توسّعت العديد من المجموعات الخيرية في نشاطها واستطاعت أن تحدث فارقا كبيرا في نوعية العمل الخيري والتطوعي في الفترة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية، من بينها مجموعة ناس الخير المتواجدة عبر المستوى الوطني، والتي اقتبس منها الكثيرون الفكرة وقاموا بتأسيس مجموعات تعمل وفق مبادئها وأهدافها، من بين فروعها التي تبذل قصارى جهدها لتحقيق أهدافها وإعادة الأمل الى قلوب المعوزين مجموعة ناس الخير الناشطة بسوق أهراس، وللتعرف أكثر على نشاطات هذه الأخيرة، حاورت السياسي خالد، مسؤول المجموعة. متى تأسّست مجموعة ناس الخير بسوق أهراس؟ - مجموعة ناس الخير هي إحدى المجموعات الخيرية المنتشرة عبر جل التراب الوطني، وبالنسبة لفرعها بولاية سوق أهراس، فإن الفكرة مقتبسة من المجموعة الأم حيث أننا أردنا ان نحذوا حذوهم ونساهم في مساعدة الفئات المحتاجة، بدأنا نشاطنا في أكتوبر 2012 وقد كنا لازلنا طلبة جامعيين لا يتجاوز عددنا ال5 أفراد، وبعد سنتين من العمل، وصلنا الى ما يقارب ال30 منخرطا ناهيك عن الأشخاص المتطوعين الذين يساعدوننا في المشاريع المؤقتة. ما هي الأنشطة التي تقومون بها؟ - من خلال احتكاكنا بالمجتمع المدني والفئات المحرومة، وضعنا برنامجا خاصا لمساعدتهم، ففي بداية العمل، كنا نقوم بزيارات للمرضى في المستشفيات ودور العجزة والايتام حيث نقضي معهم بعض الأوقات لنخفف عنهم معاناتهم ونوزع عليهم بعض الاحتياجات والهدايا وبعض الكتب الدينية مثل حصن المسلم والمصاحف وكنا نقوم بهذه الخطوة شهريا كذلك الحال بالنسبة لدور الايتام، إذ نقوم بألعاب ترفيهية لهم من اجل ان ننسيهم معاناتهم بعدها. ونظرا لحاجة الناس الملحة وتوفر المجموعة على بعض الإمكانيات، بدأنا نشاطنا في مساعدة المحتاجين حيث بدأنا في توفير الدواء للمرضى المحتاجين ومساعدتهم في التنقل للمستشفيات، بالإضافة الى توفير الحفاظات لكبار السن والأطفال حديثي الولادة والذين يعانون من إعاقات حركية. أما فيما يخص العائلات المعوزة، فنحن نقدّم لهم بعض الإعانات تكون خلال مختلف المناسبات منها شهر رمضان الكريم، ففي أول مبادرة، وزعنا حوالي 15 قفة على بعض العائلات، أما خلال هذا العام، فقد قمنا بتوزيع ما يقارب ال50 قفة على بعض الأسر القاطنة بالمناطق النائية، كما وزعنا على أطفالهم كسوة العيد والحقيبة المدرسية. وماذا عن برنامجكم الخاص بموسم الشتاء؟ - بخصوص فصل الشتاء، فقد قمنا بإطلاق مشروع شتاء دافئ لجمع الأغطية والملابس وغيرها من المساعدات الإنسانية لمساعدة المعوزين، وهناك أرملة نتكفل بالمصروف الشهري لأبنائها الثلاثة. هل لديكم مشاركات في الحملات التطوعية والتحسيسية؟ - العمل التطوعي هو جزء لا يتجزأ من عملنا، إذ نقوم بحملات تنظيف المقابر بالمنطقة وحملات التشجير لتنمية الثقافية البيئية بين الشباب، كما أننا نقوم بحملات تحسيسية حول الأمراض المزمنة آخرها كانت حول داء الإيدز للحد من انتشاره. إلى ما تهدفون من وراء عملكم التطوعي؟ - نسعى من خلال هذه الاعمال الى مساعدة إخواننا أبناء وطننا حتى تتجلى فينا القيم الوطنية والمبادئ الإسلامية ونرفع الغبن عن الكثير من المحتاجين، بالإضافة الى كون العمل التطوعي جزء هام في ترقية المجتمع وتغيير صورة الشاب الجزائري في أذهان الكثيرين، للمساهمة في تنمية المجتمع وبناء وتطوير هذا الوطن الذي هو أمانة في أعناقنا. من أين تتلقى الجمعية دعمها المالي؟ - تعتمد مجموعتنا على تبرعات المحسنين ومساهمات الأعضاء، فنحن لا ننشر نشاطاتنا عبر صفحة التواصل الاجتماعي، بل حين نعد لأي مشروع، نقصد أشخاصا ومؤسسات معينة متعودون على مساعدتنا حيث يقدمون لنا ما نحتاجه من مواد، وفي حال دفعوا لنا أموالا، فإننا نقدم لهم فاتورة مشترياتنا ونرجع المال المتبقي لهم، كما أنهم يشاركوننا في بعض الخرجات حتى يضمنوا ان مساعداتهم وصلت الى مستحقيها. هل هناك مشاكل تعيق عملكم؟ - الحمد لله، فلا توجد مشكلة تعرقل عملنا سوى بعض العراقيل الإدارية التي تحد من أنشطتنا، كما أننا نسعى الى ان نحصل على اعتماد رسمي لتوسيع نشاطاتنا والعمل في راحة، كما يعد انعدام مقر خاص بنا من بين المشاكل التي نأمل ان تحل في أقرب الآجال، لمواكبة أعمالنا ومشاريعنا في أحسن الظروف. هل هناك مشروع تعملون على إنجاحه في الآونة الأخيرة؟ - نسعى خلال هذه الأيام الى القيام بحملة تبرع بالدم لفائدة مرضى السرطان بمستشفى المدينة، الذي يعاني ندرة في بعض زمر الدم وستكون هذه الحملة الأولى من نوعها للجمعية ونتمنى ان ننجح في جمع الكمية التي يحتاجها المشفى. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي ساهم في طرح أهدافنا وأفكارنا وإيصالها للمجتمع، حتى نساهم جميعنا في تحسين وضعية الفئات الاجتماعية الهشة.