خدمات صحية وبريدية متدنية تؤرق المواطنين سوق جوارية ومحطة النقل غائبان طرقات ترابية تعزل المنطقة وتعرقل السير الثانوية الوحيدة تختنق...! رغم ما تتوفر عليه بلدية الخرايسية من إمكانات هائلة وموقع استراتيجي هام، إلا أنها لا زالت بعيدة عن مظاهر التحضر بسبب غياب أدنى الضروريات التي يحتاجها المواطن، هذا الأخير الذي لا يزال يتخبط منذ سنوات طويلة في عزلة تامة وتهميش حاد وكأنه يعيش بإحدى القرى النائية.. وبالرغم من أن بلدية الخرايسية لا تبعد عن العاصمة إلا بحوالي 17 كلم جنوبا، إلا أنها اتخذت طابعا ريفيا، وهو ما وقفت عليه السياسي إثر الجولة الميدانية التي قادتها إلى المنطقة التي يناشد سكانها كافة المسؤولين المحليين التحرك العاجل بغية انتشالهم من الحرمان والتهميش من خلال تحريك عجلة التنمية على مستوى كل المجالات والقطاعات. هذه هي حالنا... عزلة تامة، طرقات ترابية، لا وجود للأسواق والمحلات والكثير من المرافق.. ومن يريد اقتناء حاجياته فلا بدّ له بالتنقل إلى خارج مكان إقامته .. هي الكلمات التي استقبلنا بها قاطنو بلدية الخرايسية وكلهم تذمر وسخط على الأوضاع المزرية التي يعيشونها منذ سنوات. وضعية الطرقات كارثية...! تعرف بلدية الخرايسية شبكة طرقات متشعبة ومتداخلة ببعضها البعض وتظهر بمظهر فوضوي للغاية، نظرا لضيقها وتآكلها حيث تنتشر الحفر بشكل كبير على مستواها، فالأوحال والبرك تجتاح المنطقة كلما تهاطلت الأمطار، مشكلة عائقا لحركة المرور، إضافة إلى الممهلات المتواجدة بصفة عشوائية وبدون مبرر أحيانا، معترضة حركة سير السيارات لتخلف أعطابا كثيرة لأصحاب السيارات، لتزيد عمليات الصيانة غير المنتهية لقنوات الصرف الصحي الوضع سوءا خاصة وأنها تعيق عملية تعبيد الطرقات. إنعدام محطة النقل ونقص في المواصلات أول ما لمسناه خلال زيارة السياسي لبلدية الخرايسية افتقارها لمحطة نقل المسافرين، حيث لا خطوط نقل تربط المنطقة بالبلديات القريبة المجاورة إلا عددا ضئيلا لا يفي بالغرض، وبضع مواقف تتواجد بأماكن نائية، حيث يواجه المواطنون هاجس الانتظار لساعات طويلة من أجل قدوم الحافلة التي تأتي مكتظة عن آخرها فلطالما عانى سكان البلدية من مشكل النقل وانعدامه، في انتظار استحداث محطات حضرية تحدّ من المشكل، ليبقى المتضرر الأكبر هو المواطن خاصة فئة الطلبة والمتمدرسين الذين يواجهون صعوبات بالغة للإلتحاق بمقاعد الدراسة، سيما بالأيام الممطرة أين يخيم الظلام الحالك على أغلب الأحياء السكنية لإنْعدام الإنارة العمومية بها، ناهيك عن السيول الجارفة جراء الأمطار الغزيرة وتراكم الأوحال. السوق والمحلات.. الغائب الأكبر ما يشدّ الإنتباه ببلدية الخرايسية، هو افتقارها للمحلات التجارية والأسواق الجوارية، مما جعل مواطنيها يتكبدون عناء التنقل إلى البلديات المجاورة لإقْتناء حاجياتهم، في ظل غياب مبادرة السلطات المعنية لإنشاء سوق جوارية شاملة تلبي حاجيات المواطنين، فالحصول على دكان ببلدية الخرايسية يتطلب جهدا ووقتا ويفرض عناء التنقل نفسه، لانعدام هذا الأخير على مستوى التجمعات السكنية والأحياء، حسب أحد السكان الذي أكد ل السياسي أن من يريد اقتناء حاجياته فلا بد له بالتنقل إلى خارج مكان إقامته. خدمات صحية متدنية تضاعف من معاناة المرضى يقدم المستوصف الوحيد خدمات صحية دون المستوى الذي يأمل به المواطنون، خاصة وأنه لا يتوفر على الإختصاصات الضرورية، إذ يضطر المرضى إلى قصد المستوصفات المتواجدة خارج بلديتهم للعلاج على غرار الدويرة والدرارية لتوفرهما على العلاج والفحص الطبي اللازم، كما تحتوي البلدية على 04 قاعات للعلاج بالأحياء الكبرى وتحتاج بدورها إلى التهيئة والتزويد ببعض الخدمات. مركز البريد ضيق...! بمجرد دخولنا للمكتب البريدي الرئيسي لمسنا الضيق الشديد الذي يتميّز به حيث لا يسع للوافدين إليه، ناهيك عن الخدمات المقدمة للزبائن الذين أبدوا عدم رضاهم عنه خاصة في ظل النقائص التي يعرفها على غرار تعطل الشبكة وانقطاع الكهرباء، الوضع الذي يدفع المواطنين إلى قصد مراكز البريد المتواجدة خارج بلدياتهم لسحب أو إيداع أموالهم، والقيام بمختلف العمليات البريدية، حيث أشار أحد الزبائن إلى أنه رغم تواجد ملحقة أخرى، إلا أنها لا تفي بالغرض ولا تسع الوافدين إليها خاصة وأن بلدية الخرايسية في توسع عمراني ملحوظ. قلّة المؤسسات التربوية تؤرق الطلبة يعاني طلبة الطور الثانوي ببلدية الخرايسية من قلة الثانويات، حيث تتواجد ثانوية وحيدة عجزت عن استيعاب العدد الهائل من التلاميذ ودفعت بأغلبهم إلى الدراسة خارج مكان إقامتهم بالبلديات المجاورة، وبما أنها الثانوية الوحيدة المتوفرة على مستوى البلدية، فإن المتمدرسين على مستواها يواجهون صعوبات للوصول إليها، خاصة إذا تعلق الأمر بالنقل الذي يعد العائق الأكبر لطلبة الطور الثانوي. المرافق الرياضية والمراكز الثقافية.. هيكل بدون روح رغم تواجد ملاعب جوارية وقاعة رياضية واحدة، إلا أنها غير مهيأة وتحتاج إلى عملية ترميم كبرى، إذ تفتقد هذه الأخيرة إلى المعايير المطلوبة، وأشار أحد الشباب إلى أنهم بحاجة ماسة إلى مثل هذه المرافق، فالبرغم من عدم استكمال المرافق المذكورة للتمرن وممارسة هواياتهم المفضلة، إلا أنهم يمارسون بها بعض الأنشطة الرياضية -يضيف المتحدث- خاصة وأن هذه المرافق تقام فيها بطولات ومنافسات محلية، أما مكتبة البلدية ودار الشباب فهي الأخرى تحتاج إلى بعض التهيئة والتوسعة. الحدائق العمومية والمساحات الخضراء.. منعدمة ما يلفت الإنتباه ببلدية الخرايسية هو عدم توفرها على المساحات الخضراء وعلى رأسها الحدائق العمومية وفضاءات الراحة للعائلات، فبالرغم من توفر الأراضي الشاسع على مستواها، إلا أنها لم تستغل لهذا الغرض. أحياء قصديرية تنتظر نصيبها من عملية الإسكان لا يزال قاطني الأحياء الفوضوية والأحواش ينتظرون نصيبهم من عمليات الترحيل، حيث تشكل هذه المواقع جزءا كبيرا من بلدية الخرايسية، أين يعاني قاطنوها الأمرين وسط ظروف مزرية بالنظر إلى الغياب التام لمختلف المرافق الضرورية من مواصلات، مؤسسات تربوية، الإنارة والصرف الصحي، ولعل أبرز هذه الأحواش نذكر حوش لامار ، حوش ديرة وحي بن شعوة. وللتذكير، فإن هذه الأحياء القصديرية صنفت مؤخرا كسكنات هشة ومن المتوقع أن تشملها عمليات الرحلة. عبد الرحمان ماكري.. رئيس بلدية الخرايسية يردّ عبر السياسي : توزيع 80 سكنا اجتماعيا قريبا إنجاز 04 أسواق جديدة بالأحياء الكبرى إنشاء منطقة نشاطات ضروري للنهوض بالبلدية أكد عبد الرحمان ماكري رئيس بلدية الخرايسية خلال لقاء جمعه ب السياسي أن 589 عائلة من قاطني الأحواش التي صنفت كسكنات هشة سيرحلون إلى أحياء جديدة تدريجيا، مع توزيع 80 سكنا اجتماعيا قريبا، كما أضاف أنه للنهوض بالبلدية على مستوى كل القطاعات يجب إدراج منطقة نشاطات خاصة وأن الأوعية العقارية متوفرة وهذا في ظل قلة الميزانية الخاصة بالبلدية. + ما هي أهم المشاريع المسطرة على مستوى بلدية الخرايسية؟ - المشاريع المسطرة لسنة 2014-2015 تتعلق بتهيئة الأحياء وتعبيدها وتزويدها بقنوات الصرف الصحي، هناك أربعة مشاريع مخصصة لهذا الغرض، وعلى رأسها مشروع تهيئة الطريق الوطني رقم 111 الذي سيشهد عملية إصلاح وصيانة كبيرة، إضافة إلى إصلاح الإنارة العمومية وإنشاء محولات كهربائية بعدة أحياء سكنية بعد تسجيل ضعف في الطاقة. + بكم تقدر ميزانية البلدية؟ - الميزانية لا تتعدى 17 مليار سنتيم، جزء منها والمقدر ب5،62 بالمائة يوزع على أجور العمال، وما يتبقى منها هي تكاليف الأشغال العمومية والتهيئة، وهي جد زهيدة بالنسبة لبلدية ذات كثافة سكانية معتبرة، ما يجعلنا نسعى إلى رفع قيمتها من خلال تزويدها بموارد مالية، وكنا قد طالبنا بربط البلدية بمنطقة نشاطات صناعية، لأنه سيعود بموارد مالية هائلة عليها. + ما مصير سكان الأحياء القصديرية والأحواش الموزعين عبر تراب البلدية؟ - هناك 598 عائلة محصاة منذ 2007 ستشملها عملية الإسكان بصفة تدريجية، والأحياء المعنية نذكر منها دكار حسين (حوش لامار)، عبدي مولود (حوش ديرة)، بن شعوة (حوش فامينياس)، سي المدني وحي شرشالي بوعلام، وهذه الأحياء -والتي هي عبارة عن أحواش- صنفت كسكنات هشة، كما تحصلت البلدية على 80 سكنا اجتماعيا وهو قيد الدراسة من طرف لجنة التحقيق المكلفة وسيتم توزيعها عما قريب. + وضعية الطرقات مزرية، هل من حلول؟ - نحن نقوم بعمليات تهيئة شاملة للطرقات من التزفيت والصيانة وبناء الأرصفة تزامنا وإنشاء قنوات الصرف الصحي، حيث لا تزال الأشغال قائمة وقد خصصنا لذلك قيمة معتبرة، بالإضافة إلى 03 مشاريع مبرمجة على مستوى الأحياء الكبرى ووسط المدينة والتي سيعاد تهيئتها وتجديد بعض الأحياء والطرقات الرئيسية منها. + محطة نقل رئيسية غائبة، لماذا؟ - هذه نقطة مهمة جدا خاصة ونحن مقبلون على استقبال وافدين جدد على البلدية، أين سيتضاعف تعداد السكان، فحتمية إنشاء محطة نقل حضرية أمر وارد ولا بدّ منه، وقد وجهنا نداء إلى أصحاب النقل الخواص الراغبين في العمل على مستوى البلدية التقدم بطلب، في انتظار تزويدها بخطوط محلية تربطها بالبلديات المجاورة، والمشروع حاليا هو قيد الدراسة بالتنسيق مع مديرية النقل. أما عن انعدام المحطة فهذا راجع إلى الوعاء العقاري، حيث طالبنا بإنشاء لجنة دراسات لتخصيص أرضية لهذا الغرض، وحاليا ننتظر تسوية بعض الإجراءات لإنشاء محطة نقل. + إلى ما يرجع انعدام الأسواق الجوارية؟ - لدينا مشروع لإنشاء سوق جوارية بطريق بئر توتة، وهو قيد الدراسة من طرف مكتب الدراسات المخصص له وينتظر المباشرة بالإنجاز، بالإضافة إلى مشروع لسوق بلدي مغطى يحتوي على 80 طاولة ومحلات على مستوى الطريق الولائي رقم 111 وتحديدا بحي الفتح، وفيما يتعلق بالأشغال فهي متقدمة بنسبة 50 في المائة، كما يوجد مشروع إنجاز سوق آخر مستقبلا وهو قيد الدراسات بحي لعروسي حمود وآخر بحي عبدي مولود وهذه كبرى الأحياء على مستوى البلدية. + الخدمات الصحية لا ترقى إلى متطلبات المواطنين، هل من حلول؟ - يتواجد على مستوى البلدية عيادة متعددة الخدمات بوسط المدينة، وأربع قاعات للعلاج موزعين على مستوى الأحياء الكبرى للبلدية على غرار حي سيدي بوخريس، حي بن شعوة، حي لعروسي حمود وحي سيدي سليمان، وكلها تعرف نقصا بالإمكانيات والتخصصات غير أننا نحاول تحسين الخدمات وتوسعتها. + مركز البريد يحتاج إلى التهيئة والتوسعة، ما تعليقكم؟ - مركز البريد الأساسي المتواجد بوسط البلدية حاليا يفي بالغرض، أما المكتب الفرعي المتواجد بحي سيدي بوخريس فيحتاج إلى بعض التوسعة، لكننا نتطلع إلى إنشاء مكاتب فرعية بالأحياء السكنية الكبرى على غرار أحياء سيدي سليمان، شرشالي بوعلام، بن شعوة، وهذا سيخفف من الضغط نوعا ما على المركز الأساسي، كما يوجد مشروع لإنشاء مكتب بريدي بحي لعروسي حمود، سينطلق قريبا. + الثانوية الوحيدة تختنق، هل من أخرى جديدة تخفف من الضغط الرهيب؟ - لطالما عانى الطلبة من الإكتظاظ لتوفر البلدية على ثانوية وحيدة وهي التي لم تعد تكفي للطلبة الوافدين إليها، حيث واجهنا صعوبات خلال الدخول المدرسي الفارط مع اختناق هذه الأخيرة، مما دفعنا لإتّخاذ ملحقة من مدرسة ابتدائية وشغرنا منها عشرة أقسام، ونحن نطالب بإنشاء ثانويات أخرى على مستوى البلدية قبل عملية الإسكان بهذه الأيام القادمة، أما عن مشاريع لإنشاء ثانوية أخرى فحاليا ليس وارد، وهذا مطلب ملح وضروري من السلطات المعنية. + المرافق الرياضية تعاني من الإهمال، لماذا؟ - لدينا عدة مشاريع تمس هذا القطاع، فالملعب البلدي المتواجد وسط المدينة يحتاج إلى تهيئة أرضيته بالعشب الاصطناعي، وهذا المشروع سينطلق قريبا -حسب مديرية الشباب والرياضة القائمة على هذا المشروع- كما ستقوم المديرية بتهيئة قاعة رياضية أخرى كانت عبارة عن مستودع، أين قمنا بتحويلها لقاعة رياضية، ومع أنها تفتقد للمعايير المعمول بها إلا أنه تمارس بها بعض الأنشطة الرياضية على غرار رياضة الجيدو، الكراتي، والتايكواندو، ولدينا طلب لإنجاز قاعة متعددة الرياضات، حيث تمّ اختيار الأرضية بوسط البلدية، لتبقى فقط موافقة مديرية الرياضة أو السلطات الولائية لتسجيل المشروع وتنفيذه باعْتباره يمس فئة الشباب، كما لدينا ثلاثة ملاعب جوارية أخرى بالأحياء الكبيرة تحتاج إلى التهيئة، ونطمح إلى تسجيل مشاريع كبرى لتزويد الأحياء بهذه المرافق وبمقاييس عالية. + ماذا عن المراكز الثقافية؟ لدينا مشروع بناء مكتبة البلدية، حيث تمّ اختيار الأرضية ونحن نطالب بتسجيلها مع المصالح المعنية، ولدينا أيضا مشروع يخص مكتبتين للمطالعة بالأحياء السكنية الجديدة وهما حيي بن عبدي وسيدي سليمان، كما حضرنا لإعادة بناء دار الشباب وتوسعتها وهو المشروع الذي سينطلق خلال الأيام القليلة القادمة. + تنعدم المساحات الخضراء والحدائق العمومية، ما السبب؟ - تخضع الحديقة الوحيدة المتواجدة بقلب البلدية حاليا إلى عمليات التهيئة، ونحن عازمين على إنشاء مساحات خضراء تشمل معظم الأحياء، وخاصة بعد استرجاع بعض الأرضيات التي طالها الإهمال وانتشار القاذورات خلال السنوات الماضية، حيث قمنا بتطهيرها كليا ونسعى لتحويلها لفضاءات الراحة وحدائق عمومية وأماكن للعب الأطفال، كما نسعى جاهدين لتشمل هذه العملية سائر الأحياء بالبلدية. + تفتقد البلدية إلى محطة بنزين، هل من مشروع لإنشائها؟ - لقد طالبنا بإنشاء محطة بنزين على مستوى البلدية، وهذا الطلب هو قيد الدراسة والسبب دائما يعود إلى انعدام الوعاء العقاري، وهناك أراضي لا نستطيع استغلالها لأنها أراضي فلاحية تنتظر تسوية وضعيتها وتحويلها لصالح البلدية، حتى نتمكن من إنشاء محطة بنزين بكامل الخدمات. + كلمة أخيرة... - نطالب برفع قيمة ميزانية البلدية، وهذا يتجسد عن طريق إنشاء منطقة نشاطات، خاصة وأن الأوعية العقارية بالرغم من أنها فلاحية إلا أنها متوفرة، كما نحتاج إلى مخطط استعجالي على مستوى كل المجالات من تهيئة عمرانية، قطاع النقل، التربية، المرافق الرياضية والعديد من المرافق الضرورية الأخرى، وعليه يطالب المجلس الشعبي البلدي لبلدية الخرايسية السلطات الوصية لإعادة النظر، خاصة وأن البلدية تعتبر منطقة إستراتيجية للمشاريع الولائية.