تقلّصت رقعة غراسة البطاطس بمحيط السقي الفلاحي لبلدية الزوابي بولاية سوق أهراس من 1000 هكتار السنوات الأخيرة إلى 175 هكتار حاليا، نظرا لعزوف الفلاحين عن إنتاجها وتفضيل غرس مواد أخرى مربحة وغير مكلفة ماليا وتقنيا، حسبما أفاد به رئيس مصلحة الإنتاج و الدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية. وأوضح رئيس ذات المصلحة محمد حمزة كمال، بأن هذا التقليص في المساحة المقدر ب825 هكتارا نجم عن توجّه فلاحي المنطقة إلى غراسة البطيخ، وذلك بالنظر إلى عدم استقرار سوق البطاطس والتكلفة المالية لغراستها حيث يفضل فلاحو الزوابي الاتجاه نحو هذه الزارعة التي تعتبر -حسبهم- غير مكلّفة لا ماليا ولا تقنيا ويبقى سوقها مربحا. ودعا ذات المسؤول، الوزارة الوصية والفلاحين إلى إيجاد حوافز وتشجيعات لإنخراط الفلاحين في غراسة هذه المادة الغذائية الأساسية، لا سيما وأن محيطات السقي الفلاحي كلفت خزينة الدولة أموالا كبيرة لضمان سقي المنتجات الاستراتيجية من بطاطس وأعلاف خضراء. وعلى الرغم من أن مسؤولي مديرية المصالح الفلاحية قاموا خلال الموسم الفلاحي الأخير بتشجيع الفلاحين لتكثيف إنتاج الطماطم الصناعية بالنظر إلى دخول مصنع لتصبير الطماطم قريبا مرحلة الإنتاج بمنطقة النشاطات لبلدية بئر بوحوش، إلا أن إنتاج البطاطس بالولاية يبقى من أولويات مسؤولي القطاع محليا، كما تمت الإشارة إليه. وقد تمّ خلال مختلف الدورات التكوينية والتحسيسية التي بادرت إلى تنظيمها مديرية المصالح الفلاحية، دعوة الفلاحين إلى ضرورة انخراطهم وعودتهم إلى غراسة البطاطس التي تعتبر من تقاليد فلاحي المنطقة. ولضمان إقلاع هذه الزراعة الإستراتيجية، دعا رئيس مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية بالولاية، مسؤولي بنك الفلاحة والتنمية الريفية إلى ضرورة إدماج إنتاج البطاطس ضمن قرض الرفيق لأن هذا المنتوج يستدعي ضخ أموالا كبيرة لا سيما بالنسبة لاقتناء بذور البطاطس والأسمدة ومكافحة الأعشاب الضارة. من جهته، دعا الأمين العام لغرفة الفلاحة لسوق أهراس يوسف عرعار مسؤولي الديوان الوطني للسقي وتصريف المياه، إلى ضرورة القضاء على ظاهرة غراسة البطيخ التي انتشرت بصفة واسعة بعديد بلديات الولاية على الرغم من أنها تساهم في تشغيل عديد الشباب، إلا أن توجّه الدولة حاليا ينصب أساسا حول الغراسات الأساسية والإستراتيجية والخضروات والطماطم الصناعية. وعلى الرغم من أن تربية الأبقار الحلوب تستحوذ على نشاط عدد كبير من فلاحي الولاية وما تحتاجه من أعلاف خضراء، إلا أن محيط السقي الفلاحي (سدراتة وبئر بوحوش والزوابي) تبقى تستحوذ عليه غراسة البطيخ. للإشارة، فإن مساحة غراسة البطاطس بالولاية التي وصلت الموسم الماضي إلى 350هكتار أنتجت 98 ألف قنطار من البطاطس، وهو ما يعتبر جد ضعيف مقارنة بقدرات هذه الولاية المتمثلة في جودة أراضيها ووفرة المياه بها.