إلتهاب المفاصل أو ”الروماتيزم” مرض شائع يصيب العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار، وعادة ما يعكر صفو حياة الإنسان بسبب الآلام. لكن الأكثر إيلاما أن يوم المريض يتحوّل إلى سلسلة من التحديات التي تواجهه عند محاولة القيام بمهام بسيطة، لكن بزيادة معلوماتهم حول المرض يستطيع المريض السيطرة على المرض هناك 200 نوع من التهابات المفاصل، لكن الأكثر شيوعا هو الالتهاب العظمي المفصلي وهو إصابة الغضروف المحيط بالمفصل بالتلف ويصبح خشنا وملتهبا ويتسبب في إنهاك المفاصل والغضاريف، والنساء هن الأكثر عرضة للالتهاب من الرجال ويظهر في مرحلة متوسط العمر 40 - 60 سنة والناجم عن عوامل منها زيادة الوزن واتباع نمط حياة يفتقر إلى الحركة والنشاط يؤديان إلى زيادة احتمالات الإصابة. وهناك التهاب المفاصل الرثيانيARTHRITE RHUMATOIDE وهو مرض يصيب الجهاز المناعي وتقوم فيه دفاعات الجسم الطبيعية بمهاجمة المفاصل والمفاصل الأكثر تأثيرا بالالتهاب العظمي المفصلي هي عادة الورك والقدم والركبة والعمود الفقري واليدان ويشعر المصاب بتهيج وألم وتورم في المفاصل المصابة. ولعل أبرز التحديات التي يواجهها مرضى الروماتيزم هو عدم وجود علاج محدد للشفاء من المرض، فأقصى ما يمكن أن يعطى هو تعلم كيفية السيطرة على حالتهم ومعالجة الألم، وعلى الأرجح أن طبيبك سينصحك باستخدام الأدوية المضادة للالتهاب واتباع النصائح والإرشادات حول كيفية تخفيف الألم. هناك أدوية تساهم في التخفيف من الآلام وذلك باستخدام دواء مضاد للالتهاب خال من الستيرويد Anti inflamatoire non steroide لتخفيف حدة الألم ”مرهم” حيث يدهن على المنطقة المصابة فيتغلغل إلى المفصل لتخفيف التورم في الموقع المصاب، ولتخفيف الألم يستعان بالأدوية العادية مثل الأسبرين والبرايستامول والإيبوبروفين. وقد يصف لك الطبيب كذلك أدوية الكورتكوييد Corticoide التي تؤخذ عن طريق الفم لتخفيف الألم والتورم، ولكن هذه الأدوية إذا أخذت لفترة طويلة قد يكون لها مضاعفات جانبية وهي زيادة في الوزن وترقق العظام. وهناك أدوية مثبطة للمناعة Immunosupresseur في بعض الحالات مثل التهاب المفاصل الرثياني الشديدة لكونها تثبط النشاط الطبيعي لجهاز مناعة الجسم. وينصح الأطباء الأشخاص المصابين والذين يعانون من السمنة بإنقاص الوزن الزائد وذلك لتخفيف الضغط على المفاصل وممارسة الرياضة مفيدة جدا لتحسين الحركة ولتخفيف الألم وحماية المفاصل والمساهمة في تقوية العضلات، لأن الرياضة لها فوائد جمة لذا ينصح الطبيب بزيارة مختص بالعلاج الطبيعي (Kinésétherapie). وعلى المرضى أن يوازنوا بين النشاطات والراحة، فالراحة مهمة خاصة عندما تكون المفاصل متهيجة أو عندما تتفاقم الحالة بشكل ملحوظ، لكن الراحة المفرطة قد تؤدي إلى تيبس المفاصل Regidite articulaire، لذا ابدأ بممارسة الرياضة بالتدرج في البداية وزد من نشاطك قليلا يوميا عوضا عن القيام بجهد كبير من وقت إلى آخر. وعلى الناس الذين يجلسون طوال اليوم في المكتب يجب أن يتأكدوا أن كراسيهم ومكاتبهم مريحة لهم، وأن يستخدموا مساند الأذرع عند العمل على الكمبيوتر وأن يأخذوا استراحة قصيرة يتجولون فيها داخل المكتب لإزالة التوتر في المكتب. والملاحظ أن الأطعمة تلعب دورا في مساعدة مرضى الروماتيزم على السيطرة على حالتهم، فمن المؤكد أن السكر المكرر المتواجد في الحلوى والبسكويت يزيد الحالة سوءا، لذا تجنب تناوله في الغذاء بقدر الإمكان وزياد الأحماض الدهنية الأساسية التي توجد عادة في الأسماك قد تساعد على تخفيف الالتهاب وتحسين الليونة حول المفاصل. كما ينصح أيضا بارتداء الأحذية ذات النعل الطري قد يساعد على تخفيف ضغط الحركة على المفاصل، كما أن بعض مرضى الروماتيزم يجدون الراحة وتخف حدة أعراضهم عند أخذ حمام ساخن لتحسين تدفق الدم إلى المنطقة الملتهبة واسترخاء العضلات. ولأن مرضى الروماتيزم يشعرون بالآلام والإحباط لعدم قدرتهم على القيام بمهام بسيطة في بعض الأوقات، فإن هذا المرض يصيب صاحبه بالاكتئاب. وللخروج من هذه الحالة ينصح بالتحدث إلى أشخاص آخرين مصابين بهذه الحالة وتبادل النصائح والإرشادات معهم من خلال مجموعات دعم المرضى ومناقشة المشكلة مع الطبيب أو فرد من العائلة فضلا عن اتخاذ تدابير إيجابية للسيطرة على الألم والاكتئاب.