أو حبوب اللقاح، هي أعضاء التكاثر الذكرية في النباتات، وهي المصدر الرئيس للبروتين والفيتامينات لنحل العسل، حيث يقوم النحل بحمل هذه الحبوب خلال زياراته المختلفة للأزهار، وعندها تعلق هذه الحبوب بشعيرات جسده، وتنتقل معه من الأعضاء المذكرة إلى الأعضاء المؤنثة للنباتات، وبذلك تتم عملية التلقيح أو تخصيب النباتات. يصل النحل إلى الخلية مع هذا الحمل من حبيبات الطلع التي منها مايلتصق بشعيرات جسمه، ومنها ماهو محتفظ به في أكياس خاصة في أرجله، حيث يوجد في أرجل النحلة الخلفية جيوب تسمّى سلة الطلع، تقوم النحلة بتجميع ما علق في جسمها من هذه الحبيبات الصغيرة جدا في تلك الجيوب حيث تحملها إلى الخلية، وفي الخلية توجد مصايد خاصة بحبوب الطلع يتجمّع بها هذا الأخير ثم يُستخرج من الخلية. إن المكوّنات الهامة التي تحتوي عليها حبوب الطلع جعلت منها منجماً ثميناً لمواد في غاية الأهمية، وقد ثبت حديثاً أن حبوب الطلع تحتفظ ببعض الخواص الغذائية والعلاجية المميّزة. وقد بدء استعمال حبوب الطلع التي يجمعها النحل كغذاء مركّز للفيتامينات والأحماض الآمينية والأملاح المعدنية ثم استعملت كعلاج لكثير من الأمراض. وحبوب الطلع لما تحتويه من أسرار كثيرة لم يكشف عنها العلم بعد، تستطيع أن تقي الإنسان من أخطار وأمراض كثيرة، فكل حبة من غبار الطلع هي تركيز معقّد لكثير من المواد الغذائية والعلاجية الثمينة جدا، هي في الواقع سُخّرت لخدمة الإنسان، نحاول كشف بعضا منها، إن شاء الله. الصفات الطبيعية لحبوب الطلع الشكل الكروي هو الشكل الغالب لحبة الطلع، كما يعتبر اللون الأصفر هو أكثر ألوانها شيوعا، وإن كان هناك تفاوتاً وتنوّعاً كبيراً في أشكاله وأحجامه وألوانه وهيئته الخارجية. وللإشارة، فإن الغذاء الأساسي للنحل مكوّن أساساً من حبوب الطلع معجونة بالعسل، ويُطلق عليه اسم خبز النحل، كما أنّه الغذاء المخصّص ليرقاته. والطلع هو المصدر البروتيني الوحيد المتاح للنحل والضروري لحياته. أهمية حبوب الطلع للأصحاء لقد أثبتت حبوب الطلع بما تحتويه من مكوّنات هامة قدرتها على تحقيق فوائد علاجية عديدة حيث استعملت طبيا في علاج حالات كثيرة نورد بعضاً منها: تُستخدم حبوب الطلع في حال وجود نقص ملحوظ في الفيتامينات والأملاح والأحماض الآمينية، وكذلك في فترات فسيولوجبة خاصة مثل النمّو والمراهقة والحمل والرضاعة والشيخوخة. وتُستخدم حبوب الطلع في فترات تتطلب مجهوداً جسمانياً كبيراً كالتمرينات الرياضية أو عند بذل مجهود ذهني مثل الدراسة أو الاستعداد للامتحانات، وبذلك، فإن حبوب الطلع تقوم بإمداد الجسم بالطاقة اللازمة وتوفيرها سواء كان ذلك من الناحية الجسمانية أو من الناحية الذهنية. وتُستخدم حبوب الطلع لمساعدة الجسم على تحمّل ومواجهة الأزمات العنيفة عامة ومواجهة الأمراض الفيروسية والرشح الموسمّى بصفة خاصة، حيث تقوم بإمداد الجسم بالأجسام المضادة وتقوّية جهاز المناعة. كما تُستخدم كذلك حبوب الطلع لحماية الجسم من ارتباكات التمثيل الغذائي، وأمام حالات مرضية مزمنة كالسكري و أمراض الشيخوخة. الاستخدامات العلاجية لحبوب الطلع تُعرض حبوب الطلع بالصيدليات في شتى أنحاء العالم وتُستخدم للأغراض العلاجية والغذائية، حيث كان من نتائج التحليلات المعملية أن أكثر من 50 مادة فعّالة في حبوب الطلع لها مجال واسع جداً في التأثير على كثير من الأمراض ومظاهر الخلل في أجهزة الجسم البشري، ومن هذه التأثرات: - المحافظة على قلوية الدم: يعتبر العسل الغنّي بحبوب الطلع عاملاً هاماً في حفظ قلوية الدم، وخاصة بعد المجهود العضلى والإجهاد الفكري، فإذا كان المخزون بالدم من القلوية قليل، فإن ذلك يؤدي إلى استمرار الشعور بالتعب. - لعلاج فقرالدم (الأنيميا): يمكن استعمال حبوب الطلع لعلاج فقر الدم الناتج عن سوء التغذية وخاصة عند الأطفال، كما يمكن استخدام حبوب الطلع لعلاج فقر الدم الناتج من فقدان الدم المزمن كما يحدث في حالات النزيف بسبب البواسير أو أمراض الكلى أو الدورة الشهرية عند النساء، أو أثناء الحمل وعقب الولادة وأثناء فترة الرضاعة، حيث يحتاج الجسم إلى زيادة في قدرة الدم وكفاءته. - التشوّهات الجسمانية: كأمراض القلب الخلقية التي تصيب صمّامات القلب، والأوعية الدموية، وأمراض استسقاء الرأس وأمراض الكلى الخلقية. - الشيخوخة المبكرة: والتي تمثّل أحسن الدواعي لاستخدام حبوب الطلع، ويُقصد بالشيخوخة المبكرة حدوث مظاهرها قبل الوصول إلى المراحل المتقدمة من العمر. واستخدام حبوب الطلع بصفة دائمة ومستمرة يزيل الشعور بالهرم والشيخوخة، ويشعر الإنسان بالنضوج، وهو بهذا يستمتع بالحياة. ويمكن القول بأن خليطاً من عسل النحل وحبوب الطلع والغذاء الملكي هي غذاء مثالي ضد الشيخوخة. فهي تزيد من التفاعلات المناعية للجسم، وتقوي الخواص الدفاعية لكرات الدم البيضاء. - تكيّسات الجهاز الهضمي: وهي تعاقب فترات من الإسهال والإمساك مع حدوث نزيف في البراز قد يكون شديداً، وكذلك احتمال انسداد الأمعاء. ودلت التجارب التي استخدمت فيها حبوب الطلع على اختفاء هذه التكيّسات. - فقدان الشهية: لحبوب الطلع بما تحتويه من قيمة غذائية عالية وعناصر غذائية متكاملة القدرة أن تعويض المصابين بأمراض سوء أو نقص التغذية عمّا أصابهم من نقص. - انتفاخ البطن وتخمّر الأمعاء: لحبوب الطلع تأثير كبير في المساعدة على الهضم، وتفسير ذلك هو أنها تحتوي على عنصري المنغنيز والحديد وهما ضروريان لعملية الهضم والاستفادة من الغذاء، وأصبح استعمالها عاملاً أساسياً في الوقاية من الإصابة بحالات الإمساك. الحساسية من حبوب الطلع يمكن علاج الأشخاص الذين يعانون من الحساسية لحبوب الطلع خلال موسم الإزهار بعقارات مضادة للهستامين، الذي يتكوّن عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية حيث يعمل الهستامين على توسيع الشعيرات الدموية وزيادة نفاذيتها، ويمكن أيضا تخفيف شدة الحساسية بتعويد الجسم على كميّات ضئيلة من مركبات الحساسية، وترفع هذه الكميات تدريجياً لرفع حدود الحساسية. موانع استعمال حبوب الطلع ليس هناك موانع لتعاطى حبوب الطلع بالمعنى الذي تدل عليه الكلمة، إلاّ في حالة الأشخاص الذين يشكون من فشل كلوى ممّا يحتم عليهم الاستشارة الطبية، لكن نلحظ أن هناك تساؤلات كثيرة حول سلامة استهلاك حبوب الطلع، نجيب عليها فيما يأتي: - هل حبوب تزيد من السمنة: لا نستطيع أن نجزم القول باعتبار السمنة من موانع تعاطى حبوب الطلع وذلك لأن هذه الحبوب تسمن الأشخاص النحاف أو الذين يعانون من سوء التغذية، حيث أنها تنشط عملية التمثيل الغذائي، ولها فاعلية في علاج حالات الضعف الجسماني والالتهابات الخلوية. حبوب الطلع.. أهمية خاصة إن عدم وجود موانع الاستعمال الأساسية، وكذلك عدم وجود تفاعلات سلبية جانبية، بالإضافة إلى خلو هذه الحبوب من المواد السامة، كل ذلك يجعل من حبوب الطلع أفضل مادة غذائية وعلاجية في آن واحد، ويجعل لها وضعاً خاصاً وقيمة متميّزة تجعلها تأخذ المركز الأول كمادة أولية في الصناعات الغذائية كالحلويات وغيرها، كما تجعل لها أهمية خاصة في معالجة كثير من الحالات، وذلك بالمقارنة ببعض الأدوية الموصوفة لنفس الحالة. فترة العلاج بحبوب الطلع يجب الأخذ في الاعتبار أن فاعلية حبوب الطلع غير سريعة ولا تظهر فجأة، بل إن النتيجة تحدث تدريجياً، وذلك لأن حبوب الطلع تعمل على مستوى التمثيل الغذائي العميق، وقد يستغرق ذلك من 2 إلى 3 أسابيع. وممّا هو جدير بالذكر أن استعمال حبوب الطلع، بصفة متواصلة في غرض وقائي أو علاجي، في بعض الحالات المزمنة، لا يُحدث آثاراً جانبية، وأن استعمالها بجرعات متوسطة ومنتظمة ومعدّلة حسب الحالة، تعطى نتائج دقيقة، ويستطيع المريض تقبل هذا العلاج في أي من هذه الفترات العلاجية السابق ذكرها، ولذلك يمكن للإنسان استعمال حبوب الطلع لسنوات طويلة وعديدة. وصفة مثالية وهي جرعة متوسطة لشخص سليم وبالغ: تُؤخذ ملعقة كبيرة من حبوب الطلع المسحوقة، وتُحل في كأس من الماء، أو كأس من الحليب وهو الأفضل، وتُقلب جيّدا، ثم تُضاف لها ملعقة صغيرة من عسل النحل، ثم تُقلب جيدا. يُشرب هذا الخليط كل صباح على الريق مع مراعاة تقليب المخلوط قبل تناوله، وذلك لمدة فترتين سنوياً طول كل فترة ثلاثة أشهر، وذلك بصفة متواصلة، وتكون الفترة الأولى في الخريف والثانية في الربيع. قناع للوجه بحبوب الطلع يؤخذ مقدار ملعقة شاي من حبوب الطلع وتوضع في جهاز الطحن الكهربائي مع إضافة صفار البيض ونصف ملعقة من العسل السائل، يتم خلط الجميع حتى يُصبح مخلوط متجانس، ويُوضع هذا المخلوط على الوجه والرقبة مع التدليك اللين، وبعد ذلك يُترك على الوجه لمدة نصف ساعة ثم يُغسل الوجه بالماء، الدافئ، ونكرر العملية مرة أخرى حتى نحصل على بشرة ناعمة وصافية.