كما هو الحال لدى البالغين، فإن الأطفال أيضا يصابون بالتهاب المفاصل الذي ينجم عن أعراض التهابية بها. ويطلق على إلتهاب المفاصل لدى الأحداث هذا المصطلح لوصف إلتهاب المفاصل عند الأطفال. ويذكر أن هذا المرض ينقسم إلى أنواع عديدة، أشهرها إلتهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأحداث. وهناك أشكال أخرى نتحدث عنها في السياق. ويذكر أنه عندما تسمع أن إلتهاب المفاصل لدى الأحداث يؤثر على ما يقرب من 300000 طفل، فقد تتخيل أن كل هؤلاء الأطفال المصابين يواجهون نفس الأعراض والمشاكل، غير أن مصطلح التهاب المفاصل لدى الأحداث، في الواقع، هو عبارة عن مجموعة مكونة من عدد من أمراض الطفولة التي تؤثر على المفاصل والجهاز الحركي. وعلى الرغم من أنها تشترك في العديد من أعراض والمؤشرات، منها الألم وانتفاخ المفاصل واحمرارها وارتفاع درجة حرارتها، إلا أن كل نوع منها يتميز بميزات وأعراض خاصة تجعله يختلف من نوع لآخر. أشكال هذا المرض الأكثر شيوعا 1- إلتهاب المفاصل مجهول السبب لدى الأحداث يعدّ هذا الشكل الأكثر شيوعا مقارنة بالأشكال الأخرى لالتهاب المفاصل لدى الأحداث. ويبدأ هذا النوع قبل سن ال 16 وينطوي على انتفاخ في واحد أو أكثر من المفاصل يدوم لمدة ستة أسابيع على الأقل. ويتضمن هذا الشكل عدة أنواع من إلتهاب المفاصل المعروفة سابقا باسم التهاب المفاصل الرثواني لدى الأحداث. وقد تشمل هذه الأنواع مجموعة متنوعة من الأعراض، منها ما يلي: - شد العضلات والأنسجة الناعمة. - تآكل العظام. - اختلال المفاصل. - التغيرات في أنماط النمو. 2- إلتهاب الجلد والعضل لدى الأحداث كون أن هذا المرض إلتهابيا، فإنه يسبب للأحداث العديد من الأعرض الالتهابية، منها ما يلي: - ضعف العضلات، ما يمكن أن يؤدي إلى ضعف عضلات الجذع والكتفين وأعلى الساقين، وبالتالي يمكن أن يحد من الجري وتسلق السلالم وغيرهما من الأنشطة. - الطفح الجلدي على الأجفان والمفاصل. - نحو واحد من كل خمسة أطفال يصابوب أيضا بالتهاب المفاصل، ولكن من المرجح أن يكون طفيفا. 3- الذئبة لدى الأحداث تعرف الذئبة بأنها مرض في الجهاز المناعي. وتعد الذئبة الحمراء الجهازية systemic lupus erythematosus الشكل الأكثر شيوعا من هذا المرض. وعلى الرغم من أن هذا المرض يصيب الأطفال، إلا أنه يعد أكثر شيوعا بين البالغين، وخصوصا النساء. ويذكر أن أعراض هذا النوع من الذئبة قد تتضمن ما يلي: - التأثير على المفاصل والجلد والكلى والدم ومناطق أخرى من الجسم. - ظهور طفح جلدي على شكل فراشة تسد الأنف والخدين، وطفح متقشر على الوجه أو الرقبة. - الحساسية ضد أشعة الشمس. - آلام في المفاصل والصدر. 4- التصلب الجلدي لدى الأحداث يصف هذا النوع مجموعة من الظروف التي تتسبب في شد وتصلب الجلد. وينقسم إلى نوعين رئيسيين، أحدهما يؤثر على الجسم بأكمله، والآخر يكون موضعيا، وهذا الأخير يعد أكثر شيوعا لدى الأطفال. ويذكر أن النوع الموضعي لا يؤثر على القلب والرئتين والأعضاء الداخلية الأخرى، إلا أن جلد المصابين قد يصبح أكثر سماكة أو رقة، ويتحول لونه إلى أغمق أو أفتح. كما أنه غالبا ما يكون أملسا ولامعا. التغيرات الجلدية الناتجة عن المرض الموضعي يمكن أن تحدث في أي مكان، من الوجه، إلى الذراعين والساقين أو الجذع. سمي هذا المرض بهذا الاسم نسبة لإسم طبيب أطفال ياباني اسمه توميساكو كاواساكي، والذي قام باكتشاف أنماط مشتركة في مجموعة من الأطفال، حيث تضمنت هذه الأنماط أعرضا إلتهابية تليها، في سنوات لاحقة، مضاعفات في القلب. هذا المرض، والذي يصيب في المقام الأول الرضع والأطفال الصغار، يبدأ في كثير من الأحيان مع ارتفاع في درجات الحرارة لديهم. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى لهذا المرض طفح مرئي أو انتفاخ أو احمرار حول اليدين أو القدمين. وبعد بضعة أسابيع من ذلك يحدث تقشرا حول أصابع اليدين والقدمين. وعلى الرغم من أنه ينجم عن هذا المرض التهاب في المفاصل، إلا أن الأمر الأكثر خطورة هو حدوث التهاب في الأوعية الدموية نفسها. لذلك، فمن الضروري رصد المضاعفات الخاصة بالقلب بدقة. يمكن أن تشمل أعراض هذا المرض ملامح من التهاب المفاصل والذئبة والتهاب الجلد والعضلات وتصلب الجلد. كما يرتبط مع مستويات عالية جدا من أجسام معينة مضادة للنواة. بالطبع، هناك عدد من الأسباب غير الالتهابية الأخرى للألم والتصلب، لدى الأطفال. 5- آلام العضلات والأنسجة الضامة تعد هذه المتلازمة مرتبطة بحالات التهاب المفاصل، ويمكن أن تسبب هذه المتلازمة التصلب والألم، جنبا إلى جنب مع التعب واضطراب النوم وأعراض أخرى. وتعد أكثر شيوعا لدى الفتيات، ونادرا ما يتم تشخيصها قبل البلوغ.