افتتح أمس، بوهران المسجد الكبير العلامة عبد الحميد بن باديس الذي انتظره الوهرانيون مدة أربعين سنة. وقد أشرف على حفل افتتاح هذا الصرح الديني الثقافي باسم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، بحضور وزير الأشغال العمومية عبد القادر قاضي ووزير العلاقات مع البرلمان خليل ماحي وقائد الناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي. كما حضر حفل التدشين ممثلو السلك الدبلوماسي لبعض الدول العربية في الجزائر ومشايخ الزوايا ومديري الجامعات وممثلي المجلس الإسلامي الأعلى وأسقف مدينة وهران والوزيرين السابقين بوعبد الله غلام الله وبوعلام باقي والعديد من الضيوف، وكذا السلطات المحلية والمدنية والعسكرية وحشد كبير من مواطني المدينة. وفي كلمته بهذه المناسبة، أبرز محمد عيسى أن مسجد بن باديس إلى جانب جامع الأمير عبد القادر بقسنطينة يمثلان رمزا للأصالة والتدين العميق واستعادة السيادة الوطنية ، وأشار إلى أن المسجد اعترضته صعوبات لاستكماله إلا أن رئيس الجمهورية قرر في سنة 2007 تسجيل ميزانية على عاتق الدولة لاستكماله بقيمة 5ر8 مليار دج . وقال الوزير أن هذا المسجد يتميز بمعمار إسلامي مغاربي أصيل وزخرفة بديعة مشيرا إلى أن تدشينه تزامن مع ذكرى يوم العلم وافتتاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 وذكرى مرور سنة على انتخاب رئيس الجمهورية لعهدة رابعة . وتميزت مراسيم تدشين هذا المركب الديني والثقافي الضخم بتلاوة جماعية للذكر الحكيم وقراءة البردة للإمام البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى تنظيم عروض للفروسية بمحيط المسجد. كما قدم أهالي المدينة أكلة الكسكسي للمواطنين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في حفل افتتاح هذا المعلم الحضاري البارز الذي شيد بعاصمة الغرب. وسيتم نقل شعائر أول صلاة جمعة بهذا المسجد عبر القنوات الفضائية لمؤسسة التلفزة الوطنية. وستحتضن قاعة المحاضرات لهذا المركب الثقافي الديني عصر اليوم افتتاح أشغال ملتقى دولي حول بن باديس في الثقافة العربية الإسلامية ، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 على أن تجرى أشغال اليوم الثاني والأخير من هذا اللقاء بقسنطينة. للإشارة، قد تم البدء بتنفيذ مشروع المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس في سنة 2000 بعد تأخر دام حوالي 30 سنة، حيث أسندت الأشغال لشركة جزائرية ثم واصلتها شركة صينية غير أن الأشغال توقفت بفعل نقص الاعتماد المالي المخصص للمشروع. واستؤنفت الأشغال فيما بعد بفضل غلاف مالي بقيمة 5 مليار دج خصَّصه للمشروع، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من ميزانية الدولة سنة 2008. وقد بلغت تكاليف هذا المشروع الذي استند استكماله لشركة تركية في سنة 2013 حوالي 5ر8 مليار دج حسب مديرية الشؤون الدينية والأوقاف. ويتميز مسجد عبد الحميد بن باديس الذي شيد بحى جمال الدين شرق وهران بمنارته المغطاة بالزجاج البالغ ارتفاعها 104 مترا والتي تتشكل من 21 طابقا تحتضن المكاتب والمصالح الإدارية. كما يضم هذا الصرح الديني المتميز بالطابع المعماري الأندلسي المغاربي قبة بعلو 64 مترا و8 أبواب اثنان منها مصنوعان من الخشب والبرونز. ويشمل المسجد الكبير عبد الحميد بن باديس الذي خصص له مساحة 4 هكتارات قاعة للصلاة للرجال وأخرى للنساء بالطابق العلوي وفضاءات أخرى للصلاة بطاقة إجمالية تقدر بنحو 25 ألف مصلي. ويتوفر هذا المركب الإسلامي على هياكل أخرى على غرار معهد عالي لتكوين الائمة ومركز للفنون الإسلامية وقاعة محاضرات تتسع ل 600 مقعد إلى جانب مركز تجاري وحظيرة تتسع لأزيد من 600 سيارة وغيرها.