تعرف أمراض الروماتيزم انتشارا ملحوظا في الجزائر في السنوات الأخيرة تبعا لتأكيدات بعض الأطباء المختصين خلال يوم تكويني طبي نظمته الرابطة الجزائرية ضد الرثية في المؤسسة الاستشفائية المتخصصة بن عكنون مؤخرا، وفي المقابل يسجل النقص في تكوين الأطباء في هذا المجال والذي يعد ضرورة ملحة للتكفل طبيا بهذا النوع من الأمراض التي تعد جد مكلفة، والتي يستهدف البعض منها المرأة بصفة خاصة لأسباب هرمونية. ومن الأمراض الروماتيزمية التي تم تسليط الضوء عليها خلال هذا اللقاء الطبي آلام الظهر التي تتعرض عدة شرائح بسببها - حسب توضيحات البروفيسور أبطرون - إلى الشعور بآلام في مرحلة ما من حياتهم، وهي تعكس مشكلا صحيا مرتبطا بالعمود الفقري، حيث أن توازن جسم الإنسان يعتمد على فقرات العمود الفقري، ولكن الجهد الأكبر يقع على منطقة أسفل الظهر. وبالتالي فإن حركة الجسم غير المتوازنة، المفاجئة، أو الحركة الخاطئة قد تعرض الظهر لعدة عوامل سلبية، مثل شد العضلات والضغط على المفاصل وبالتالي تؤدي إلى آلام ظهر مبرحة.ومن أسباب آلام الظهر الأخرى: حمل الأثقال، إعوجاج العمود الفقري، السمنة المفرطة، الوقوف أو الجلوس بطريقة خاطئة وكذا ضغوطات الحياة وما ينتج عنها من الشعور بالتعب الذي يمكن أن يضر بالجهاز العصبي ويسبب تشنجات في عضلات أسفل الظهر، ففي الكثير من الأحيان ترتبط آلام الظهر القوية بالحالة النفسية للمريض. وعموما ينبغي التصوير بالأشعة لمعرفة الخلل لأن آلام الظهر قد تعكس أمراضا مختلفة. بحسب البروفيسور أبطرون التي ذكرت في سياق متصل أن الوقاية من آلام الظهر تتطلب معرفة الطرق الصحيحة لحمل الأشياء وكيفية النهوض من السرير. وعن مرض هشاشة العظام ذكرت البروفيسور دحو أن خطورته تكمن في كونه يسبب ضعفا تدريجيا فى العظام يؤدي إلى سهولة كسرها، لاسيما على مستوى الورك أو الساعد بمجرد السقوط. ويستهدف هذا المرقد بصفة خاصة المراهقين والنساء بعد سن اليأس (مابين 45 و60 سنة). مما يعرضهن لخطر الكسور نظرا لقلة الكتلة العظمية لدى النساء مقارنة بالرجال في نفس المرحلة العمرية، إضافة إلى دور هرمونات الأنوثة والدخول المبكر في سن اليأس. ولهذا فإن أسباب هشاشة العظام عند المرأة مرتبطة بصفة خاصة بالتغيرات الهرمونية التي تصاحب سن اليأس عندها وبخاصة نقص هرمون الأستروجين، والذي يزيد من فقد الكتلة العظمية. وتقول البروفيسور دحو هناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمال الإصابة بالمرض منها: عدم كفاية الكالسيوم وفيتامين "د" في الوجبات اليومية، التدخين والمشروبات المحتوية على الكافيين وشرب الكحول والإفتقار إلى النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة. ولهذا فإن تجنب مشكل ترقق العظام يستدعي تزويد الجسم بالاحتياجات الكافية من الفيتامين "د" وكذلك الكالسيوم، وذلك بشرب لتر من الحليب يوميا وهو ما يعادل كيلو من البرتقال. ونبهت الطبيبة المختصة دحو إلى أن الدراسات الحديثة أظهرت بخصوص العلاج الهرموني الذي يستعمل لتقليل كسور الفقرات ومفصل الورك عند المرأة أنه يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي بعد سنوات من الاستعمال إضافة إلى الإصابة بأمراض القلب. ويعتبر من جهة أخرى التهاب المفاصل الروماتيزمي من الأمراض المزمنة التي تشل حركة المريض، والتي تؤدي ب50 بالمائة من المصابين إلى التخلي عن العمل بحسب البروفيسور لعجوز. فالتهاب المفاصل الروماتيزمي هو أحد أمراض جهاز المناعة الذاتي، إذ يقوم نظام المناعة الطبيعي في الجسم بمهاجمة أنسجة المفاصل السليمة والنسيج الضام الذي يحيط بها مما يؤدي إلى الالتهاب وتعطل الوظيفة الطبيعية، وتتمثل الأعراض الأولية للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتيزمي في ألم وضعف والتهاب في المفاصل، ليتطور الأمر بعد ذلك إلى مرض خطير ربما يكون سببا في الإعاقة. ووفقا لما أوضحته البروفيسور لعجوز في معرض حديثها فإن التشخيص المبكر لالتهاب المفاصل الروماتيزمي ومن ثم البدء مباشرة بعلاج صارم، هو أمر في غاية الأهمية على اعتبار أن معظم الأضرار التي تلحق بالمفصل تحدث خلال العامين الأولين من بداية الإصابة بالمرض بالنسبة ل 70 بالمائة من المصابين. وللإشارة ينتشر التهاب المفاصل الروماتيزمي بين النساء أكثر من الرجال، وبالرغم من إمكانية ظهور المرض في أية مرحلة من العمر، إلا أنه يصيب عادة الأشخاص بين الثلاثين والخمسين.