غياب التهيئة وقلّة وسائل النقل يفرضان عزلة حقيقية أزمة عطش حادة تضرب العديد من الأحياء الأحواش مقصية من عملية رفع النفايات لا تزال بلدية بورقيقة بولاية تيبازة ذات الطابع الفلاحي تنتظر تحرّك عجلة التنمية بها على مستوى العديد من القطاعات، والتي من شأنها التخفيف من المعاناة التي يتخبط بها قاطنوها منذ سنوات طويلة خاصة فيما يتعلق بمشكل الأحواش التي تتطلب تسوية الملكية أو ترحيلها إلى سكنات لائقة، خاصة وأن سكناتها باتت لا تصلح للصمود، بالإضافة إلى مشكل التهيئة الحضرية والأسواق الفوضوية التي تعد من النقاط السوداء، وهو ما استسقته السياسي خلال زيارة ميدانية قادتها لبلدية بورقيقة. من النقاط التي أثارت انتباه السياسي في أولى خطواته ببورقيقة، الوضعية التي آلت إليها الأرصفة المليئة بالحفر والتصدعات الموجودة على طول الطريق مما يؤدي إلى صعوبة سير الراجلين، الأمر الذي اشتكى منه أغلب المواطنين بالإضافة إلى الواقع الكارثي للعديد من الطرقات الأخرى التي تفتقر للتهيئة والتزفيت خاصة تلك المؤدية إلى الطريق الريفي ومزرعة بلعالية وكابرا، الأمر الذي يساهم في إضفاء طابع العزلة عليها خاصة عن وسط المدينة بداعي صعوبة التنقل إليها. سكان هواري أحمد وبلعالية يعانون العطش لا يزال سكان حي هواري أحمد وبلعالية بالإضافة إلى مناطق أخرى تتواجد بمحاذاة البلدية يعانون النقص الفادح في المياه الشروب، وقد اشتكى قاطنوها من المسافات والأميال الطويلة التي يقطعونها لروي ظمئهم خاصة في هذا الفصل والشهر الفضيل أين تزداد الحاجة للماء، في حين تعمد عائلات أخرى لشراء خزانات المياه الشروب وكحل لتخفيف معاناتهم بأثمان تصل في بعض الأحيان إلى 70 دج للخزان الواح، والتي لا تدوم مدة طويلة. قنوات الصرف الصحي تنتظر استكمال أشغالها منذ سنوات تساءلنا أثناء جولتنا الميدانية عن سبب وجود عديد الحفر التي حدثنا سكان الحي وسط المدينة عن وجودها لسنوات وهي مخصصة للصرف الصحي، إذ تتواجد هذه الأخيرة على حافتي الطريق مما يتسبب في كثير من الأحيان في امتلائها بالقاذورات التي تبعث الروائح الكريهة للبيوت المحاذية، كما أنها سبب في إصابة السيارات بأعطاب جراء المرور من فوقها، وهو ذات الانشغال الذي نقله المتضررون إلى السلطات المحلية لإتّخاذ إجراءات ميدانية وكأقل تقدير إنهاء الأشغال على مستواها. أحياء تغرق في النفايات.. وعمال النظافة لا يزورون الأحواش لا تتصف أرصفة وطرقات البلدية بغياب التهيئة فحسب، بل شدّ انتباهنا أيضا العدد الكبير للقاذورات المترامية في الطرقات بأغلب الأحياء التي جابتها السياسي وهو ما ينعكس سلبا على واجهة المدينة، كما أشار سكان الأحياء إلى أن خدمة جمع النفايات التي تقوم بها السلطات المحلية غائبة عن العديد من المجمعات السكانية دون أي سبب يذكر، ما يساهم في انتشار الروائح الكريهة خاصة في موسم الحر بالإضافة إلى كثرة القوارض والحشرات التي تجد في الوضعية فرصة سانحة ليزداد تواجدها دون مفارقة المكان، إلا أن الوضع الذي آلت إليه الأحواش لا صلة لها بحياة التحضر حيث أكد سكانها أن عمال النظافة لا يزورون الأحواش بتاتا ما يزيد من تردي الوضع البيئي ويشكل خطرا حقيقيا على سلامة وصحة المواطنين. قارورات البوتان هاجس مؤرق تعرف أحياء بلدية بورقيقة تباينا كبيرا من حيث التزود بشبكة غاز المدينة حيث طال انتظار قاطني التجمعات السكانية الموزعة على الطريق الوطني لرقم 4، بالإضافة إلى قرية هواري أحمد والجهة الجنوبية، في حين تتوفر هذه المادة الحيوية ببعض الأحواش على خلاف أخرى، كما تحدث مواطنو المناطق المذكورة عن معاناتهم خلال فصل الشتاء البارد لإقْتناء قارورات غاز البوتان بأثمان مرتفعة وسط الأوحال التي تغمر المكان والغياب الحاد لوسائل النقل. كما أشار ذات المتحدثون إلى أن إنشغالهم تمّ نقله بصفة متواصلة وبعدة مناسبات إلى السلطات المحلية بغية النظر في وضعيهم وربطهم بشبكة الغاز، غير أن الوضع بقي على حاله إلى غاية يومنا هذا. قاطنو الأحواش يتخبّطون بسكنات هشة رغم توفر أحواش بلدية بورقيقة على بعض الخدمات والمرافق الضرورية -حسبما لاحظته السياسي خلال زيارتها للمكان- ومنها الإنارة العمومية وتهيئة الطرقات، إلا أن السكنات غير اللائقة التي يقطنون بها منذ سنوات تبقى النقطة السوداء التي تميّز الأحواش، كما أشار البعض الآخر إلى غياب غاز المدينة الذي تمّ ربطه بسكنات ولم يربط بالأخرى رغم أنها تتواجد بنفس المنطقة. ورغم كل الظروف التي يتخبطون بها، إلا أن التفاؤل يظل سمة لم تفارقهم، آملين الاستفادة من المشاريع السكنية الجديدة وفي أقرب الآجال. أسواق موازية تخلق ازدحاما مروريا حادا تعيش بلدية بورقيقة وتحديدا بوسط المدينة اختناقا مروريا حادا خاصة بهذه الأيام الرمضانية، ليعود السبب الرئيسي إلى تواجد إحدى الأسواق الموازية والتي تمثل القبلة الوحيدة للمواطنين لقضاء مختلف احتياجاتهم من الخضر أمام غياب سوق منتظم، فيما يلجآ الكثير من المواطنين للتنقل إلى غاية أسواق البلديات المجاورة على غرار حجوط وتيبازة لإقْتناء ما يحتاجون إليه بعيدا عن الفوضى التي يخلفها السوق غير الشرعي وسط أصوات متعالية. إقصاء مواطنين من قفة رمضان يثير التساؤل والاستفسار تذمرت العديد من العائلات ببلدية بورقيقة من عدم استكمال عملية توزيع قفة رمضان، فيما أبدت أخرى استياءها جراء إقصائها من عملية الاستفادة من هذه القفة التي تعتبر كإعانة لهم في هذا الشهر الفضيل، رغم أنها كل سنة تحصل عليها. وقد أشارت إحدى المواطنات إلى أنه لولا الدخل الضعيف لما وقفوا أمام مقر البلدية لساعات طويلة بغية الحصول على بعض المواد الاستهلاكية التي تحويها قفة الشهر، ليكتشفوا فيما بعد عدم أولويتهم في الحصول عليها دون أي سبب يذكر من طرف السلطات المحلية. الملاعب الجوارية في النسيان رغم توفر بورقيقة على ملعب بلدي وأخرى جوارية، إلا أن هذه الأخيرة تفتقر للدعم والتهيئة، وهو ما يحول دون الإقبال عليها. ذات الانشغال تحدثت عنه الجمعيات الرياضية ل السياسي بالإضافة إلى تجاهل السلطات المحلية للأنشطة الرياضية التي تقوم بها هذه الأخيرة دون أي تحفيز للمواهب الرياضية الشابة، وهو ما أثار استياءها حيث طالبت بإعادة النظر إليها للنهوض بها. مشاريع سكنية هامة قيد الإنجاز وأخرى قيد التوزيع سوق أسبوعية ب400 محل تجاري قريبا الغاز الطبيعي سيعمّم قبل نهاية السنة الجارية أكد زايدة علي رئيس بلدية بورقيقة خلال لقاء جمعه ب السياسي أن مشكل الأحواش لا يزال قائما، معتبرا الاستفادة من الدعم الريفي غير قانوني في ظل غياب عقد الملكية ما يجعل مصير السكان معلقا ومجهولا، كما أشار إلى أن البلدية تسعى للقضاء على أزمة السكن من خلال إنجاز العديد من المشاريع السكنية التي ستوزّع على طالبيها فور الانتهاء الكلي من أشغالها. - تعرف طرقات البلدية غيابا شبه كلي للتهيئة، كيف تعالجون الوضع؟ + فيما يتعلق بالأشغال العمومية والخاصة بالطرقات والأرصفة، فقد قمنا بتسطير عدد كبير من المشاريع بغية تهيئتها وإعادة تزفيت وتهيئة العديد من الطرقات على غرار الطريق الريفي الرابط بين محي الدين بالطريق الولائي 144 بمسافة 29 كلم تكلفته 8 ملايين دج، بالإضافة إلى انتهاء أشغال إعادة تزفيت وتأهيل مزرعة كارفة والتي قدرت تكلفتها ب20 مليون دج. ومن بين المشاريع الأخرى التي هي قيد الإنجاز، سنقوم بتزفيت وإعادة تأهيل الطريق الريفي ومزرعة بلعالية وكابرا والتي تصل تكلفته إلى 20 مليار سنتيم، في حين لا يزال طريق مزرعة أوراج وبلعالية طور الإنجاز بميزانية 30 مليار. وبغية ربط الطريق الريفي بمزرعتي جبوري 2 وقضاري بالطريق الولائي 104، خصصنا له تكلفة 90 مليون دج. - ما هي أهم المشاريع التي سطرتها البلدية؟ + سطرنا جملة من المشاريع المتعلقة بالتحسين الحضاري والتي تتمثل في الانتهاء من أشغال التعمير والبناء بنسبة 60 بالمائة لإعادة تهيئة وتأهيل المنطقة الشمالية للتجمع الرئيسي بما فيها الطرقات وتعبيدها وتزويدها بالإنارة العمومية، بالإضافة إلى قنوات الصرف الصحي والمياه الشروب بالمنطقة، كما أننا بصدد التحضير لمشروع آخر خصص لقرية الهواري أحمد وحي بلعالية جيلالي ومزرعة عياش ووسط المدينة فيما يتعلق بتهيئة الأرصفة قبل نهاية السنة الجارية. - يعيش سكان الأحياء أزمة عطش، هل من حل للحدّ منها؟ + فيما يتعلق بمشكل تزويد الأحياء بالماء الشروب والتي نخص بالذكر كل من 20 و30 مسكنا بحي الهواري أحمد ومزرعة بلعالية ومزرعة أوراج، والذي تعود أسباب نقص المياه إلى طابعها الجغرافي مما يحول دون وصول الماء إليها، إلا أننا بصدد تجسيد مشروع قطاعي من شأنه تحسين الخدمة والقضاء نهائيا على المشكل الوارد. - غاز المدينة لا يزال غائبا عن بعض الأحياء، ما قولكم؟ + قمنا بتغطية أغلب أحياء البلدية بغاز المدينة بالإضافة إلى الأحواش، إلا أنه لم يتبق سوى التجمعات السكنية بالطريق الوطني رقم 4 وقرية الهواري احمد الجهة الجنوبية، في حين سيتم تعميم الخدمة على كامل البلدية نهاية السنة والعملية جارية على قدم وساق. - أين وصلت أشغال المشاريع السكنية؟ + استفادت البلدية في الآونة الأخيرة من مشاريع سكنية ضخمة منها 200 مسكن تمّ توزيعها بصفة مؤقتة في 2013 في إطار السكن العمومي الايجاري الاجتماعي، بالإضافة إلى 728 مسكن ذات صيغة السكن العمومي الإيجاري وهي وسط المدينة انتهت منها 128 سكن ولا تزال الأخرى طور الإنجاز، في حين انتهت أشغال 900 مسكن وسط المدينة بذات الصيغة والتي خصصت لفئة قاطني السكنات الضيقة، ولم يتبق منها سوى التهيئة الخارجية. ومن بين المشاريع السكنية الأخرى 40 مسكنا بالساحل هواري احمد التي تنتظر الربط بالماء و150 سكن أخرى خصصت لكامل الفئات. أما عن المشاريع الأخرى فهناك 100 سكن قيد الإنجاز و236 سكن لاكناب لا تزال قيد الدراسة، والتي نسعى من خلالها التقليل من أزمة السكن والتخفيف من معاناة الفئات المتضررة. - ما مصير سكان الأحواش؟ + عجزنا عن إيجاد حل لسكان الأحواش وإمكانية تحويلهم أو تسوية وضعية سكناتهم، وذلك بموجب القرار الأخير المتعلق بالاستفادة من الدعم الريفي الذي لا يعتبر قانونيا في ظل غياب عقد الملكية وهو ما يفتقر له 90 بالمائة من سكان أحواش بلدية بورقيقة. - النفايات تشوّه وجه بورقيقة بشكل كبير، لماذا هذا الوضع المتدني الذي تعرفه البلدية؟ + نأسف عن التصرفات اللامسؤولة التي يقوم بها المواطنون والتجار الفوضويون الخاصة برمي القمامات على حافتي الطريق والأرصفة ووسط المدينة دون مراعاة الآثار الجانبية لها، وتدني الوضع البيئي بشكل كبير، ومع ذلك فالبلدية تسعى جاهدة لرفع كل أكوام القمامة بشكل يومي ما عدا على مستوى الأحواش رغم أنها تعرف نقصا في العتاد الخاص برفع النفايات والموجودة تتمثل في الجرارات. - هل من حلول للقضاء على السوق الفوضوية وتنظيمها؟ + قمنا بإنشاء سوق أسبوعية جديدة وسط المدينة تحوي 400 محل تجاري، كما تمّ إحصاء الباعة بالسوق الموازية ليتم نقلهم في القريب العاجل إلى حين الانتهاء من أشغال تزويد السوق الجديدة بالكهرباء، وهذا بغية القضاء على الأسواق الموازية التي طالما قامت مصالح البلدية بدوريات رفقة مصالح الأمن للقضاء عليها، غير أنها تعود مجددا إلى الواجهة. - قفة رمضان لم توزّع بالكامل، ما السبب؟ + بلغ عدد المستفيدين من قفة رمضان هذه السنة 1450 قفة، والتي خصصت لها ميزانية قدرت قيمتها ب330 مليوون دج، إذ تحوي هذه الأخيرة على مختلف السلع الاستهلاكية كما يبلغ سعر القفة الواحدة 500دج، وفيما يتعلق بعملية توزيع قفة الشهر تبعا للتقارير التي تصلنا من لجنة البلدية والمشكلة من نائب الرئيس والمكلف بالشؤون الاجتماعية بالإضافة إلى الجمعيات الخيرية المساهمة في العملية التضامنية والتي تكون شاهد عيان على عملية التوزيع، وهو ما يعكس مدى نزاهة العملية والتي لا يقصى منها أحد إلا لأسباب تعود إلى عدم مطابقته المواصفات. - اشتكى شباب وجمعيات بورقيقة الرياضية من غياب الدعم المالي ونقص الملاعب الجوارية، ما ردكم؟ + تخصص السلطات المحلية للقطاع الرياضي ميزانية تصل إلى 120 مليون دج بالإضافة إلى نسبة من الأرباح نهاية السنة وهو ما يعكس اهتمامنا وتقديمنا الدعم المالي للرياضة المحلية، كما أننا قيد دراسة إنجاز قاعة متخصصة حسب مديرية الشباب والرياضة بالإضافة إلى إعادة تهيئة الملعب البلدي. أما عن الملاعب الجوارية، فقد أنجزنا ملعبين جواريين وآخر قيد الإنجاز. - المرافق الترفيهية تعدّ الغائب الأكبر، إلى ما يرجع ذلك؟ + يعود السبب الرئيسي في افتقار بلديتنا للمرافق الترفيهية إلى غياب الوعاء العقاري، إذ لا يتواجد مكان خاص بإنشاء هذا النوع من المرافق ببورقيقة.