تسعى الجمعيات الخيرية النسوية لتكثيف نشاطاتها السنوية، وذلك بغية تنمية المرأة بصفة عامة، إلا أن جمعية الرفيق تهتم بتطوير المرأة الماكثة بالبيت والأرملة خصوصا، لتكون لديها مكانة في مجتمعها الذي ينتظر منها العطاء. ولمعرفة أكثر تفاصيل عن الجمعية ونشاطاتها ومشاريعها، حاورت السياسي بوشارب نورية، رئيسة الجمعية، التي أكدت على ضرورة تفعيل مبادرة المرأة في المجتمع. بداية، هل لكم التعريف أكثر بجمعية الرفيق الناشطة بتيارت؟ - جمعية الرفيق الخيرية بتيارت هي جمعية نسوية تهتم تحديدا بالمرأة الريفية الماكثة بالبيت والأرامل المعوزيين، تأسّست سنة 2009 حيث كانت البداية الفعلية لنشاطاتها، يصل عدد النمخرطين فيها الى 1000 فتاة لها فرع بالسوڤر وآخر قيد الافتتاح بمهدية قريبا. أما عن الأعمال التي نقوم بها، فهي تكوين المنخرطات فوق ال18 سنة في مجالات مختلفة من الأعمال التقليدية، الحلويات والمرطبات، كما ان للجمعية مدرسة قرآنية لتعليم البنات. نسعى من خلال ما نقوم به لتكوين الفتيات والمرأة بصفة عامة حتى لا تكون عبئا على المجتمع وتقديم لمسة إيجابية تحفظ مكانتها وكرامتها، ونحن نعمل تحت شعار لا تعطيني سمكة.. بل علمني كيف أصطادها . فيما تتمثل الأنشطة التي تقومون بها؟ - أمام الإقبال الذي تعرفه الجمعية من قبل المنخرطات، توسّع الجمعية نشاطاتها المختلفة والتي تتماشى عموما مع المناسبات سواء الدينية او الوطنية، فقد قمنا بعدد من الدورات التكوينية في الخياطة، المكرامي، النسيج وتقديم شهادات معتمدة تسمح للفتيات بالاستفادة من القروض التى تمنح من طرف المؤسسات الوطنية، بالاضافة الى النشاط الذي نقوم به كل عيد فطر والمتمثل في ختان جماعي للأطفال المحتاجين وتوزيع ملابس وهدايا عليهم. كما قمنا مؤخرا بتوزيع عدد معتبر من الحفاظات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من المعوزين والمحتاجين لتخفيف المصاريف التي يعجزون عنها، دون ان ننسى الملتقيات التي نقوم بها داخل الولاية وخارجها أبرزها مشاركة الجمعية في الملتقى الوطني بالعاصمة سنة 2012 والذي تناول موضوع المرأة الماكثة بالبيت وقد دام الملتقى 3 أيام بحضور وزير التكوين السابق، الهادي خالدي ووزير الفلاحة السابق، رشيد بن عيسى، أين حظيت الجمعية بتكريم من طرف وزير التكوين المهني الذي أبدى رأيا إيجابيا حول النشاطات المعروضة للمنخرطات في الجمعية. احتفلنا مؤخرا بعيد المرأة، فماذا عن نشاطاتكم الخاصة بهذا اليوم؟ - كان للجمعية نشاط متنوع اهتممنا من خلاله بفئة النزيلات بالسجون، بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية ومديرية السجون بالولاية، إذ قمنا يوم 8 مارس الفارط بزيارة الى مديرية السجون وتوزيع الملابس والهدايا للنزيلات والاحتفال معهن بالمناسبة، وفي نهاية النشاط، وزعنا عددا من المصاحف. وقد لقيت المبادرة استحسانا كبيرا بين النزيلات اللائي طلبن تكرار مثل هذه الزيارات دون مناسبة. تفصلنا أشهر قليلة عن الشهر الفضيل، ما تحضيراتكم لذلك؟ - تسطّر الجمعية لشهر رمضان نشاطات متنوعة والمتمثلة في التحضير لمائدة رمضان يوميا للمحتاجين وعابري السبيل الى غاية نهاية الشهر المبارك، بالإضافة لهذا، سنخصص قفة للنزيلات بالسجون، بالتنسيق مع مديرية السجون بتيارت والهلال الأحمر الجزائري. إلى ما تسعون من وراء جل هذه الأنشطة؟ - نسعى من خلال ما نقوم به للتعريف أكثر بجمعيتنا بغية استقطاب أكبر عدد من المنخرطات وتوسيع العمل الخيري والتطوعي للتغلغل أكثر في المجتمع ومد يد المساعدة لكل من يحتاج إليها. كما اننا نسعى لزيادة فرص العمل للمنخرطات اللواتي تقمن بدورات تكوينية من خلال الشهادة التي تمنح لهن بعد الانتهاء من الدورة. ما مصدر الدعم المحصل عليه؟ - أمام أهمية النشاطات التي نقوم بها والعدد المهم من المنخرطات، لا توجد أي جهة رسمية تقوم بإعانتنا ماديا، إلا اننا ندعم نشاطاتنا من أموالنا الخاصة فقط. على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل أخرى؟ - تعد الإعانات المالية من بين المشاكل الكبيرة التي تعرقل نشاطاتنا التي تكلفنا ميزانية كبيرة، إلا اننا نعجز أحيانا عن تكاليف النشاط وفتح فروع عديدة داخل الولاية للذين يهتمون بأعمال الجمعية. ماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - جل نشاطاتنا تكون مناسباتية مع اي حدث ولذلك، فإننا نحضّر لعدد من الملتقيات والدورات التكوينية، بالإضافة الى مشروع التحضير للاحتفال بيوم 16 أفريل عيد العلم، إذ نقوم بزيارة الى مديرية إعادة التربية والاحتفال مع النزيلات وتكريم من لديهن موهبة ومن ثمّة، نقوم بفطور جماعي معهن. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذا الحوار الذي كانت لنا من خلاله فرصة التعريف بالجمعية، وآمل ان يكون هناك أكبر عدد من الجمعيات الخيرية والتطوعية خدمة للمجتمع وتقديم العطاء الإيجابي لبلدنا وأبنائه.