استنكر ممثلو أولياء التلاميذ تصريحات المفتش العام بوزارة التربية الوطنية فيما يتعلق باستعمال مختلف اللهجات المحلية في التعليم الابتدائي والتدرج في تعليم اللغة العربية، موضحين أن هذا الإجراء قد يكون أولى الخطوات لطمس اللغة العربية. وأوضح سمير القصوري، عضو المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ أن هذا الإجراء الجديد الذي صرح به المفتش العام لوزارة التربية الوطنية نجادي مسقم خلال ندوة صحفية والمتعلق باستعمال اللهجات المحلية في الطور الابتدائي والتدرج في اللغة العربية قد يكون أولى الخطوات لطمس اللغة العربية كما فعلها أتا ترك الذي أزال الهوية العربية من أساسها وأصبح شعبه يتحدث اللغة التركية واللغات الأجنبية، مشيرا إلى أن هذا الإجراء سيدفع بالتلاميذ في المستقبل للمطالبة بتدريس المواد العلمية حسب لغة الجامعة المعمولة بها أي الفرنسية وبذلك تصبح العربية محاصرة بدون أساس ولا قيمة. وأضاف القصوري، أنه كان الأجدر على الوزارة أن تدرج إجبارية التحضيري بمزج لغة الأم والعربية مع التغذية التربوية بأُسُس دينية كما هو مصرح أن قاعدة الدولة الجزائرية مبنية على ثلاثة أسس وهي الإسلام، العربية والهوية الأمازيغية، مشيرا إلى انه كان الأولى أن تفرض وزارة التربية إجبارية التحضيري الذي يكون عبر مرحلتين يتم خلالها استعمال اللهجة المحلية وتدريجيا اللغة العربية وتهيئة التلميذ للاحتكاك مع المجتمع والأستاذ والعالم الخارجي، مشددا على ضرورة أن يكون الطور التحضيري تربوي وليس تعليمي حتى لا يصطدم التلميذ في بداية مشواره الدراسي، ما يجعله عند انتقاله للسنة الأولى ابتدائي قد تعود على الاتصال، مضيفا أن المنظمة اقترحت على وزارة الشؤون الدينية فتح مدارس للتعليم التحضيري وتم اخذ الموافقة المبدئية كما تم نقل المقترح لوزارة التربية التي أكدت أن الفكرة في طور الدراسة، إلا أننا تفاجئنا يقول ذات المتحدث بتصريحات المفتش العام للوزارة الذي تحدث مباشرة عن التعليم الابتدائي الإلزامي للسنة الأولى وأكد أنه سيكون خلال السنوات الأولى التعليم باللغة الأم بمعنى اللهجات المحلية وهي الامازيغية والعربية الجزائرية والتي معظمها تتضمن كلمات فرنسية وكلمات تستعمل في الشارع، متسائلا عن الكيفية التي سيتم بها في هذه الحالة تنمية شخصية التلميذ وقدراته. وأضاف لقصوري، أن المدرسة الجزائرية تعاني من افتقار اللغة العربية في الابتدائي إلى غاية الثانوي، موضحا انه في المرحلة الابتدائية يتم تعليم التلميذ الحساب وتركيب الأعداد بالطريقة الفرنسية من اليسار إلى اليمين ويتعلمون الوحدات بالحروق الأجنبية، مشيرا إلى أن هذا الفعل يتم من خلاله تهيئ التلميذ وتلقينه أن اللغة العربية ليست علمية ما يدفعه في الثانوي للمطالبة بإدراج اللغات الأجنبية في المواد العلمية، مؤكدا أن هناك انسلاخ للغة العربية من أساسها. الهوية العربية لا تمس ولا تناقش من جهته، يرى خالد احمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ، أن الهوية العربية لا تمس ولا تناقش، مضيفا أن القرارات التي انبثقت عن الندوة الوطنية لإصلاح المدرسة تصب كلها في صالح التلميذ والمدرسة الجزائرية، مشيرا إلى وجود إجماع وطني على إعادة النظر في قضية غرس روح المواطنة وعدم المساس بالثوابت الوطنية. وأضاف خالد احمد، ل السياسي أن استعمال اللهجات المحلية في التعليم الابتدائي معمول به منذ سنوات وليس بالأمر الجديد لكن دون تقنينها، موضحا أن عدة ولايات تستعمل اللغة العامية لمنطقتها من اجل شرح للتلاميذ أي فكرة أو كلمة لم يقم بفهمها أو استيعابها، مشيرا إلى عدم وجود إشكال في تعليم التلاميذ باللهجات المحلية خلال السنة الأولى والثانية ابتدائي ما سيسمح للتلميذ بفهم واستعاب الدروس بشكل أسرع. استعمال العامية في كامل الطور الابتدائي غير وارد بدوره، يرى مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بالكناباست، أن المفتش العام لوزارة التربية لم يحسن التعبير عن الفكرة المتعلقة بالتدرج في اللغة العربية، موضحا أن المناهج الحالية في الأولى ابتدائي لا يتعلم فيها التلميذ وإنما يتم الاكتفاء خلال الفصل الأول بتطوير وتهيئة وإدماج التلميذ مع لغة التدريس وهي اللغة العربية وذلك عن طريق استعمال اللهجات المحلية، مشيرا إلى أن التعليم التحضيري من شانه حل هذا المشكل من خلال تهيئة التلميذ وتحضيره ودمجه حتى لا يصطدم خلال بداية مشواره الدراسي، لكن استعمال العامية في كامل الطور الابتدائي يضيف ذات المتحدث غير موجود وغير وارد، محملا المفتش العام بوزارة التربية مسؤولية تصريحاته.