سوق جوارية غائبة ومحلات مغلقة يثير تساؤل السكان مراكز صحية دون إمكانيات بشرية ومادية انعدام محطة نقل رئيسية يعزل المنطقة تلاميذ الثانوي في معاناة مستمرة يتخبّط سكان بلدية السويدانية بالعاصمة في مشاكل لا حصر لها وسط غياب للمشاريع التنموية، حيث تفتقد الكثير من الأحياء إلى طرقات مهيئة وإنارة سليمة ناهيك عن الغياب التام لمحطة نقل رئيسية، فيما يتكبد قاطنو الصفيح والسكنات الهشة معاناة من نوع آخر ليبقى أملهم في الحصول على سكن لائق قائما إلى أجل غير معلوم، حسبما الْتمسته السياسي خلال الزيارة الميدانية التي قادتها لبلدية السويدانية. ونحن نسير عبر أحياء السويدانية لم نهضم نوعية الطرقات التي ننتهجها جراء إمتلائها بالحفر، حيث تفتقد الطرقات الرئيسية إلى عمليات التهيئة والتعبيد، ناهيك عن عمليات الحفر غير المنتهية عبرها، الوضع الذي حوّل مداخل الأحياء إلى برك المائية وأوحال تغرق أرجل المارة، حيث تسبّب ذات المشكل في اختناق مروري حاد جراء السير الحذر لأصحاب السيارات الذين عادة ما تتعرض مركباتهم إلى أعطاب مستمرة، وقد أشار بعض المواطنين إلى أن اهتراء الأرصفة وامتداد الحفريات على طول الطرق الرئيسية والفرعية أزّم الوضع أكثر. غياب النقل هاجس المواطنين والتلاميذ تفتقد السويدانية لمحطة نقل المسافرين وهو الأمر الذي شد على انتباهنا ونحن ننزل بها حيث تتواجد بعض المواقف التي تفتقد إلى خطوط تربطها بالبلديات المجاورة، وقد أشار من الْتقيانهم بالمكان أن البلدية تحوي على خطين فقط يربطانها بالدويرة أو الشراقة، الأمر الذي صعّب من تنقلات المواطنين الذين يكلفهم التنقل عناء الإنتظار لساعات طويلة جراء الغياب الفادح لوسائل النقل، حيث يواجهون صعوبات بالغة للإلتحاق بمقرات عملهم أو التنقل لإقتناء المستلزمات اليومية من الأسواق المجاورة التي تنعدم على مستوى البلدية، ويمتد الأمر إلى الطلبة والتلاميذ الذين يتنقلون هم أيضا عبر حافلات للنقل المدرسي التي باتت لا تفي بالغرض، كما أنها لا تأتي في الوقت اللازم ناهيك عن تتعطلها في أغلب الأحيان، مما يجعل التلاميذ في تأخر مستمر عن مقاعد دراستهم. قاطنو البيوت القصديرية والأحواش يواجهون مصيرا معلقا يواجه أصحاب الأحواش والأحياء القصديرية التي تقدر بحوالي 09 أحياء على مستوى بلدية السويدانية ظروفا معيشية صعبة منذ سنوات، إذ وأثناء تقربنا من بعض العائلات القاطنة على مستوى بعض الأحواش، أكدوا أنهم يواجهون مصيرا مجهولا بسبب تماطل السلطات المعنية في النظر لوضعياتهم القانونية المتعلقة بالتسوية القانونية وعقود الملكية، فيما لا يختلف الوضع كثيرا عن قاطني الصفيح على غرار الحي القصديري المتواجد على مستوى طريق الدويرة، وحي بودربالة الذي يعاني من انزلاقات كثيرة للتربة، حيث أشار السكان إلى أنهم يعيشون دون أي مرافق ضرورية حيث لا غاز ولا إنارة عمومية ولا طرقات معبدة ولا قنوات صرف صحية بالمكان، بالإضافة إلى بْعد المرافق الضرورية. الأسواق الجوارية حلم السكان أصبح مطلب سوق جواري شامل حلما يلوح في الأفق لسكان بلدية السويدانية الذين اشتكوا من غياب هذا المرفق الحيوي عن منطقتهم، والذي فرض عليهم عناء التنقل لأماكن بعيدة من مقرات سكناهم لأجل التسوق بكل ما يحتاجونه من خضر وفواكه الوضع الذي بات يؤرقهم، حيث أشار السكان إلى أنه وبالرغم من اتساع مساحة السويدانية وازدياد الكثافة السكانية، إلا أن وجود سوق جواري يلبي حاجياتهم لم يجسد لغاية الساعة. وما زاد من سوء الوضع هو تواجد العشرات من المحلات التجارية المغلقة رغم جاهزيتها بشكل كامل وهو ما طرح الكثير من التساؤلات حول أسباب عدم مباشرة النشاط التجاري بها. علاج يحتضر...! رغم تواجد03 قاعات علاج ببلدية السويدانية، إلا أنها تبقى قاعات بدون خدمات وهياكل من دون روح، فسكان السويدانية لا يقصدونها إلا نادرا بسبب افتقادها لأبسط الخدمات الصحية المقدمة والإمكانيات المادية والبشرية، حيث أخبرنا أحد المواطنين أنها تتوقف عن الخدمة بوقت مبكر جدا، الأمر الذي يدفع بسكان السويدانية للذهاب إلى البلديات المجاورة لتلقي أبسط العلاج على غرار زرالدة والدويرة. الثانوية الوحيدة تختنق بالتلاميذ يواجه تلاميذ السويدانية نقصا فادحا في المؤسسات التربوية، حيث تحتوي البلدية على أربع متوسطات وثانوية واحدة هذه الأخيرة التي باتت تختنق بالتلاميذ نظرا للعدد الكبير للمتمدرسين بها، ما اضطر آخرون إلى مزاولة الدراسة ببلديات مجاورة كالدويرة والشراقة وهو ما يرهق التلاميذ وأوليائهم. الملاعب الجوارية والمرافق الشبابية بحاجة للتهيئة تفتقد معظم المرافق الرياضية المتواجدة على تراب البلدية إلى التهيئة، إذ وأثناء تواجدنا بالمنطقة قصدنا الملعب البلدي الذي يبدو في وضعية مزرية بالنظر لاهتراء أرضيته وتراكم الأوحال على أطرافه، ورغم انطلاق عمليات الترميم والتهيئة على مستوى هذا الأخير -حسبما أفاد به بعض الشباب ل السياسي - إلا أنها توقفت فجأة ولم تستأنف بعد، فيما تمّ تخصيص عدة مساحات اسمنتية وأخرى ترابية متواجدة ببعض الأحياء بغرض تهيئتها حتى تكون ملاعب جوارية، لكن عدم مباشرة الأشغال بها زاد من اهترائها أين باتت تتراكم بها كميات هائلة من الأوحال والبرك المائية وهو ما أثار تذمر شباب المنطقة الذين أكدوا على ضرورة تحرك الجهات المعنية لتوفير مرافق رياضية في القريب العاجل. دار الشباب الوحيدة دون نشاطات أكد سكان بلدية السويدانية أنهم ينتظرون الْتفات اللجهات المعنية لتجسيد المرافق الثقافية وقاعات المطالعة والمكتبات التي تعتبر غائبة عن المنطقة، مؤكدين أن أبناءهم بحاجة لمثل هذه المرافق التي تساعدهم على مراجعة دروسهم والقيام ببحوثهم وكذا ممارسة الأنشطة الثقافية أو مختلف هواياتهم، مشيرين إلى أن غياب هذه المرافق دفعت بالشباب للبحث عنها في البلديات الأخرى على غرار الدويرة والشراقة، كما ذكروا بوجود دار شباب وحيدة، غير أن افتقارها للمعدات والتجهيزات جعل الشباب يعزفون عن دخولها. المساحات الخضراء والحدائق العمومية غائبة رغم توفر السويدانية على مساحات آراضي شاسعة، إلا أنها تفتقر للمساحات الخضراء والحدائق العمومية وفضاءات الراحة، حيث لا وجود لأي متنفس تقصده العائلات خلال العطل الأسبوعية والسنوية. سكان حوش القارص سيرحلون قريبا قرار ترحيل 287 عائلة بيد الولاية وليس البلدية وزارة الصحة المسؤولة الوحيدة عن تدني الخدمات الصحية مشروع إنجاز محطة نقل مرهون منذ 5 سنوات مشكل الأسواق الجوارية سيحلّ قريبا أكد سرير عبد الله أحمد، النائب الأول للمجلس الشعبي البلدي لبلدية السويدانية خلال لقاء جمعه ب السياسي أن سكان حي القارص القصديري سيرحلون في القريب العاجل بسبب أشغال الطريق السريع، وفيما يخص الخدمات الصحية المتدنية فقد أرجعها إلى وزارة الصحة التي لم ترد إلى يومنا هذا عن طلباتهم الخاصة بتوزيدهم بالإمكانيات البشرية والمادية. - ما هي أهم المشاريع المسطرة في البلدية؟ + أهم المشاريع تتعلق بجانب التهيئة حيث ستتم تعبيد الطرقات وربط الأحياء بشبكة الغاز الطبيعي وكذا الماء الشروب، بالإضافة إلى الربط بقنوات الصرف الصحي وتعميم الإنارة العمومية، كما سيتم تشييد مكتبات على مستوى الاحياء والعديد من المرافق الرياضية. - بكم تقدّر ميزانية البلدية؟ + الميزانية تقدر بحوالي 12 مليار سنتيم تقسّم بين أجور العمال والموظفين بقيمة 07 مليار سنتيم، فيما تقسم ال05 ملايير سنتيم المتبقية لأجور أعضاء المجلس وللتهيئة بصفة عامة. - الحفر تشوّه طرقات المدينة، ما قولكم؟ + طرقات البلدية تعرف عدة عمليات للتهيئة حيث خصصنا لها ميزانية معتبرة لذلك ونحن على وشك الإنتهاء منها بشكل كامل، أما فيما يتعلق الحفر المتواجدة فهي تابعة لعمليات أخرى تخص بعض المصالح الخاصة بربط السكنات الجديدة بشبكات المياه الشروب والغاز الطبيعي وكذا شبكة الإنترنت. - ما سبب انعدام محطة نقل على مستوى السويدانية؟ + غياب محطة نقل رئيسية على مستوى بلدية السويدانية يرجع إلى غياب الوعاء العقاري، كون أن معظم الأراضي تابعة لأملاك الدولة ولا نملك حق التصرف بها، ومع ذلك فقد خصصنا مساحة أرضية وطلبنا من المصالح المعنية استغلاها لإنجاز محطة نقل مسافرين متكاملة غير أننا لم نتلق الرد منذ 05 سنوات. - السوق الجوارية متوقفة عن النشاطات والمحلات مغلقة، ما تعليقكم؟ + السوق البلدي يحتوي على 19 محلا و20 طاولة وسط المدينة وهو متوقف عن ممارسة النشاطات التجارية، وهذا الأمر يرجع لأصحاب المحلات الذين تسلموها ولم يباشروا العمل على مستواها لأسباب نجهلها، كما يوجد 30 محلا تابعا لمشروع ال100 محل على مستوى حي الربوة البيضاء، سيسلم خلال الأيام القليلة المقبلة وسيباشرون النشاطات التجارية به، بالإضافة إلى مشروع إنجاز 20 محلا آخر بطريق الدويرة ستنطلق به الأشغال قريبا، كما لدينا 87 طاولة بحي القنصلية وهي جاهزة تقريبا حيث بقي من الأشغال 30 بالمائة، وبهذا لن يكون بالسويدانية نقص بالأسواق. - الملعب البلدي غير مهيّأ والملاعب الجوارية في حالة مزرية، لماذا؟ + يحتاج الملعب البلدي إلى بعض التهيئة ونحن نعمل على ذلك وقد خصصنا ميزانية لهذا الغرض لتهيئته بالعشب الاصطناعي والأشغال به جارية حيث بلغت 40 بالمائة، ولدينا 05 ملاعب أخرى سنزودها أيضا بالعشب الإصطناعي، 09 أخرى تتواجد بالأحياء الكبيرة كما يتواجد مشروع إنجاز ملعبين آخرين بحي القنصلية بلغت نسبة الأشغال بهما ال20 بالمائة. - هناك نقص في المؤسسات التربوية والثانوية الوحيدة تشهد اكتظاظا، هل من مشاريع في هذا الإطار؟ + حاليا ليس لدينا أي مشروع لإنجاز ثانوية لأننا لا نملك الوعاء العقاري لذلك وهذا راجع لمديرية التربية الوطنية، وفيما يتعلق بالإكتظاظ فهذا راجع لتلاميذ بلدية الرحمانية الذين يدرسون على مستوى السويدانية، ولتفادي الإكتظاظ شغرنا ستة أقسام من مدرسة ابتدائية، أما بالنسبة للمتوسطات والمدارس الإبتدائية فهي كافية نسبيا ولا نواجه أية مشاكل من ناحية الإستيعاب. - خدمات المستوصفات لا ترقى لتطلعات المواطنين، ما تعليقكم؟ + تدني الخدمات الصحية يرجع لإفْتقاد البلدية للموارد البشرية من أطباء وممرضين إضافة إلى غياب العتاد الطبي وسيارة الإسعاف، وهو ما تتحمله وزارة الصحة. ومن جهة أخرى، فإن البلدية تحوي على مستوصف جاهز منذ أربع سنوات بحي الربوة البيضاء، إلا أن نقص الإمكانيات البشرية من أطباء وممرضين أبقته مغلقا بدون خدمات، وكنا قد أجرينا اتصالات مع الوزارة لتزويدنا بطاقم طبي لمباشرة العمل به غير أننا لم نتلق الرد إلى يومنا هذا، كما تحوي البلدية على مشروع لإنجاز مستوصف بكامل التجهيزات تتوفر فيه جميع المصلحات على مستوى حي 500 مسكن قيمته المالية تقدر ب11 مليار سنتيم، حيث أن الأرضية جاهزة وستنطلق الأشغال به قريبا. - ما مصير سكان الأحواش والبيوت القصديرية؟ + لقد أحصت مصالحنا حوالي 287 عائلة من 09 أحياء قصديرية وننتظر نظر المصالح المختصة في ملفاتهم، أما فيما يتعلق ب32 عائلة التي تقطن بحوش القارص فهي سترحل قريبا بسبب أشغال الطريق السريع، و35 عائلة أخرى بحي بودربالة سترحل بسبب الإنزلاقات التي نجمت عن أشغال إنجاز منشأة عمرانية لوكالة عدل ، أما الأحواش فهي خارج عن صلاحيات البلدية وننتظر من السلطات المعنية أن تسوي لهم وضعيتهم القانونية وتمنحهم عقود الملكية. - الأراضي الشاغرة.. هل من مشاريع مدرجة لإستغلالها؟ + معظم الأراضي ملك للدولة والبعض الآخر أراضي تابعة للخواص ولا نملك حق التصرف فيها، ومع ذلك فإن أملنا يبقى قائما في تخصيص الدولة لأراضٍ قصد استغلالها لإنجاز مشاريع تنموية وعلى رأسها سكنات اجتماعية للحدّ من أزمة السكن. - هناك نقص فادح في المراكز الثقافية؟ + لدينا مشروع إنجاز المكتبة البلدية وسط المدينة بلغت نسبة الأشغال بها 90 بالمائة، كما لدينا مشروع إنجاز قاعة مطالعة ب1000 مقعد على مستوى حي القنصلية وبلغت نسبة الأشغال 70 بالمائة، بالإضافة إلى دار شباب جاهزة ستسلم قريبا وهي متواجدة بحي النخيل.