يعرف العمل الجمعوي في الآونة الأخيرة تطورا كبيرا وهو ما يفسر ظهور العديد من الجمعيات الناشطة في هذا المجال، الذي يعد أساس قيام المجتمعات من خلال جملة النشاطات التي تقوم بها هذه الأخيرة من أجل رسم البسمة والفرحة على وجوه المحتاجين، وذلك وفق الإمكانيات المتوفرة لدى المجتمع المدني، ومن بين الجمعيات الناشطة في مجال العمل الخيري والتطوعي، الجمعية الثقافية، الاجتماعية الأطلس البليدي ، التي تنشط في بلدية بوعرفة بولاية البليدة وتعمل بكل جهد لرفع الغبن عن فقراء المنطقة والتي اختارت تعدّد نشاطاتها لتحقيق أهدافها المسطّرة، وللتعرف أكثر على الجمعية ونشاطاتها، حاورت السياسي رئيسة الجمعية، تومي عائشة، التي أكدت على أهمية العمل الخيري والتطوعي في الوسط الاجتماعي. * بداية، متى تأسّست جمعية الأطلس البليدي ؟ - تعد جمعية الأطلس البليدي من بين أهم الجمعيات الناشطة على مستوى ولاية البليدة، تأسّست سنة 2008 نتيجة الظروف الاجتماعية القاسية التي عانى منها سكان المنطقة في السنوات الماضية، فأردنا تأسيس هذه الجمعية ذات الطابع الثقافي والاجتماعي بالدرجة الأولى، تضم حوالي 12 عضوا يعملون في شكل منظم وبتعاون كامل، من أجل إنجاح المشاريع الخيرية المسطّرة ضمن البرنامج السنوي للجمعية. * فيما تتمثل النشاطات التي تقوم بها الجمعية؟ - تقوم جمعيتنا بعدة نشاطات اجتماعية خيرية وثقافية، فبالنسبة للثقافية، فعلى سبيل المثال تعليم الطبخ وصناعة الحلويات ومختلف الحرف اليدوية كالخياطة والطرز، بالإضافة الى الفنون التشكيلية، وعلى غرار هذا، تقوم الجمعية بإحياء مختلف المناسبات الدينية والوطنية. أما بالنسبة للنشاطات الاجتماعية، فدأبت الجمعية، وككل سنة، بتسجيل عدد من العائلات الفقيرة المحتاجة على مستوى البلدية ويصل عددهم الآن حوالي 400 عائلة لمدها بمختلف المساعدات الإنسانية كتوزيع قفة رمضان وشراء ملابس العيد والأدوات المدرسية في كل دخول مدرسي وتضم العائلات الفقراء الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى غرار هذا، تنظم الجمعية حفل ختان جماعي لفائدة أطفال العائلات المعوزة وهذا النشاط خاص بمناسبة المولد النبوي الشريف وأواخر شهر رمضان المعظم، كما أننا نقوم بتقديم عدة مساعدات متنوعة للمقبلين على الزواج وذلك في حدود الإمكانيات المتوفرة لدى الجمعية. * هل كانت لديكم مشاركات مع جمعيات أخرى؟ - نعم، قمنا بعدة نشاطات خيرية وتطوعية وكذا ثقافية بالتنسيق مع عدة جمعيات أخرى مثل جمعية حماة المستقبل وجمعية جسر الحياة المتواجدتين على مستوى ولاية الجزائر، وتختلف النشاطات كل مرة وتصب جلها في العمل الخيري. * ما مصدر الإعانات المتحصل عليها لمزاولة جل هذه النشاطات؟ - تتلقى جمعيتنا الدعم من كل من مديرية الشباب والرياضة ومن طرف البلدية ولكنها إعانات قليلة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تعتمد أيضا جمعيتنا على تبرعات المحسنين الذين كلما طرقنا أبوابهم، وجدناهم مستعدين لتقديم يد العون لنا من أجل المحتاجين. * كيف ترون واقع العمل الجمعوي في الجزائر؟ - الحركة الجمعوية عرفت تغييرا وتطورا كبيرا خاصة مع الإصلاحات التي وضعها الرئيس والمجاهد الذي نفخر به. ومدينة البليدة تزخر بمثل هذه الجمعيات التي تعنى بشأن العائلات المعوزة وكل الشرائح المحتاجة الى يد المساعدة والمساندة وتولي لهم اهتماما كبيرا، لكن يبقى الدعم المادي هاجسا يؤرق العمل الخيري وهذا بالموازاة مع حاجيات العديد من العائلات المحتاجة الى المساعدات، التي من شأنها رفع الغبن عنهم. * وماذا عن مشاريعكم المستقبلية؟ - نحن الآن بصدد التحضير لمشروعين، الأول مشروع سياحي خاص بفصل الصيف لفائدة العائلات المعوزة والأيتام، والثاني عبارة عن مشروع خاص بالفتاة الماكثة بالبيت وذلك بمساعدتها في العمل وتعليمها مختلف الحرف التي تتمكّن من خلالها من تحسين وضعيتها الاجتماعية. * كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على هذه الإلتفاتة الطيبة والتي تعد فرصة للتعريف أكثر بجمعيتنا ونشاطاتها المسطّرة ضمن البرنامج السنوي، من أجل تحقيق أهدافها الخيرية، والتي نسعى من خلالها الى التقرب من المواطن وتقديم مختلف المساعدات للعائلات المحتاجة، وأتمنى المزيد من النجاح لجمعيتنا وجل الناشطين في العمل الجمعوي، وأوجّه شكري الخاص لأعضاء الجمعية الذين يبذلون قصارى جهدهم من أجل إنجاح المشاريع التي نقوم بها، خاصة الخيرية منها.