لا تزال بلدية سويدانيةغرب العاصمة تشهد العديد من النقائص، التي انعكست سلبا على التنمية بالمنطقة وعلى حياة السكان، الذين ينتظرون تحرك المسؤولين المحليين من أجل تحسين الإطار المعيشي، في غياب نشاطات تجارية أو صناعية، ونقص فرص الشغل، خاصة للشباب الذين ينتظرون تجسيد المشاريع التي تأخرت كثيرا، وذلك لإخراجهم من العزلة والفراغ. تعرف بلدية السويدانية - التي أطلق عليها هذا الإسم نسبة إلى الشهيد سويداني بوجمعة - تأخراً ملحوظا في التنمية مقارنة بالبلديات المجاورة لها كزرالدة واسطاوالي، اللتين تحدانها من الشمال، الدويرة والرحمانية من الجنوب، أولاد فايت من الشرق، وكذا المعالمة من الجهة الغربية، فزيارتنا لأول مرة لهذه المنطقة، كشفت لنا أن هذه الأخيرة التي مزجت بين الطابعين الريفي والحضري، لا زالت تنقصها العديد من المرافق الضرورية رغم توسع محيطها العمراني، الذي بدأ يزحف على الأراضي الفلاحية المتميزة بحقول الفواكه التي تزينها، فزائر السويدانية يلاحظ أنها قرية أكثر مما هي مدينة، رغم كونها بلدية من بلديات العاصمة وأصبحت تابعة للمقاطعة الإدارية لزرالدة بإقليم ولاية الجزائر منذ التقسيم الإداري ل,1997 فأول ما يشد الانتباه بهذه البلدية التي تتربع على مساحة 14 كيلومترا مربعا ويقطنها أكثر من 18 ألف ساكن، اهتراء بعض الطرق الرئيسية والمسالك الفرعية وتصدعها، رغم أنها هيئت حديثا. طرق مهترئة رغم حداثة التهيئة ... فقد تآكلت أجزاء من الطرق وتشكلت بها حفر كبيرة، خاصة بالنسبة لمدخل المدينة وعلى مستوى الطريق المؤدي الى حي النخيل، الذي اهترأ بعد فترة قصيرة من تزفيته، حيث أوضح بعض السكان ل''المساء''، أن أغلبية الطرق تعرضت للتصدعات بسبب عدم جدية شركات الإنجاز واستخدامها طبقة رقيقة من الزفت، إضافة الى نوعية الأراضي المحيطة بها، بعضها منحدر، كون بلدية السويدانية تتميز بعلو موقعها وتعاني من مشكل انزلاق التربة في بعض الأماكن كحي النخيل، كما زادت الأشغال التي تجري ببعض الأحياء من متاعب السكان بسبب الغبار المنتشر، خاصة على مستوى الطرقات الداخلية للأحياء، التي ذكر البعض أنها تتعرض للتلف في زمن قياسي، مطالبين السلطات المعنية بضرورة متابعة الأشغال ومحاسبة المؤسسات التي توكل لها مهمة تهيئة الطرق، خاصة أنها تتحصل على مبالغ مالية هامة مقابل عمل لا تتقنه، ما وصفه البعض باللامبالاة والتلاعب، الذي انعكس سلبا على التنمية بهذه البلدية، التي تعرف أيضا مشكل انقطاع التيار الكهربائي الذي تتعرض له في كل مرة، ما كلف المواطنين خسائر معتبرة، خصوصا بالنسبة للمحلات، حيث لا تقتصر هذه الظاهرة على فصل الصيف، بل يعاني منها السكان طوال السنة، ما جعل الخواص يعزفون عن إقامة نشاطات تجارية بالبلدية حتى لا يتكبدون خسائر معتبرة. سوق مغلقة والمئة محل مؤجلة الى إشعار آخر ولا يقتصر الأمر حسب المتحدثين على المشاكل المذكورة، بل هناك مشاكل أخرى، قال بعضهم أنهم لم يتمكنوا من إيصالها إلى المسؤولين المحليين، بسبب نقص فرص الالتقاء بهم واقتصار الاستقبال على مدة قصيرة من يوم الثلاثاء، على حد تأكيدهم، ما جعلهم يستغلون فرصة تواجدنا بالبلدية لطرح أغلبية انشغالاتهم التي لم نجد صعوبة في التعرف عليها، منها مشكل البطالة، خاصة مع تأخر مشروع مائة محل الذي لم ير النور لحد الآن، وعدم فتح أبواب السوق المغطاة التي تحوي 19 محلا و43 طاولة للخضر والفواكه، رغم أنها جاهزة، وذلك لتوفير مناصب الشغل وتقليص عناء التنقل الى الدويرة أو الشراقة من اجل التسوق، حيث ذكر بعض الشباب أن السلطات المحلية طلبت منهم مبلغ خمسة ملايين من اجل كراء المحلات، الأمر الذي حال دون حصول البطالين على هذه المحلات التي كانت من نصيب المحظوظين من أصحاب الأموال على حد تعبيرهم والذين ابقوا أبوابها مغلقة لحد الآن، حسب محدثينا، لتبقى بعض محلات بيع الخضر والفواكه الملجأ الوحيد للسكان، في غياب أسواق جوارية بالأحياء. وما زاد من عزلة الشباب وأتعبهم كثيرا، نقص المرافق الثقافية والرياضية التي تبعدهم عن الآفات الاجتماعية، وذكر هؤلاء ل''المساء''، أن ملعب مصطفى زغنون يعتبر متنفسهم الوحيد، في غياب مرافق رياضية أخرى، وقال بعض ممن تحدثنا إليهم بالشارع الرئيسي بالقرب من مقر البلدية، أن الأمور تسير بصفة سيئة، خاصة مع ضعف ميزانية البلدية التي يمكنها حسبهم تنويع مداخليها بتنشيط الجانب التجاري والاقتصادي واستخدام بعض المرافق، منها قاعة الحفلات المغلقة. وكغيرها من البلديات، تعاني السويدانية من أزمة السكن، التي تؤرق الكثير من العائلات التي لم تتمكن لحد الآن من الحصول على سكن لائق، حيث انتشرت السكنات الفوضوية بصفة ملفة للانتباه بتسعة مواقع، هي حي الجدرية، بودربالة، صالة، طريق الدويرة، عين سيقي، البلاطو، رولان وحي القارس، والتي يميزها التلوث والقمامة التي شوهت المحيط وتنتشر فيها الأمراض ومختلف الآفات الاجتماعية، فضلا عن مشكل انزلاق التربة بحي النخيل، رغم مناشدة السكان في العديد من المرات المسؤولين المحليين، التكفل بالمشكل الذي يبقى عالقا لحد الآن. أما قطاع التربية، فقد حظي بأهمية من قبل السلطات المحلية، من خلال إنجاز الثانوية التي أنهت متاعب العديد من التلاميذ الذين كانوا يتنقلون الى الدويرة والشراقة للدراسة، كما تدعم القطاع بمتوسطة جديدة فتحت أبوابها مع الدخول المدرسي الماضي، إضافة إلى 5 مجمعات مدرسية يجري انجازها بكل من أحياء النخيل، والجعدي ومنطقة السكنات وعزوني وحي5 جويلية، حيث استحسن السكان ظروف تمدرس أبنائهم التي تنعكس ايجابا على مستواهم الدراسي. نقص خدمات النقل يرهق المواطنين وعلى العكس من ذلك، فإن مشكل النقل لا يزال يطرح بحدة، بسبب قلة الحافلات من السويدانية الى البلديات الأخرى أو العكس، حيث لا يوجد خط يضمن النقل من السويدانية الى العاصمة مثلا، كما يغيب أيضا خط النقل نحو أولاد فايت وزرالدة التي تعتبر مقر الدائرة الإدارية، التي يتنقل إليها المواطنون كثيرا لاستخراج الوثائق المختلفة، فضلا عن نقص وسائل النقل الى الدويرة والشراقة، حيث أكد المواطنون أنهم عندما يضطرون إلى التنقل خارج البلدية، تواجههم صعوبات بسبب قلة الحافلات وغياب محطة نقل برية للمسافرين بالسويدانية، باستثناء بعض المواقف الموجودة بالأحياء الرئيسية أو مركز البلدية تحديدا، ما عمق متاعب الطلبة المحرومين من النقل الجامعي، خاصة أنهم يعتمدون على مواقف عشوائية ومتعبة. من جهة أخرى، لم ترق الخدمات الصحية إلى المستوى المطلوب، حسب المواطنين، الذين أكدوا أن المراكز الصحية الي تتوفر عليها بعض الأحياء، لا تحظى بالاهتمام وتفتقد للإمكانيات اللازمة، خاصة بالنسبة للحالات المستعجلة التي تضطرهم إلى التنقل إلى مستشفيات الدويرة أو بني مسوس، في ظروف متعبة خاصة في الفترات المسائية. رئيس البلدية يعد بتدارك الأمر من جهته، أرجع رئيس بلدية السويدانية، السيد موهوب جوادي، تعطل بعض المشاريع ونقص التنمية، إلى ضعف ميزانية البلدية التي تتلقى إعانات من الولاية من أجل تجسيد أو إتمام بعض المشاريع، حيث خصصت أكبر حصة من هذه الميزانية لقطاع الأشغال العمومية لتهيئة بعض الأحياء منها الأحياء المنعزلة والبعيدة عن البلدية كحي حوش الناجي، حوش الربوة البيضاء وحي عيسات الشايب، بالإضافة إلى حوش الروجي، فضلا عن تجديد شبكة الإنارة العمومية على مستوى بعضها. ونفى المسؤول الأول عن البلدية، مسألة عدم الاستقبال. مؤكدا أن الأبواب مفتوحة أمام المواطنين للاستماع لانشغالاتهم وحلها وفقا للإمكانيات المتاحة، وفي مقدمتها أزمة السكن التي تعاني منها العديد من العائلات، حيث تجاوز عدد الطلبات 5000 طلب في الصيغتين الاجتماعية والتساهمية، فضلا عن إحصاء 284 بيتا قصديريا موزعة على خمسة مراكز أهمها حي بودربالة حوش سبقي والقرية الفلاحية المتواجدة بطريق الدويرة، بينما تبقى الحصة التي استفادت منها البلدية ضئيلة مقارنة بالاحتياجات. كما أكد أنه تمت مراسلة السلطات المعنية للتكفل بمشكل انزلاق التربة الذي تم التقليل من خطورته. وبخصوص مشروع مئة محل، اعترف بتأخر اشغال 50 محلا التي انطلقت بحي الربوة البيضاء بوسط المدينة، دون أن يقدم توضيحات بهذا الشأن، بينما قال أنه تم تحديد المستفيدين من محلات السوق المغطاة التي تبقى مغلقة لحد الآن. وذكر المتحدث بالمشاريع التي استفاد منها قطاع التربية. مشيرا الى إنجاز دار الشباب التي فتحت أبوابها السنة الفارطة، فيما سيتم إنجاز مشروعين بكل من حي بلوطة وحي الجعدي، مع تهيئة الملاعب الجوارية، كما ستستفيد من مشروع هام يتمثل في إنجاز مركب رياضي، وقاعة متعددة الرياضات. وفي السياق قال المتحدث في اللقاء الذي خص به ''المساء''، أن البلدية ستنجز أيضا دارين للشباب، الأولى بحي 'بلوطة' والثانية بحي الجعدي، إضافة إلى مشروع مسبح أولمبي بحي القنصلية، كما خضعت أغلب الطرقات الرئيسية والفرعية للتهيئة على غرار حي أيلول، بودربالة، بلوطة، الجعدي، فضلا عن تجديد وصيانة معظم قنوات الصرف الصحي. أما فيما يخص قطاع النقل بالبلدية، فذكر أن المنطقة ليس لها مشكل، بل لديها فائض في عدد المركبات، خاصة فيما يتعلق بالبلديات المجاورة، على غرار الشراقة والدويرة، بينما يطرح المشكل على مستوى الخطوط الداخلية، الذي أرجعه الى عدم إقبال الناقلين وعدم استقبال البلدية أي طلب منهم. أما عن النقل المدرسي فتتوفر البلدية على ثلاث حافلات لنقل تلاميذ الأحياء التي تبعد بحوالي 3 كلم عن المدارس، وهي أحياء بلوطة، النجد وحي الربوة و5 جويلية وطريق الدويرة، حيث يستفيدون من نقلهم إلى الثانوية التي يدرسون بها، بينما ساهم فتح متوسطة بلوطة وثانوية بمركز المدينة في تقليص مشكل نقل الطلبة، حيث أنجزت الإكماليات في مواقع تجمع بين أحياء عديدة مجاورة لبعضها، كما أصبح يتوافد على البلدية تلاميذ من بلديات أخرى، هي الرحمانية، أولاد فايت والدويرة. وللنهوض بالقطاع الصحي، برمجت السلطات مشروع بناء عيادة صحية بحي 02 أوت، بالإضافة إلى مركز صحي بحي النجد وقاعتي علاج في كل من حي 5 جويلية وحي بلوطة.