شهدت بعض المستشفيات الجزائرية، خلال هذه الأيام، حالة طوارئ غير مسبوقة، لتوافد عدد كبير من المصابين بأنفلونزا حادة، مما أثار مخاوف بين المواطنين ما دفع ببعض المختصين لتوجيه بعض النصائح لتفادي الإصابة بأعراض الأنفلونزا الموسمية، خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة، على غرار مرضى السكري ومرضى الجهاز التنفسي الذين يعدون أكثر عرضة لهذه الأمراض خلال هذه الفترة. مختصون: الأنفلونزا الموسمية تهدّد المصابين بالأمراض المزمنة وصف عديد المختصين فيروس الأنفلونزا الموسمية ب أخطر عامل يتسبّب في عدم استقرار الأمراض المزمنة لدى الأشخاص الذين يصيبهم، مشيرين إلى وفاة سنويا أكثر من 2000 شخص نتيجة هذه الإصابة، وهو ما أكده المختص في أمراض السكري م. بوقادوم ، مضيفا ان الأنفلونزا قد تكون مميتة بالنسبة لعدد من الأشخاص الذين يكونون عرضة لتداعياتها ومن بينهم الأطفال دون السنة الثانية، والأشخاص الذين يتجاوز سنهم ال65 سنة، ويعانون من أمراض مزمنة، كما هو الحال بالنسبة لأمراض الجهاز التنفسي، أمراض القلب والشرايين، الكبد، السكري، وغيرها من الأمراض الأخرى. والأنفلونزا الموسمية تكون أعراضها أخطر من الزكام، لأنها أعراض حادة ومفاجئة، عكس أعراض الزكام. فعند الإصابة بالأنفلونزا، تصل درجة حرارة المصاب إلى 40 درجة، مع آلام بالرأس وإعياء شديد، حيث لا يمكن للمريض القيام بأعماله اليومية بشكل طبيعي، عكس الزكام، فالإصابة به تكون بطريقة متدرجة. وفي ذات السياق، يضيف احد المختصين في الأمراض التنفسية والصدرية، انه وخلال هذه الفترة التي تشهد انتشار هذه الأنفلونزا، قد تزداد معاناة بعض الأشخاص وخصوصاً مرضى الربو حيث يعرف الربو على أنه التهاب مزمن في الشعب الهوائية، أين تلعب العديد من الخلايا والعناصر الخلوية دوراً فيه، ينتج عن حالة من فرط استجابة أو تحسّس القصبات الهوائية للمؤثرات المختلفة، مما يؤدي إلى نوبات متكررة من الأزيز وضيق في التنفس وضيق الصدر والسعال، خاصةً في الليل أو في الصباح الباكر، لذا يجب على المرضى أخذ الحيطة والحذر لتفادي هذه الأعراض الخطيرة التي قد تكون مميتة، كما سبق ذكره. في ذات السياق، أجمع العديد من الأطباء والمختصين ان الكثير من المواطنين لا يفرقون بين نزلات البرد والأنفلونزا، إذ أصبحوا يخلطون بين الزكام العادي والفيروس الذي يصيب المريض، نظرا لتشابه في الأعراض، وهو ما يؤدى إلى إهمالها والتعرض لمضاعفات خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة في أحيان كثيرة مثل ما تم تسجيله مؤخرا بمستشفى عين طاية، أين سجل وفاة 6 أشخاص منذ الفاتح من جانفي حيث أثّرت عليهم هذه الأعراض بشكل كبير خاصة وأنهم يعانون من أمراض مزمنة وهو ما يثبت ان هذه الأنفلونزا الموسمية الحادة تمس بدرجة أكبر فئات الأطفال صغار السن، كالرضع وناقصي المناعة وكذا كبار السن وذوي الأمراض المزمنة ومرضى الكلى والقلب والسكر، ليطمئن في الأخير، المختصون المواطنين ان إتباع الإرشادات الطبية الممنوحة للمريض من شأنها تجنيب المصابين بالأنفلونزا الموسمية من أي تعقيد.