شكل موضوع التداوي بمواد خلية النحل، محور اليوم الدراسي الذي نظمه المركز الجامعي احمد بن بلة بعاصمة الولاية غليزان، بالتنسيق مع مديرية الفلاحة وجمعية مربي النحل للولاية. وحسب مديرة معهد العلوم الطبيعية والحياة فاطمة بوفادي، فإن هذا اليوم الدراسي يعد الأول من نوعه بادرت به إدارة المركز قصد التعريف بالفوائد الطبية التي تحتوي عليها خلية العسل باعتباره غداء كاملا وله فوائد جمة. أما الدكتور بوشارب عبد المجيد، أخصائي في أمراض السرطان ومختص أيضا في تربية النحل منذ 3 عقود، فأشار إلى ”أن العسل الطبيعي نستهلكه في بلادنا والوطن العربي كونه غذاء ودواء، على خلاف أهل الغرب الذين يتناولونه على أساس أنه غذاء. فقط؛”. وبعد أن بين مكوناته من سكريات وماء حسب طبيعة التربة التي يعيش فيها النحل ونوعية النبتة التي يمتص رحيقها، راح يبرز المنافع الصحية والعلاجية لمنتوجات هذه المادة الغذائية الطبيعية، فالعسل عموماً يقتل الجرثومة عندما نضعه فوقها ويزيل آثار الجرح ويسهل امتصاص العشبة الطبية بداخل الجسم عندما نمزجه بها، فضلاً عن أنه يمد البدن بالطاقة ويهدئ الأعصاب ويساعد عمل الدورة الدموية لاحتوائه على مادة الجليكوز. أما حبوب الطلع فإن فوائدها متعددة، حيث تصلح لعلاج فقر الدم الناتج عن نقص مادة الحديد وتقوية الشهية، وضمان نمو الأطفال ومعالجة اضطرابات الهضم في المعدة من إمساك وإسهال، وإفادة المرأة الحامل والمرضعة. بينما الغذاء الملكي المعروف بغلاء ثمنه، فمن شأنه مضاعفة الخصوبة عند النساء وإزالة العقم ومعالجة السرطان الذي يصيب المعدة والرئة والقلب وكذا التهاب الكبد الفيروسي. كما أنه يدخل البهجة على الإنسان، خاصة عند الذين أقلعوا عن تعاطي المخدرات. وبالنسبة لصمغ العسل فإنه يستخدم كمرهم لعلاج كثير من الأشياء والتشوهات التي تتعرض لها البشرة، ليتدرج الدكتور إلى الحديث عن آخر المستجدات التي توصل إليها في ميدان تربية النحل، حيث اكتشف مؤخراً أن العسل عندنا في الجزائر يحتوي إنزيمات كثيرة تساعد في إمداد الجسم بالطاقة وفي علاج عديد الأسقام، عكس العسل المنتج في أوروبا، فهو لا يحتوي إلا على إنزيمات ضئيلة، ما يجعل التأثير الإيجابي على صحة الإنسان محدوداً. وفي معرض حديثه عن العسل المغشوش، لفت نظر الحضور إلى أن السوق الجزائرية لا تخلو من وجود أناس يبيعون كميات من غذاء الملكة مغشوشة مجلوبة من الخارج بأثمان تغري المواطن، والحقيقة أن 10 غرامات من الغداء الملكي غير المغشوش يساوي سعرها 1000 دج، ما يعني أن 1 كلغ من هذه المادة يصل إلى 10 ملايين سنتيم. وللأسف فإن الأمر ينطبق أيضاً على العسل وحبوب الطلع المستوردة، ما جعله يثير قضية إنشاء مخبر وطني ببلادنا لتحليل منتوجات الخلية من جديد، حيث أصبح أكثر من ضرورة، آملا في أن تلفتت السلطات المختصة إلى هذه المسألة وتساهم بذلك في وضع حد للسلع المقلدة لمنتوجات النحل المجلوبة من الخارج وهي كثيرة . الدكتور بوشارب أفاد أيضاً أن الجزائر ينشط بها نحو 500 ألف مربي نحل، وبإمكان هذه المهنة النبيلة المساهمة في امتصاص البطالة بخلق مناصب شغل كثيرة بتشجيع الشباب لولوج هذا الميدان ويكفي فقط إيجاد آليات لتحقيق هذه الغاية. وأنهى محاضرته بالإشارة إلى أنه يدرس في الجامعة حوالي 1500 طالب في أمراض السرطان ويعالج نحو 80 مريضاً بالمستشفى ويمضي وقت فراغه في تربية النحل خاصة الغذاء الملكي، تربية النحل التي تزيل عنه كثيراً من المتاعب جراء تدريس الطلبة ومعالجة المرضى. وتم إبرام اتفاقية بين المركز الجامعي بغليزان ومديرية المصالح الفلاحية بالولاية تهدف الى فتح المجال على مصراعيه أمام طلبة المركز لإجراء تربصات في المجال الفلاحي.