انطلقت مساء أول أمس، بتمنراست فعاليات المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية في طبعته الثامنة في أجواء فنية بهيجة. وجرت مراسم الإفتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الغنائية بالمسرح البلدي بعاصمة الأهقار على إيقاعات ومعزوفات تقليدية من الموروث التارقي من إمزاد وتيندي وزرنة (تزمارت) إضافة إلى تقديم قراءات شعرية. وبالمناسبة، أكد والي ولاية تمنراست سيلمي بلقاسم لدى إعطائه إشارة افتتاح هذا الحدث الثقافي، أن هذه المبادرة الثقافية التي رسمها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تهدف إلى ترسيخ الهوية الأمازيغية التي هي جزء من الهوية الوطنية، ومساهمة في المحافظة على هذا الرصيد التراثي الوطني. كما تعد فرصة حقيقية لتشجيع الفنانين الذين لا زالوا يحافظون على هذا النوع من الفن الأصيل. وقد تم بنفس المناسبة، تكريم نخبة من الفنانين الذين خدموا الموسيقى والأغنية الأمازيغية من ضمنهم السيد معجوج جمعي في الطابع الشاوي، ومجاهد حميد في الطابع القبائلي، وزايدي أحمد عن الطابع الميزابي. وجرى أيضا تكريم روح الفقيد الفنان منداوي بركة من منطقة الأهقار، والذي كان عازفا على آلة تازمارت (زرنة). ويأتي تكريم هؤلاء الفنانين عرفانا لما قدموه من جهود وإبداعات موسيقية من أجل ترقية وازدهار الأغنية الأمازيغية، كما أوضح المنظمون. وتتميّز فعاليات هذه الطبعة من المهرجان الوطني للموسيقى والأغنية الأمازيغية الذي تنظمه مديرية الثقافة لولاية تمنراست، بكثافة المشاركين تتمثل في فرق موسيقية من مختلف أنحاء الوطن وبمختلف طبوع الأغنية الأمازيغية من تارقية وقبائلية وشاوية وميزابية وشنوية. وستطرب هذه الفرق الموسيقية الجمهور طوال ليالي هذا الحدث الفني (19-24 ديسمبر) بساحة أول نوفمبر بعاصمة الأهقار التي نصبت بها منصة ضخمة تتوفر على كافة التجهيزات التقنية، والتي ستكون قبلة للجمهور من عشاق الأغنية الأمازيغية من داخل الولاية وخارجها. ويتضمن برنامج هذا الموعد الفني السنوي المتزامن مع العطلة المدرسية الشتوية، تنظيم منافسات بين مختلف الفرق الفنية الناشئة المشاركة والتي كانت قد شاركت من قبل في مهرجانات محلية في مختلف الطبوع قبل اختيارها للمشاركة في هذا المهرجان الوطني، الذي سيتم خلاله اختيار أحسن أداء والفرق الفنية الأولى في الفن الأمازيغي. ويتوخى من تنظيم هذا النوع من المبادرات الفنية، حماية التراث الغنائي الوطني واكتشاف المواهب الشابة وتبادل الخبرات بما يساهم في ترقية الأغنية الأمازيغية، وفقا لما صرح به مدير الثقافة كريم أعريب. وما يميّز هذه الطبعة الثامنة من هذا الحدث الفني الوطني، تمكين سكان عدد من المناطق النائية بولاية تمنراست من الإستمتاع من البرنامج، ومن بينها منطقة عين قزام الحدودية، إضافة إلى تنظيم الصالون الوطني الأول للفنون التشكيلية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة بمشاركة أكثر من 30 فنانا تشكيليا من مختلف ولايات الوطن.