مع بدء العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك الذي لم تعد تفصلنا عنه إلا أيام قلائل أبى بعض الشبان البطالين إلا صنع ولو جزء بسيط من أجوائه بعد أن توزعوا ببعض النقاط التي تم إلغاؤها عبر العاصمة، ورأوا انه لابد من ذلك لاسيما وانه يكثر الإقبال عليهم من طرف المواطنين تزامنا مع المواسم التي تلاشت مع إلغاء تلك الطاولات حسب رأي المدمنين عليها، ومع انعدام مصادر دخلهم اختاروا العودة إلى تلك التجارة الفوضوية ولو لأيام للاسترزاق من جهة وخلق جزء من أجواء العيد من جهة أخرى. لم يكن قرار إلغاء الطاولات الفوضوية بالأمر الهين على محترفي تلك التجارة ولا على الزبائن الذين ألفوا التردد عليهم بالنظر إلى معقولية الأسعار المنتشرة بتلك الطاولات ومع غيابها عاد الكل إلى التعامل مع أصحاب محلات الأسواق المنظمة الذي بينوا جشعهم واستغلوا عودة الزبائن إليهم بحيث رفعوا الأسعار إلى مستويات مرتفعة لا يقوى عليها الكثيرون، وبعد أن اقترنوا بهم كثيرا تزامنا مع المواسم أبى بعض الشبان إلا العودة إلى عرض منتجاتهم تزامنا مع العيد خلسة وبعيدا عن أعين أعوان الأمن خوفا من حجز سلعهم وتعرضهم إلى خسارة فادحة. وتنوعت تجارتهم بين عرض الألبسة ومستلزمات النحر.. والشيء الملاحظ أن حتى الزبائن ترددوا عليهم، وكأن هناك اتفاقاً بينهم وبين هؤلاء التجار الموسميين، وما دفعهم إلى ذلك هي الأسعار التي تفاجئوا بها عبر المحلات المنتظمة مباشرة بعد إلغاء التجارة الموازية لاسيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، ومس الارتفاع كل المستلزمات من ألبسة وأواني مستعملة بكثرة في ذات المناسبة. بحيث لوحظت العودة التدريجية لتلك الطاولات ببعض النقاط والتي غابت مطولا منذ قرار إلغائها على غرار ساحة الشهداء، وميسوني.. إذ انتهز هؤلاء الشبان مناسبة عيد الأضحى المبارك للعودة إلى تجارتهم الموسمية والشيء الأكيد أنهم استعادوا زبائنهم في لمح البصر بعد أن فروا من اللهيب المسجل على مستوى المحلات والذي مس كل الأغراض لاسيما الملابس والأواني وحتى المفروشات وأدوات النحر، بحيث استغل أصحاب تلك المحلات مناسبة العيد لرفع مداخيلهم بعض الشيء، ذلك ما جعل الزبائن يختارون العودة إلى الطاولات التي تتماشى أسعارُها وقدرتهم الشرائية ويتمكنون من اقتناء عدة أغراض بمبالغ زهيدة على خلاف ما هو مسجل بالمحلات المنتظمة الذي يجعل أصحابُها كل أعباء تجارتهم من كهرباء وضرائب على كاهل الزبون عن طريق رفع الأسعار. وفي جولة لنا عبر بعض النقاط قابلتنا عودة تلك الطاولات التي غابت لفترة وانتهز أصحابها مناسبة عيد الأضحى المبارك التي يكثر فيها تنقل الزبائن عبر الأسواق من اجل التزود بمستلزمات العيد وما يحتاجه من ألبسة للأطفال، وكذا مستلزمات النحر التي عرضت بتلك الطاولات بأثمان معقولة فلاحظنا بعض النسوة وهن يترددن على تلك الطاولات وانتهازهن تلك الفرص الثمينة. لكن ما سجلناه هو الارتباك المسجل لدى هؤلاء التجار خاصة وأنهم يعلمون أنهم تحدوا قرارا الإلغاء ومن شأن ذلك أن يعرض سلعهم إلى الحجز. وقفنا على إحدى السيدات وهي تقترب من احدهم الذي كان يعرض قمصانا شتوية للبنات بربع ثمنها المتداول على مستوى المحلات فقالت أنها افتقدت كثيرا تلك الطاولات التي كانت تعرض كل شيء بأقل ثمن، واصطدمت بما هو متداول بالمحلات خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك حيث ينتهز هؤلاء التجار الفرصة لتضخيم مداخيلهم برفع الأسعار إلى أقصى حد وإعلان جشعهم، وقالت أنها تجاوبت مع هؤلاء الشبان الذين عرضوا بعض السلع على الرغم من حالة الارتباك التي هم عليها خوفا من حجز سلعهم تلك الحالة التي انتابت حتى الزبائن.