هذا هو الفرق بين هشاشة العظام والتهاب المفاصل خطر التهاب المفاصل يهدّد حتى الأطفال أكد الدكتور ميلاط الأخصائي في طب وجراحة العظام والمفاصل في حوار ل السياسي أن التهاب المفاصل هو من بين الأمراض المزمنة التي قد تصيب حتى فئة الأطفال، وذلك ناتج الإصابات المتكررة بالتهاب الحنجرة، كما أشار إلى الفرق المتواجد بين كل من التهاب المفاصل وهشاشة العظام و لاتروز ، مؤكدا بذلك على ضرورة المتابعة الطبية لتفادي التعقيدات التي قد تنجر عن كل منها باعتبارها كفيلة بتدمير العظم والمفصل، وبالتالي يجد المريض المصاب به نفسه أمام مشكلة عويصة تتطلب في بعض الحالات إجراء عمليات جراحية... كل هذه النقاط وأخرى يفصّل فيها الدكتور ميلاط خلال هذا الحوار. - يعتقد الكثير بأن الْتهاب المفاصل يصيب البالغين فقط، فما تعليقكم؟ + التهاب المفاصل هو مرض مزمن قد يصيب غالبية الأشخاص ومنهم البالغين، ولكن توجد حالات يمكن أن تصيب الأطفال الصغار، فالالتهاب المِفصليُّ الروماتويديّ اليَفعي أو الشبابي هو أحدُ أنواع التهابات المَفاصل التي تحدثُ عند الأطفال بعمر 16 سنة أو أقلّ. وهو يتسبّبُ بتورّم مَفصلي وألم وتيبّس ونقص الحركة. وقد يُصيب أيَّ مفصل، ويمكنُ له في بعض الحالات أن يُصيبَ الأعضاءَ الداخليّة أيضاً. قد تكونُ إحدى العلامات المبكرة للالتهاب المِفصليّ الروماتويديّ اليَفعي هي العَرَج في الصّباح. وقد تظهر الأعراض وتختفي. لا يحدثُ عندَ بعض الأطفال إلا نوبة أو نوبتين، بينما يكون لدى أطفال آخرين أعراضٌ لا تزول. ويتسبّبُ الالتهاب المِفصليّ الروماتويديّ اليَفعي بمشاكل في النموّ عندَ بعض الأطفال. - ما هي الأسباب التي ترجع إلى ذلك، مع أن الأطفال الصغار لم يكتمل نمو مفاصلهم ليصيبهم الالتهاب؟ + التهاب المفاصل الريثوي الشبابي ناتج عن المناعة وبالنسبة للأطفال الصغار يصيبهم عن طريق التهاب الحنجرة مع المرض المتكرر للغدد وعدم معالجته بالمضادات الحيوية حيث أن المناعة تحارب الحنجرة وحدها دون مساعدة المضادات الحيوية، وعند محاربة المناعة للغدد اللذان لهما نفس البنية الخلوية وتصبح تهاجم المفاصل وتشكل مرض بالركبة كانتفاخها حيث قد تصيب الأطفال في سن ال13 وحتى بعد سن البلوغ أي في السن ال16 سنة. - هل تبدأ أعراضه تدريجيا أم دفعة واحدة؟ + نعم تبدأ بالمفصل وتتطوّر بعد سن البلوغ لدى الأطفال. - ما هي الطرق للوقاية من التهاب المفاصل الريثوي لدى الأطفال؟ + هناك أنواع كثيرة ويتوجب معالجة الغدد لتفادي الإصابة. - هل توجد فترة محددة لتفاقم المرض إذا لم يتم معالجته؟ وما هي أعراضه؟ + ليس له علاقة بفصول السنة ويمكن أن يتفاقم مع اشتداد البرد وخاصة للذين تصيبهم التهابات الحنجرة أكثر من أربع مرات بالسنة وهنا تزيد الخطورة ويجب الانتباه للطفل ومعالجته ويتوجب في بعض الحالات إعطاء الطفل مضادات، وذلك للوقاية وليس للعلاج حتى وإن لم يكن الطفل مريضا من أجل وقايته من الإصابة. - وهل للأغذية علاقة بالمرض؟ + ليست لديها علاقة بغضّ النظر عن الكالسيوم والذي يحتاجه كبار السن وحتى صغار السن. - برأيكم، ما هي أسباب انتشار هذا المرض؟ وهل له علاقة بالوراثة؟ + الوراثة ليست في كل الحالات وهناك حالات متعلقة بالوراثة حيث يمكن التنقل من الأم لطفلها أو من الأب لابنه وهذه نجدها بالحالات العائلية. - هل توجد أنواع معيّنة منتشرة بين الأطفال؟ + هناك أنواع كثيرة منتشرة ومعروفة عند الشباب وهو روماتيزم (ر)، ولايرترونيك جوفينيك وهذه الأنواع منتشرة بحدة للأطفال ما دون 16 سنة، وعند الإناث هناك نوع تعدد التهاب المفاصل الرثياني، وبالنسبة للذكور يوجد نوع (أسبيا) وهي أكثر انتشارا. - توجد نساء أكثر من 45 سنة لديهم التهاب المفاصل، هل لها علاقة بانقطاع الدورة الشهرية؟ + الإصابة تكون قبل سن 50 أي قبل انقطاع الدورة الشهرية، وإذا كانت المرأة لم تنقطع عنها الدورة الشهرية فلديها خطر الإصابة بالتهاب المفاصل، وهناك من لا يفرّق بين التهاب المفاصل والذي هو مرض يسري في الدم وبين (لارتروز) والاثنين يؤثران على المفاصل ويمكنهما تدمير المفصل، غير أن منشأهما مختلف تماما. - هناك خلط كبير بين مفهوم الْتهاب المفاصل وهشاشة العظام، فهل هشاشة العظام سببه التهاب المفاصل؟ + التهاب المفاصل هو مرض يسري بالدم وأصله المناعة حيث أن المواد التي تفرزها المناعة تحارب وتحطم المفاصل، و(لارتروز) أو ما يسمى ب(تآكل الغضروف) فتنتج عن التعب والعمل الشاق وهي مشكل ميكانيكي، وهشاشة العظام هي مشكل آخر تماما ناتج عن الهرمونات حيث عندما تنقطع العادة الشهرية عن المرأة تنقص الهرمونات، إذ أن هذه الهرمونات تحبس الكالسيوم داخل العظم ويصبح العظم يفرز الكالسيوم وخاصة إذا كان فيتامين (د) ناقص بحدة وتصبح تواجه مشكلة هشاشة العظام. - أين يكمن التأثير والانعكاس على كلا المرضين؟ + يكون التأثير على مستوى المفصل وانثناءات العظم، حيث أن هشاشة العظام تكون في العظم أما الْتهاب المفصل فهو مرض آخر، وهشاشة العظام لا تؤدي بالضرورة إلى الْتهاب المفصل، حيث أن هشاشة العظام تكون طوليا أي على طول العظم حيث ينقص منه عنصري الكالسيوم وفيتامين (دي) ما يجعله عرضة للكسر بسهولة والرضوض، أما الْتهاب المفصل فهو لا يصيب العظم بحد ذاته بل يصيب الإنتناءات المفصلية فقط على عكس هشاشة العظام التي تكون في العظم ولا تصيب المفصل بتاتا. - وماذا عن سرطان العظام؟ + من الممكن أن تكون مشكلات العظام ناتجة عن السرطان. يبدأ السرطان في الخلايا التي تعدُّ أحجار البناء الأساسية للجسم. في الحالة العادية، يقوم الجسم بصنع خلايا جديدة بقدر حاجته إليها وبحيث تحلّ محل الخلايا القديمة التي تموت. لكن هذه العملية تسير على نحو خاطئ أحياناً فتتشكل الأورام. إذا كان الورمُ سرطانياً، فإن خلايا من هذا الورم يمكن أن تقوم بغزو النسج الأخرى في الجسم. ومن الممكن أن تنتقل الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم عن طريق الأوعية الدموية أو عن طريق القنوات اللمفية. تُعطى السرطاناتُ التي تصيب الجسم أسماء مختلفة. وتعتمد التسمية على مكان بدء السرطان. إن السرطان الذي يبدأ في العظام يدعى دائماً بسرطان العظام حتى إذا انتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم. كما أن سرطان العظام نوع نادر من أنواع السرطان، وإن الأشخاص الذين تلقوا في السابق جرعات عالية من المعالجة الإشعاعية أو المعالجة ببعض أنواع الأدوية المضادة للسرطان يمكن أن يكونوا عرضة لخطر أكبر من حيث الإصابة بسرطان العظام. وتصح هذه الحالة لدى الأطفال خاصة، حيث أن هناك عددٌ قليل من حالات سرطان العظام تكون ناتجة عن الوراثة. - حسب رأيكم، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث سرطان العظام؟ + إن العيوب الوراثية التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان العظم هي الورم الأرومي الشبكي الوراثي، متلازمة (لي فراوميني)، كما يعدُّ السنُ أحد عوامل الخطورة فيما يتعلق ببعض أنواع سرطان العظام خاصة بعد تجاوز الأربعين عاماً، حيث يزداد خطر الإصابة بسرطان العظام كلما تقدم المرء في السن. كما يعتبر الأطفال أيضاً معرضين لخطر الإصابة بسرطان العظام، وهذا لأن معظم أنواع سرطان العظام يمكن أن تكون على ارتباط بالنمو السريع للعظام. يمكن أن تشتمل معالجة سرطان العظام على الجراحة، أو المعالجة الشعاعية أو المعالجة الكيميائية. وغالباً ما يجري استخدام مزيج من هذه المعالجات. هناك سرطانات كثيرة تصيب الجسم ويمكن أن تنتقل إلى العظام، وهي تسبب ألم العظام وانكسارها أيضاً. - يوجد الكثير من المصابين بالتهاب الركبة ويجرون عملية تركيب ركبة اصطناعية إلا أن العملية لا تنجح، ما سبب ذلك؟ + بالنسبة إلى إعادة تركيب المفصل أو الركبة هناك أمور تتعلق بالمريض وأمور تتعلق بالتركيب بحد ذاته، حيث يتوجب على المريض إعادة التأهيل الحركي قبل العملية وبعد إجراء العملية وهناك العديد من المرضى بمجرد إجرائهم للعملية يتوقفون عن العلاج حيث يكتفون بحصص تأهيل معدودة فيما تتطلب الفترة لإعادة التأهيل ثلاثة أشهر، وهناك نقص في الخبرة أيضا، ونسبة نجاح زراعة الركبة هي نسبة كبيرة لكن عمليات معقدة وهي غير سهلة والكثير الذين يزرعون الركبة تتجاوز أعمارهم 70 سنة حيث يعانون من مشاكل أخرى على غرار ارتفاع ضغط الدم والسكري والقلب وأمور أخرى التي لا تسمح لهم، وهناك عامل آخر وهو الوزن حيث يتعبون سريعا ولا تناسبهم الركبة لاصطناعية. - حسب رأيكم، ما هي المضاعفات المحتملة لجراحة الركبة الصناعية؟ + هذه الجراحة آمنة للغاية واحتمال حدوث مضاعفات عادة لا تتعدى 5% من الحالات. ومن المضاعفات المحتملة لحدوث إلتهاب بموضع الجراحة ولذا يكون هناك اهتمام فائق بالتعقيم في هذه الجراحات ويتم استخدام المضادات الحيوية بصورة وقائية. وينصح المريض بإخطار الطبيب فورا إذا حدث تورم أو احمرار بموضع الجرح أو ارتفاع في درجة الحرارة. ومن المضاعفات الأخرى، تكون جلطات في أوردة الساق ولذا عادة ما يتم إعطاء المريض دواء لمدة ثلاثة أسابيع يساعد على الحفاظ على سيولة الدم وينصح المريض بعد الجراحة بعمل تمارين تساعد على تجنب الجلطات. وينصح المريض بإخطار الطبيب فور حدوث تورم بالساق. - متى يقوم المريض بالمشي بعد الجراحة؟ + يبقى المريض بالسرير في اليوم الأول بعد الجراحة ليقوم بتمارين لعضلات الفخذ ثم يمشي على قدميه في اليوم التالي مباشرة بمساعدة مشاية وبعد أسبوع يتم الإستغناء عن المشاية ويمشي المريض بإستخدام عكاز واحد لمدة أسبوع آخر. وعادة ما يبقى المريض بالمستشفى لمدة خمسة أيام تقريبا بعد الجراحة. - أخيرا، بماذا تنصحون المواطنين لتجنب هذا المرض؟ + الوقاية خير من العلاج اما بالنسبة للأطفال الذين أصيبوا بالتهاب الحنجرة يجب على الأولياء معالجتهم سريعا وخاصة للذين يصابون أكثر من أربع مرات في السنة يجب لهم علاج وقائي على مدار السنة وتوجد لقاحات يحقن بها المريض كل 21 يوما، و هنا انصح بالمعاينة الدورية على مدار السنة صيفا وشتاء ولا يجب المعالجة خلال المرض فقط.