، قررت بالتنسيق مع جمعيات أخرى، تنظيم هذا اليوم الوطني بلا تسوق، والذي نأمل ان يكون بمثابة وقفة لمحاسبة الذات، ورسالة قوية للتعبير عن رفض واقع الأسواق المتذبذب، ووقفة للتأمل حول دور المستهلك في استقرار الأسعار ومحاربة المضاربة . وأكدت جمعية حماية المستهلك ان اليوم الوطني هو يوم لكبح جشع التجار ونجاحه يبقى مرهون بمدى استجابة المستهلك لهذه المبادرة، وأكد العديد من المسيرين لهذه المبادرة في الجمعية ان التقارير الأولى التي توصلت إليها جمعية حماية المستهلك حول يوم وطني بلا تسوق تبدو جد مرضية وقد لقيت الحملة استجابة واسعة لدى المستهلك الجزائري. بلعباس: نجاح هذا اليوم مرهون بمدى استجابة المستهلك ومن جهته، أضاف بلعباس حمزة، رئيس جمعية حماية المستهلك بتيبازة، انه بغض النظر عن نسبة الاستجابة لهذا اليوم، إلا أننا كجمعية تهتم بالدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للمستهلك، فقد فعلنا كل ما بوسعنا لرفع صوت المستهلك الذي تضرر كثيرا جراء الارتفاع غير المبرر للأسعار الى كل أطياف المجتمع، للمساهمة في إنجاح هذا اليوم ويمكن ان نعتبره انه نجح بالفعل، فإن لم ينجح في خفض الأسعار، فقد ننجح في إثبات ان المستهلك هو صاحب القرار واتحاد أصواتهم في يوم واحد يستطيع التأثير