تسعى العديد من الجمعيات الخيرية والمتواجدة في مختلف المناطق الى مساعدة ومساندة العائلات المعوزة، من خلال تكريسها لجملة من النشاطات الخيرية والتطوعية، ومن بين هذه الجمعيات، جمعية صنّاع البسمة لبلدية تاجنانت بولاية ميلة، وللتعرف اكثر على الجمعية وأهدافها المسطّرة، حاورت السياسي رئيسة الجمعية، وفاء مونس، والتي أكدت على أهمية العمل الجمعوي، بالخصوص في المناطق النائية والمعزولة. * بداية، عرفينا بجمعية صنّاع البسمة ؟ - جمعية صنّاع البسمة ، هي جمعية خيرية تطوعية ذات طابع اجتماعي، تهتم بحوالي 80 في المائة بشؤون المرأة، كما تسعى لمساعدة العائلات المعوزة في المنطقة ومقرها ببلدية تاجننت، تأسّست في2013 وكانت الانطلاقة الفعلية لنشاطاتها في 1 جويلية 2013. * إلى ما تهدفون من خلال تأسيسكم للجمعية؟ - في حقيقة الأمر، نحن ومن خلال تأسيسنا للجمعية، نهدف الى الاهتمام بالمطلقات والارامل واليتامى وحتى العائلات المعوزة وكذا الطفولة المسعفة، كما نسعى الى محاولة التخفيف من نسبة العزوبة في الجزائر عن طريق النشاطات التي نقوم بها في هذا المجال، كما نسعى ايضا إلى مساعدة العائلات المعوزة والتخفيف من معاناتهم بسبب قلة الإمكانيات وعليه، نسعى الى تنظيم حفل ختان جماعي للاطفال المعوزين بمشاركة العديد من الاطباء المختصين والمحترفين في هذا المجال، لتجنّب الاعراض الجانبية لهذه العملية، كما نهدف من خلال جملة النشاطات التي نقوم بها الى ترقية المرأة المحرومة والمساهمة في توفير المتطلبات الاجتماعية. * قلتم سابقا أنكم تقومون بتوفير المتطلبات الاجتماعية، كيف ذلك؟ - نعم، نقوم بالمساهمة الاجتماعية لمساندة ومساعدة العائلات المعوزة من خلال قيامنا بعملية جمع واسترجاع الملابس وجمعها للمحرومين، وهذه العملية لا تقتصر فقط على الملابس وإنما حتى على الكتب المدرسية والأثاث وغيرها من المستلزمات الضرورية في الحياة الاجتماعية. * فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - أول نشاط لجمعيتنا كان في 20 جوان من سنة 2013 بمشاركة جمعية جسر الأمل في تنظيم حفل زواج جماعي لحوالي 6 شباب من المنطقة وكانت هذه التجربة جد رائعة بالنسبة لنا، خاصة وأنها كانت أول تجربة لنا في الميدان وقد لقيت هذه المبادرة استحسانا كبيرا من طرف المواطنين مما سهّل علينا العملية رغم خصوصية المنطقة التي لاتزال تعرف بصرامتها وتشدّدها في المجتمع، ولكن، الحمد لله، لان في ذلك العديد من الامور الايجابية. وعلى غرار ذلك، كانت لدينا تجربة اخرى تندرج دائما في إطار العمل الخيري والتطوعي، حيث قمنا بعملية جمع الكتب المدرسية وإعادة توزيعها على التلاميذ المحتاجين، حيث قمنا بتوزيع حوالي 800 كتاب والعملية متواصلة، كما قمنا أيضا بتوزيع الحقائب المدرسية، رغم أن الاعانات في هذه المبادرة كانت منعدمة، الا اننا استمرينا في المشروع وقمنا بوضع بعض السلال أمام المحلات والمكتبات، لتبرع المواطنين وقمنا من خلال هذه العملية بجمع 75 حقيبة مدرسية كاملة وقمنا بتوزيعها على تلاميذ الابتدائي والمتوسط وحتى الثانوي. اما بمناسبة عيد المرأة، فقد قمنا بتنظيم حفل خاص للمرأة للاحتفال بهذه المناسبة بالتنسيق مع جمعية النجاح ، حيث قمنا بعرض الحرف التقليدية وذلك تحت شعار نواعم الإبداع وقد دام ذلك طيلة يومين كاملين أما ثالث يوم، فقد قمنا بتنظيم حفل موسيقي وتكريم بعض النساء الناجحات وذلك لتحفيز وتشجيع المرأة لتحسين وضعيتها الاجتماعية. * هل قمتم مسبقا بعملية الختان الجماعي للأطفال المعوزين؟ - في حقيقة الأمر، فإن هذه المبادرة هي من بين النشاطات المسطّرة ضمن برنامج الجمعية ولكن لحد الآن لم نقم بهذه العملية ولكن نأمل في ذلك هذه السنة، بحول الله. * ما تقييمكم لجملة النشاطات التي قمتم بها؟ - بالرغم من مرور فترة وجيزة على تأسيس الجمعية، فقد حقّقنا خطوة جبّارة في العمل الجمعوي بالخصوص في عملية الزواج الجماعي التي قمنا بها خاصة كما تم قوله مسبقا وأننا في مجتمع لايزال يتميز بالانغلاق. وفي إطار تقييمنا للعمل الجمعوي، فهو عمل نبيل إذا بقي في إطار العمل الخيري ولكن في حقيقة الامر نتأسف كثيرا لان هناك العديد من المواطنين لا يقدّرون معنى العمل الجمعوي خاصة بالنسبة للمرأة. * ما هو مصدر الإعانات المتحصل عليها؟ - الإعانات المتحصل عليها هي من أهل الخير وأعضاء الجمعية وكذا إعانات السلطات المحلية والتي تمت مؤخرا بتقديم اول إعانة لكنها جد قليلة ولا تضاهي مشاكل وحاجات العائلات المعوزة بالمنطقة. * على غرار نقص الإعانات، هل من مشاكل أخرى تعيق عمل الجمعية؟ - يبقى غياب المقر المشكلة الأكبر التي تواجهها الجمعية، فبالرغم من طلباتنا المتكررة، إلا أننا لم نتلق أي رد بخصوص هذا الأمر. * هل من مشاريع مستقبلية تطمحون إليها؟ - كما قلنا سابقا، فنحن نسعى الى الاستمرار في مشروع الزواج الجماعي، كما نسعى التى تحقيق مشروع الختان الجماعي للاطفال المعوزين ونأمل في تنظيم ايام تحسيسية حول مرض سرطان الثدي ومكافحة الآفات الاجتماعية وكذا البر بالوالدين، كما نطمح في استمرار مشروع جمع الكتب والحقائب المدرسية في كل سنة. * كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - أشكركم جزيل الشكر على هذه الإلتفاتة الإعلامية، التي أعطتنا الفرصة للتعريف أكثر بجمعيتنا وعليه، نتمنى أن تكون هناك ثقافة واسعة حول العمل الجمعوي، لضمان الاستمرارية في هذا العمل في إطار مؤطر ومنظّم، لأن ممثل العمل الجمعوي يجب أن يكون قدوة للآخرين وأن يكون على قدر المسؤولية