وجدت وزارة التربية الوطنية نفسها في مأزق بعد رفض الأساتذة المضربين إجراء امتحانات الفصل الثاني، ما دفعها إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ الموسم الدراسي والامتحانات الرسمية، التي لا يفصلنا عنها سوى ثلاثة أشهر، من خلال الاستعانة بالأساتذة المتقاعدين لتقديم دروس إضافية وحصص الدعم للتلاميذ، في انتظار الوصول إلى حلول سريعة من شأنها إيقاف إضراب نقابات التربية، لتفادي تأجيل امتحان شهادة البكالوريا. وأوضحت العالية بلمان، المكلفة بالإعلام بوزارة التربية الوطنية، ل السياسي ، أن الوزارة اتخذت كافة الإجراءات اللازمة بهدف استدراك الدروس الضائعة من المقرر الدراسي، وبرمجة امتحانات الفصل الثاني التي كان من المقرر أن تنطلق أول أمس بصفة رسمية حسب الرزنامة الزمنية لوزارة التربية، موضحة أنه تم الاستعانة بالأساتذة المتقاعدين من أجل تقديم دروس إضافية عبر كل مؤسسة تربوية تعرف استجابة لإضراب الكناباست إلى جانب دروس الدعم، فيما نفت أن يشرف الأساتذة المتقاعدون على امتحانات الفصل الثاني في ظل إضراب الأساتذة، مؤكدة أن مهمتهم تقتصر فقط على الدروس الإضافية، في انتظار الوصول إلى حلول ترضي الطرفان وعودة الأساتذة إلى مناصب عملهم للإشراف بنفسهم على حصص الاستدراك لتعويض الدروس الضائعة. وأضافت العالية بلمان، أن وزارة التربية الوطنية كلفت مدراء التربية عبر الوطن القيام بوضع جدول عمل بالتنسيق مع مدراء المؤسسات التربوية، لتحديد كيفية استدراك الدروس الضائعة من المقرر الدراسي وأيام الاستدراك إلى جانب تحديد تاريخ إجراء امتحانات الفصل الثاني حسب خصوصية كل ولاية وكل مؤسسة تربوية عرفت استجابة لإضراب نقابات التربية عبر القطر الجزائري، مضيفة أن برمجة الامتحانات يمكن أن تكون قبل نهاية الفصل الثاني كما أنه من المرجّح أن يتم برمجتها خلال عطلة الربيع أو بعدها وذلك حسب خصوصية كل مؤسسة تربوية. وأكدت المكلفة بالإعلام بوزارة التربية الوطنية، استحالة تأجيل تاريخ الامتحانات الرسمية بما فيها شهادة البكالوريا، وذلك في ظل استمرار إضراب النقابات، مشيرة إلى أن البكالوريا ستجرى في تاريخها المحدّد حسب الرزنامة الزمنية التي وضعتها الوصاية للموسم الدراسي 2014/ 2015، مستبعدة احتمال تحديد العتبة خلال هذه السنة. بن غبريط: الإضراب ميدانيا ليس بالقيمة التي منحت له من جهتها، صرحت وزيرة التربية والتعليم، نورية بن غبريط، عن وجود نسبة كبيرة من المؤسسات التربوية لا زالت تزاول مهامها بشكل طبيعي ولم تستجب للإضراب الذي دعت إليه نقابات التربية، إلى جانب انطلاقها في إجراء امتحانات الفصل الثاني، مشيرة إلى أن الوضعية تختلف على حسب كل مؤسسة ولا يوجد موقف موحّد لدى الجميع كون الأمور تختلف ميدانيا. وأوضحت بن غبريط، في تصريح على هامش افتتاح الدورة الربيعية بمجلس الأمة، أمسو أن وزارتها منحت الحرية التامة لمسؤولي المؤسسات التربوية لاتخاذ كل الإجراءات المناسبة ميدانيا، معربة عن أسفها للتضخيم الذي كان تجاه الإضراب في حين انه ميدانيا ليس بالقيمة التي منحت له. وأضافت وزيرة التربية أنه بتاريخ 5 مارس، ستقوم مديريات التربية على المستوى المحلي بأخذ بعين الاعتبار كل المشاكل المتواجدة على هذا المستوى، كما سيقوم مدراء التربية على مستوى الولايات بإجراء لقاءات في نفس هذا التاريخ لوضع برنامج عمل مع كل النقابات من أجل إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل. خيار: لا خوف على الامتحانات الرسمية من التأجيل من جهتها، أكدت جميلة خيار، نائبة رئيس فيدرالية أولياء التلاميذ، أنه لا خوف على الموسم الدراسي من شبح السنة البيضاء، ولا على اختبارات الفصل الثاني والامتحانات الرسمية من التأجيل، موضحة أن الوزارة اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لإرجاع الأمور إلى نصابها والإبقاء على الرزنامة الزمنية التي تم تحديدها على نفس التواريخ، مستبعدة احتمال تأجيل أي من الامتحانات الرسمية. وأضافت خيار، أن الوزارة ستتمكّن من الوصول إلى حلول من خلال رجوعها إلى فتح أبواب الحوار والتفاوض وبرمجة لقاءات أخرى مع النقابات المعتمدة، مضيفة أنه سيتم عقد لقاء مع النقابة المضربة الكناباست في خضم هذا الأسبوع وسيتم من خلاله الوصول إلى حلول ترضي الطرفين، مشيرة إلى وجود أمل للرجوع عن الإضراب وإنقاذ الموسم الدراسي.