مرضى يثنون على الخدمات المقدمة لهم منظمة الصحة العالمية تحيي اليوم العالمي للسرطان تحوّل داء السرطان في الجزائر إلى وباء يزحف سنويا على أكثر من 40 ألف جزائري، كان ذنبهم الوحيد أنهم مرضوا ليعيشوا الجحيم، ولعل من بين الشهادات على ذلك دار الإحسان التي أسستها جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان بالبليدة، والتي تستقبل يوميا 50 حالة جديدة للسرطان، حسبما أكده مصطفى موساوي رئيس الجمعية. وقد تمكنت هذه الأخيرة من حلّ مشاكل العديد من المرضى خاصة فيما بمواعيد طبية مؤجلة، وأدوية منعدمة، وآلام لا يعلمها إلا الله، خاصة بالنسبة الذين يتنقلون من مسافات بعيدة بلا جدوى، ليعيش المصابون بالسرطان في الجزائر، الموت بكل تفاصيله في كل لحظة، وهوما أكده العديد من المرضى الذين التقتهم السياسي خلال زيارتها التفقدية لدار الإحسان . مرضى يثنون على الخدمات المقدمة لهم يعتبر مركز دار الإحسان المؤسس من طرف جمعية البدر لرعاية مرضى السرطان والذي أنشأ في 4 فيفري 2015 بولاية البليدة، مركزا نموذجيا نظير الخدمات التي يوفرها للوافدين إليه من مرضى السرطان إذ يجد المريض كل ما يحتاجه من مبيت وتسهيل في التنقلات وضبط مواعيد العلاج والأشعة والتحاليل حيث يستقطب المركز عشرات المرضى من مختلف ولايات الوطن يوميا والذين أثنوا على الخدمات المتاحة لهم بدء من التوجيهات وحسن الاستقبال إضافة إلى النشاطات الترفيهية الداخلية والخرجات السياحية التي يقدمها المركز، حسبما أشار إليه المرضى المقيمين بالمركز ل(السياسي) خلال زيارتها الميدانية لدار الإحسان. وتستقبل دار الإحسان لجمعية البدر للتكفل بمرضى السرطان، عشرات المرضى المصابين بالسرطان يوميا حيث يوفرون لهم الراحة التامة من علاج وتكفل ورعاية شاملة وهوما أشار إليه المرضى المقيمين بالمركز، إذ تقول شهيرة في هذا الصدد بأن المركز يوفر لها الإقامة والراحة وبأن المركز أزاح عنها عناء التنقل والركض وراء المواعيد. وتضيف مريضة أخرى بأن المركز وفر لها الراحة التامة والتكفل الأمثل طيلة فترة علاجها حيث يحتوي المركز 17 غرفة نوم كل غرفة تحوي من 3 إلى 4 أسرة، ويوفر المركز الإقامة للمرضى أثناء فترات العلاج الكيميائي والفيزيائي وأثناء خضوعهم للأشعة والتحاليل كما يوفر عليهم الجهد والوقت إذ يجد المرضى الوافدين من الولايات البعيدة عن المستشفى الذين يعالجون فيه ضالتهم حيث يسهل لهم التقرب من المستشفى أكثر وهوما أطلعتنا عليه مريضة مقيمة بالمركز حيث أخبرتنا بأنها قدمت من ولاية بشار وأنها تخضع للعلاج الكيميائي، وتضيف المتحدثة بأنها قصدت المركز لحين انتهاء جلسات العلاج الكيميائية التي تتطلب 6 أسابيع، وتضيف مريضة أخرى بأنها جاءت للعلاج من الشلف وأن المركز أتاح لها المبيت والراحة وسهل عليها التنقلات من المستشفى إلى مراكز الأشعة والتحاليل، ومن الخدمات المتاحة للمرضى أثناء إقامتهم الهدوء التام الذي يتميز به المركز حيث يخيّل للزائر للوهلة الأولى بأن المركز خالي من الأشخاص وهوما لاحظناه أثناء تواجدنا حيث يخلو المركز من الفوضى والضوضاء، وهوما أكده المقيمين فيه إذ تقول مريضة مقيمة بأنها تشعر بالراحة والاطمئنان وكأنها في بيتها بين أهلها لتشاطرها الرأي مريضة أخرى، وتضيف بأن المريضات يشعرن بالهدوء وهوما يساعدهم في التماثل للشفاء سريعا ويعيش المرضى في أجواء عائلية خالصة لما يوفره الموظفين لهم من استقبال ورعاية ومتابعة في أبسط الإجراءات حيث يسهر المركز على راحة المرضى، والتي تأتي في مقدمتها النظافة حيث يقوم عمال النظافة على أداء مهامهم على مدار اليوم وخاصة بالمطبخ الذي تحضر فيه الوجبات وقاعة الأكل، وتخضع للتنظيف بشكل دوري بالمطهرات إضافة إلى الأغطية والأفرشة والتي تبدل وتغسل يوميا، حسبما أطلعنا عليه المسؤول بالدار حيث أخبرنا بأن المركز حريص على النظافة والتطهير حفاظا على صحة المريض، وذلك ليشعره بالراحة. الراحة النفسية والترفيه عن المرضى من أولويات المركز ويحظى المريض أثناء إقامته بدار الإحسان بكل ما يحتاجه من رعاية إذ يوفر المركز إضافة إلى الإيواء والمبيت والأكل الجانب النفسي، حيث يعتبر من أولويات خدمات المركز باعتباره يساعد على تأقلم المريض وتجاوبه مع العلاج ويحظى المرضى بجلسات نفسية من طرف مختصين الذين يزورون المركز دوريا، وذلك لإعطائهم التوجيهات والنصائح والتي تمنحهم شعورا إيجابيا وراحة كبيرة، إضافة إلى حضور إمام لتقديم المواعظ لهم والذي يزور المركز مرتين بالشهر، وهوما أشارت إليه إحدى المريضات التي أطلعتا بأن ذلك يساعدهم على تخطي المرض والتفاؤل والتقرب من الله ويعطيهم دفعة قوية ورغبة في الشفاء، ومن الجوانب المريحة التي يحظى بها المريض هي مساحة للتجميل حيث يوفر المركز قاعة تجميل للنساء المريضات يحصلن فيه على بعض الأناقة والجمال والذي يمنحهم الثقة بالنفس وراحة كبيرة ويشعرهم بتحسن -وهوما أشار إليه رضا أحد المسؤولين بدار الإحسان- والذي أخبرنا بأن قاعة التجميل خصصت للنساء من أجل بعض الراحة والاطمئنان النفسي للمريضات، مضيفا بأن ذلك يشعرهم بتحسن ملحوظ، ويضيف ذات المتحدث بأن الأمر ينسيهم بأنهم مصابات ويزرع على محياهم الابتسامة وينسيهم المرض. ولا يقتصر المركز على تقديم الخدمات للنساء المريضات فقط، بل حتى الرجال المقيمين بالمركز خصصت لهم إضافة إلى الإيواء والنقل وغيرها من الخدمات معدات رياضية لتمضية الوقت وللترفيه، وهوما أطلعنا عليه أحد المسئولين والذي أخبرنا بأن المركز يسعى لتخصيص قاعة رياضية للرجال لقضاء وقت الفراغ. إضافة إلى هذا، فإن المركز يحتوي على سطح يطل على خارج البناية والذي يمكن المرضى من الجلوس فيه مساء والتأمل حيث يمكن أن يشاهدوا من السطح جبال الشريعة والمناظر الطبيعية الخلابة وهوما يشعرهم بالتحسن ويقضي على الملل، حسبما أشار إليه المسؤول، ليضيف بأن أغلب المرضى يصعدون إلى السطح من أجل الجلوس والسمر والتأمل، ومن الجوانب المريحة للمرضى أثناء فترات إقامتهم هي وسائل الترفيه حيث يوجد بكل جناح أجهزة التدفئة والتلفزيون والويفي، وهوما لاحظناه بجميع الأجنحة إضافة إلى قاعة مخصصة للزوار من ذوي وأقارب المرضى بكل جناح والذين يحظون بحسن الاستقبال وقضاء وقت طويل مع المرضى، وهوما أوضحته مريضة مقيمة حيث أخبرتنا بأن عائلتها تزورها باستمرار، إضافة إلى هذه الخدمات يسمح المركز للمريض باصطحاب شخص لرعايته واصطحابه لإعانته في التنقل وتلقي العلاج، وذلك للمرضى من الحالات الحرجة وكبار السن وصغارهم، وهوما أطلعتنا عليه سيدة جاءت رفقة والدتها المريضة لتضيف بأن المركز سمح لها لتبقى مع والدتها ورعايتها لحالتها الحرجة، وهو الأمر الذي شاهدناه بجناح الأطفال حيث ترافق أم ابنها المصاب بالسرطان والتي جاءت من ولاية المدية، لتقول بأن ابنها صغير وترافقه أثناء تنقلاته وأثناء تلقيه العلاج الكيميائي وفي الفحوصات، لتضيف بأن المركز لم يبخل عليها بالخدمات والإيواء والرعاية التي يحتاجها ابنها ومن الخدمات التي يقدمها المركز لراحة المرضى فرصة للاستكشاف والتنزه بولاية البليدة وما جاورها من مناطق خلابة أوقات فراغهم حيث ينظم المركز الرحلات الترفيهية لهم ويخصص رحلات دورية للمرضى إلى أماكن سياحية على غرار الشفة والشريعة بالبليدة وغيرها، وهوما أوضحه مسؤول بدار الإحسان والذي أطلعنا بأن المركز يقدم هذه الخدمة حتى لا يشعر المريض بالملل وليكسر الروتين اليومي الذي يدور بين فترات العلاج والأشعة والنوم على السرير. ومن النشاطات التي يقدمها المركز للمرضى أثناء إقامتهم، هي الزيارات الميدانية للمستشفيات كما تقوم العديد من الجمعيات الخيرية زيارة المرضى بالمركز، وهوما أشارت إليه إحدى المريضات حيث أطلعتنا بأن العديد من الجمعيات تزور المركز بانتظام وتقدم لهم النشاطات الترفيهية والهدايا. وتضيف مريضة أخرى بأن لا شيء ينقصهم أثناء إقامتهم وبأن وسائل الراحة متوفرة من جهة أخرى يوفر المركز فسحة للأشغال اليدوية والتي تجدن فيها المريضات متنفسا فيها أوقات الفراغ، وهوما أشارت إليه إحدى المريضات لتقول بأنهن وقت الفراغ يتجهن إلى غرفة الأشغال اليدوية لملأ الفراغ والتسلية معا مضيفين بأن لا أحد يشعر بالغربة أو بمرارة المرض أثناء الإقامة بالمركز لما يحظون به من راحة نفسية وترفيه وتكفل صحي. منظمة الصحة العالمية تحيي اليوم العالمي للسرطان تحيي منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية لبحوث السرطان اليوم، اليوم العالمي للسرطان. وتشير إحصائيات صندوق أبحاث السرطان في العالم، بأن المرض زاد بنسبة 20 بالمائة في العالم خلال السنوات 10 الماضية. وأوضحت المنظمة البريطانية المعنية بأبحاث السرطان في العالم، أن هذه الإحصائيات المتعلقة بمرضى السرطان تفوق بأربع مرات عدد الحالات الجديدة الخاصة بإصابات فيروس نقص المناعة البشرية. وتشير تقديرات صندوق أبحاث السرطان إلى أن بالإمكان منع 2.8 مليون حالة سرطان مرتبطة بنظام التغذية وقلة التمارين الرياضية. وكان الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، قد قررا في عام 2005 الاحتفال سنويا في 4 فيفري من كل عام الاحتفال باليوم العالمي للسرطان بهدف رفع الوعي العالمي بهذا المرض والتعريف بخطورته وطرق الوقاية منه وكيفية علاجه، وتثقيف الأسرة في كيفية التعامل مع من هو مصاب به من أفراد الأسرة. ويعرف السرطان، بأنه اضطراب ناجم عن الانقسام غير المنتظم والشاذ لخلايا الجسم وعلى اختلاف مواقعها وبشكل لا يمكن السيطرة عليه إذ تمتلك هذه الخلايا القادرة على غزو الخلايا السليمة في الجسم بانتقالها عن طريق مجرى الدم. وقد تم تشخيص ما يقارب 100 نوع من السرطان المنتشر في مختلف أنحاء العالم. يشار إلى أن مسببات السرطان متعددة منها العامل الوراثي والتدخين والتغذية والتعرض لبعض المواد الكيميائية أو المواد المشعة والإصابة ببعض أنماط العدوى. وتتعدد الوسائل التي توصى بها منظمة الصحة العالمية للوقاية من السرطان من خلال الكشف المبكر، حيث يمكن التقليل من حالات الإصابة بالسرطان من خلال الكشف المبكر عن السرطان، إذ أشارت العديد من الدراسات إلى إمكانية الكشف المبكر عن عدد من الأورام الخبيثة مما يسمح بالتدخل العلاجي المبكر والحد من حدوث المضاعفات المرافقة للإصابة.