يعتبر عيد الأضحى فرصة مواتية للعديد من الباعة الموسميين الذين راحوا يحتلون الشوارع الرئيسية عبر العديد من البلديات، عارضين مختلف المنتوجات والسلع للبيع وسط حركة تجارية نشيطة وإقبال كبير للزبائن والمواطنين الراغبين في اقتناء ما يحتاجونه عشية العيد. يعرف حي الحميز 5 بالعاصمة عودة التجارة الفوضوية بشكل رهيب، خاصة فيما يتعلق ببيع الخضر والفواكه ومستلزمات عيد الأضحى المبارك، التي تلقى إقبالا منقطع النظير من قبل الزبائن، حسبما لاحظته السياسي خلال تواجدها بالمنطقة. وأكد أحد المواطنين الذي كان بصدد اقتناء الخضر أنه وبالرغم من الفوضى التي تحدث بالمكان، إلا أنه يقبل على هؤلاء الباعة الذين -حسبه- يوفرون كل ما يحتاجون إليه بأسعار منخفضة مقارنة بجهات أخرى، فيما أشار أحد الباعة إلى أن نشاطهم هو مصدر رزقهم الوحيد لإعالة عائلاتهم، ومناسبة العيد ما هي إلا فرصة لبيع أكبر قدر ممكن من الخضر التي تعدّ مصدر إقبال طيلة اليوم، مضيفا أنهم بصدد انتظار تحرك السلطات المحلية لمنحهم طاولات جديدة تنتشلهم من البيع في الشارع وسط مداهمات المصالح المعنية المكلفة بالقضاء على التجارة الفوضوية. الوضع لا يختلف كثيرا عن ولاية المدية حيث تعرف المدينة انتشارا ملحوظا للباعة غير الشرعيين من أجل جمع أكبر قدر ممكن من المال في وقت قياسي. ويشكّل هذا العيد الديني الذي تبدأ تحضيراته قبل عدة أيام، مناسبة حقيقية بالنسبة لهذا العدد من الباعة الذين يكيّفون نشاطهم وفق متطلبات السوق ويعرفون جيدا المجالات التي تدرّ عليهم بأكبر الأرباح مستثمرين في ذلك أموالا طائلة. ويشهد وسط مدينة المدية ازدحاما بالباعة وأغلبهم من الشباب، عارضين مختلف أنواع المواد التي لها علاقة بأضحية عيد الكبير مثل الفحم وأطقم السكاكين وغيرها من مستلزمات الذبح، وما يجلب الانتباه هو الضخامة التي أخذتها هذه الظاهرة التي كانت منذ بضعة سنين حكرا على فئة قليلة من الباعة الموسميين القدامى، الذين أصبح عدد من الباعة الموسميين الجدد ينافسونهم في هذا النشاط التجاري. كما أن الحرف الصغيرة المرتبطة بالعيد وبالنظر إلى المبالغ المالية المعتبرة التي يصرفها المواطن عليها، أصبحت تثير المنافسة، حيث يريد كل بائع استغلال الفرصة بتخفيض الأسعار أحيانا بتنويع العرض لاسْتهداف أكبر شريحة من الزبائن.