تشهد محلات بيع الأكلات التقليدية، خلال هذه الأيام الشتوية، إقبالا منقطع النظير مما ساهم في انتعاشها، لتصبح بذلك منافسة لمحلات بيع الأكلات السريعة، وهو ما لاحظناه خلال جولة استطلاعية قادتنا الى بعض الأحياء على مستوى العاصمة، أين كانت هذه المحلات تعج بعشرات الزبائن لتناول بعض الأكلات التقليدية، خاصة تلك التي استغنت ربات البيوت عنها، على غرار المحاجب والڤرنطيطة، التي تعرف إقبالا منقطع النظير في فصل الشتاء من طرف المدمنين على أكلها. ولمعرفة أسباب الإقبال الكبير على محلات الأكلات التقليدية، قادتنا جولتنا الاستطلاعية الى احد المحلات بالعاصمة أين شدّ انتباهنا ذلك الكم الهائل للمواطنين وفي خضم هذه الأجواء كانت لنا وقفة مع البعض منهم، ليقول في هذا الصدد، جمال، المنحدر من بلدية باش جراح إن تخلي العديد من النساء عن طهي الأكلات التقليدية، دفعنا للجوء الى المحلات المختصة في الأكلات التقليدية خاصة وأننا في فصل الشتاء أين أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عن هذه المأكولات ، وفي ذات السياق، أضاف بلال من العاصمة إن انتشار العديد من المحلات المتخصصة في بيع الأكلات التقليدية أمر جميل خاصة في ظل استغناء العديد من ربات البيوت عن مثل هذه الأكلات . الأكلات التقليدية تلقى اهتمامها وخلال جولتنا الاستطلاعية، لاحظنا ان محلات بيع الأكلات التقليدية الشتوية أصبحت تزاحم العديد من محلات بيع الأكل السريع والتي يبدو أنها أصبحت تفرض نفسها بقوة كاسبة زبائن جدد كل يوم سواء من الطلبة أو المواطنين العاديين. حيث لم يعد الازدحام مقتصرا على محلات الأكل السريع، بل تعداه إلى محلات صنعت لنفسها عشاقا جددا على غرار محلات بيع الكسكسي والبركوكس والشخشوخة والدوبارة وغيرها من الأكلات الاخرى التي تستهوي الجزائريين خاصة في فصل الشتاء، إذ تعتبر الشخشوخة من بين الأكلات التقليدية التي اقتحمت وزاحمت بشدة محلات الأكل السريع بالعاصمة. ليقول في هذا الصدد سليم، أحد العمال بأحد محلات بيع الأكلات التقليدية، انه قدم من بسكرة إلى العاصمة خصيصا لتقديم هذه الأكلة التقليدية إنها الأكلة التي لا يمكن الاستغناء عنها في فصل الشتاء بالنسبة للكثير من سكان بسكرة والمناطق المجاورة لها ، ليضيف محدثنا ويقدر ثمن الطبق ب100 دج، وتعرف محلات بيعها في الأحياء الشعبية للعاصمة إقبالا كبيرا من طرف المواطنين ، ويؤكد سليم أن أكثر زبائنه هم من الطلبة وهو ما لاحظناه خلال تواجدنا بالمحل الذي يشتغل به سليم بأحد الاحياء ببن عكنون. الڤرانطيطة والمحاجب الحارة تتصدر لائحة المأكولات الشعبية وعلى غرار هذه الأكلات، تعرف المحاجب الحارة إقبالا واستهلاكا واسعا ليس فقط من قبل الرجال، بل حتى من طرف النساء والأطفال، اقتربنا من صاحب أحد هذه المحلات وتحدثنا مع صاحبه الذي أكد لنا أن الطلب على المحاجب خلال هذه الأيام التي تميزت ببرودة شديدة كبير، على حد قول صاحب المحل، لتضيف في هذا الصدد مليكة بقولها صعب جدا التوفيق بين العمل وإدارة أمور البيت، ولهذا وجدنا فيها الملاذ، حيث يتعذر علينا تحضير المأكولات التقليدية . وتعرف الأكلة الشعبية المعروفة باسم الكارانتيكا رواجا كبيرا في العديد من المناطق والاحياء على مستوى العاصمة والمناطق المجاورة لها، حيث باتت تنافس محلات الأكل السريع، خاصة مع الارتفاع الكبير للأسعار الذي تشهده الوجبات المقدمة بهذه الأخيرة، فالمتجول عبر أحياء العاصمة، سواء الشعبية أو غيرها، يلحظ عدم خلو أي شارع من محل لبيع الكارانتيكا، ويلحظ أيضا الكم الهائل للزبائن الذين يتهاطلون عليها قبل وقت الغداء بساعات لسد جوعهم بأكلة مشبعة ولذيذة ومنخفضة الثمن، حيث لا يتعدى سعر الوجبة الواحدة ال10 دج، ليقول في هذا الصدد احد الموظفين بالمحل لقد أصبحت القرانطيطة والمحاجب من الأكلات التي لا يمكن للمواطنين الاستغناء عنها خلال هذه الأيام التي تمتاز ببرودة الطقس .