التلقيح سلاح لا بد منه لمواجهة العدوى تنتشر الأنفلونزا الموسمية بشكل كبير حالياً بين الأطفال جراء انخفاض درجات حرارة الجو واقتراب دخول فصل الشتاء، فمنذ دخول الخريف تضاعفت نسبة إدخال الأطفال إلى أجنحة المستشفى، ومن المنتظر أن تتضاعف أكثر كالعادة خلال فصل الشتاء وخاصة بالنسبة للأطفال في الفئة العمرية الأقل من عام إلى عامين جراء ازدياد حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية والتهاب القصيبات الهوائية، لذا فإن الأطباء ينصحون بضرورة الإسراع للاستفادة من عمليات التلقيح التي أطلقتها مصالح الصحة.. تفتح المصالح الاستشفائية والصيدلية كعادتها في مثل هذا الوقت من السنة أبوابها أمام المواطنين من أجل تقديم خدمة التلقيح المجاني ضد الأنفلونزا الموسمية، ويشدد المختصون في مجال الصحة على وجوب الاستفادة من هذا التلقيح خاصة بالنسبة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، التي قد تسبب لهم مضاعفات خطيرة، في حالة إصابتهم بهذا المرض الموسمي.. ورغم خطورة هذا المرض الموسمي ووجود هذا التلقيح على مستوى الصيدليات والمصالح الاستشفائية، إلا أن الإقبال عليه يبقى ضئيلا، إلا من طرف فئة قليلة من كبار السن، فالكثير لا يعطون أهمية كبرى لهذا التقليح.. ولقد أجمع الأطباء المتخصصون في أمراض القلب والصدر والأنف والأذن والحنجرة والسكر على ضرورة تطعيم المرضى المصابين بتلك الأمراض ضد الأنفلونزا لتجنب مضاعفات الإصابة بالمرض باعتبارهم من الفئات الأكثر عرضه للإصابة بالأنفلونزا، وخاصةً كبار السن والأطفال نظرًا لأن 90بالمائة من حالات الوفاة المرتبطة بمرض الأنفلونزا تكون بين تلك المجموعات من ذوي عوامل الخطورة المرتفعة. فوباء الأنفلونزا طبقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية يتسبب فى إصابة من 5 إلى 15 بالمائة من السكان بعدوى الجزء العلوي من القناة التنفسية سنوياً ومن 20 إلى 30 بالمائة في الأطفال، كما تتسبب الأنفلونزا على مستوى العالم في 5 ملايين حالة مرضية شديدة، وما بين 250 ألف إلى 500 ألف حالة وفاة. وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن هناك 3 مليون حالة مرض شديدة تحدث كل عام فى جميع أنحاء العالم بسبب الأنفلونزا، كما يتسبب نفس المرض في وفاة ما بين 250 ألف إلى 500 ألف مصاب سنوياً ويعود ذلك إلى سوء تقدير خطورة المرض على صحة الإنسان، خاصةً بين الأطفال ومرضى السكر ومرضى القلب والأمراض الصدرية الذين هم أكثر عرضة 6 مرات للإصابة بمضاعفات الأنفلونزا، و3 مرات أكثر للوفاة عن الشخص الطبيعي. وأوضح استشاري طب الأطفال أنه (تتمثل أعراض الإصابة بالأنفلونزا الموسمية بين الأطفال في الرشح وارتفاع درجة الحرارة التي تتفاوت ما بين بسيطة أو عالية بحسب الفيروس الذي أصيب به الطفل، ويترافق مع الأعراض أحياناً القيء أو الإسهال). وواصل: (في حال كون الأعراض التي أصيب بها الطفل بسيطة ونشاطه اعتيادي وتمكنه من مواصلة التغذية يمكن علاج الطفل في المنزل من خلال ملاحظته بدقة وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن العامين ومراقبة تغذيتهم ونشاطهم بعناية، بالإضافة إلى إعطائهم المزيد من السوائل لمنع الجفاف ودواء خافض للحرارة والراحة في المنزل ومراجعة الطبيب). وأضاف أنه (يجب مراجعة الطبيب فوراً إذا كان الطفل يعاني ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة ونقص التغذية والخمول). وعن ازدياد حالات إدخال الأطفال المصابين بالأنفلونزا الموسمية إلى مجمع السلمانية الطبي شتاءً، بيّن عبدالكريم أن (الزكام يُحفز الأمراض الأخرى وهناك مضاعفات للأنفلونزا الموسمية، وبشكل عام تكون نسبة الأطفال الذين يعانون مضاعفات الأنفلونزا الموسمية قليلة إلا أن النسبة تزداد عند الأطفال المصابين بأمراض مزمنة مثل الربو والسكري وغيرها، ومن هنا يجب على آباء هؤلاء الأطفال الالتزام بالأدوية الوقائية والعلاجية وخاصة في فصل الشتاء). وبسؤاله عن تطعيم الاأفلونزا الموسمية للأطفال، أجاب عبدالكريم (وجه مركز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدة الأميركية إلى إعطاء تطعيم الأنفلونزا الموسمية إلى جميع الناس وخاصة الأطفال المصابين بأمراض مزمنة). وعما إذا كان هذا التطعيم يؤدي إلى الإصابة بأعراض مرضية ما، قال: (الكثيرون ممن طعمناهم لم يُصابوا بأعراض مرضية بعده، وهذه المشكلات نادراً ما تحدث، عموماً هذا التطعيم يضم ثلاثة أنواع من الأنفلونزا وهو آمن ومن المهم جداً أن يأخذ الطفل التطعيم علماً بأن هناك عشرات الفيروسات التي قد يُصاب بها الأطفال، ويُمكن إعطاء التطعيم للأطفال من الشهر السادس). وبسؤاله عن سُبُل وقاية الأطفال من الأنفلونزا الموسمية، أجاب استشاري الأطفال: (بالنسبة للأسر التي لديها أطفال مصابون بأمراض مزمنة يجب أن يواصل أطفالهم على الأدوية التي وصفها لهم الطبيب، وجراء أي شك بإصابة أبنائهم بأية أعراض قد تكون شديدة يجب مراجعة الطبيب والمحافظة عليهم من التغيرات الجوية). وتابع (أما الأطفال الذين لا يعانون أمراضاً مزمنة فيجب أيضا حمايتهم من التغيرات الجوية وإعطاؤهم تطعيم الأنفلونزا الموسمية وفي حال إصابتهم بالمرض يجب إعطاؤهم الكثير من السوائل ودواءً خافضاً للحرارة، وفي حال تطور الأعراض ينبغي مراجعة الطبيب بأسرع وقت، وكما ذكرت فإن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن السنتين يجب ملاحظتهم بدقة لأن الأعراض قد لا تبدو واضحة عليهم في البداية). وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين أستاذ الأمراض الصدرية، على أهمية تطعيم الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأنفلونزا قبل دخول الشتاء، وخاصةً كبار السن أكثر من 65 عاماً، والأطفال أقل من عامين، والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والكبد والرئة والفشل الكلوي والسكر وأمراض الدم وغيرها، والتي تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي. ومن ناحية أخرى، حذر نفس المتحدث من المضاعفات التي قد تصيب بعض الحالات التي تصاب بالأنفلونزا خاصةً مرضى الأمراض المزمنة والتي تصل إلى حد الإصابة بالالتهاب الرئوي وقد تؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، مشيراً إلى أهمية إعطاء هذه الفئة التطعيم الذي يرفع مناعة الجسم قبل دخول الشتاء. وأوضح جل الأطباء المتخصصين أن الأنفلونزا تصيب جميع الأعمار، ولكن المنظمات العالمية المعنية بالصحة والأبحاث العلمية، أكدت أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة يجب تطعيمهم ضد الأنفلونزا قبل دخول فصل الشتاء لإكسابهم مناعة ضد المرض ومضاعفاته. كما شدد الأخصائيون على أن التطعيم ضد الأنفلونزا يكون إجبارياً بين الأطفال المصابين بالحساسية، كما أن كل من يتعرض للأماكن المزدحمة، حيث تكثر العدوى، مؤكداً أن موسم انتشار الأنفلونزا في مصر يبدأ منتصف أكتوبر وحتى منتصف شهر جانفي من كل عام. وأضاف الدكتور محمود مختص في الأمراض الصدرية، أن التطعيم ضد الأنفلونزا ضرورة بالنسبة لمرضى الحساسية الربوية والتليفات الكبدية، ومرضى الأورام و الحوامل. ومن جانبه، أوضح الدكتور شريف أستاذ أمراض القلب، على ضرورة تطعيم مرضى الهبوط الحاد للقلب والشرايين التاجية ضد الأنفلونزا التي تسبب أزمات قلبية حادة و جلطات ويجب تجنبها.