أزمة عطش تؤرّق السكان وتهدّد النشاط الفلاحي تجمعات ريفية تعتمد على أضواء الشموع للإنارة منذ سنوات يعيش سكان بلدية بن شكاو الجبلية بولاية المدية التي تمتاز بإمكانيات طبيعية هائلة بإمكناها أن تجعل منها قطبا سياحيا بامتياز، واقعا تنمويا مزريا في ظّل النقص في المشاريع التنموية والتي يفرضها عليهم غياب مجلس بلدي يتطلع لانشغالات المواطنين خاصة تلك المتعلقة بالتهيئة الحضرية وواقع السكن، بالإضافة إلى انعدام عديد المرافق العمومية والسياحية التي من شأنها استقطاب مواطنين بالبلديات وكذا بالولايات المجاورة، وهو ما رصدته السياسي خلال زيارة ميدانية قادتها لبلدية بن شكاو. أثناء تنقل السياسي إلى بلدية بن شكاو شدنا الطابع الحضري لوسط المدينة الذي يعرف وضعا مزريا، نظرا لغياب التهيئة عن طرقاته وأرصفته إذ أكد المواطنين خلال حديثهم استفادت ذات المكان من عملية تهيئة حضرية شاملة لمختلف الطرقات المتواجدة وسط المدينة، في حين لا تزال قاطنو الفرق (الأحياء) المجاورة يتطلعون لربطهم بوسط المدينة في ظل انعدام التهيئة، حيث أشار سكان الباصول إلى الوضع المزري الذي يتخبطون به خاصة مع كل تهاطل للأمطار، ما يجعل حركة المرور شبه مستحيلة، معبرين عن استيائهم من الغياب التام للسلطات المحلية رغم مراسلاتهم المتواصلة. من جهتهم، طالب سكان حي الطفولة المسعفة لبن شكاو بضرورة تهيئة مختلف الطرقات الرئيسية منها والثانوية التي تعد مسالك ترابية لا غير وهو ما يعيق الحركة المرورية وحركة الراجلين على حد سواء، مؤكدين أن الوضع يعمل على عزلهم بشكل كلي خاصة مع تهاطل الثلوج المتساقطة دون أن تحرك الهيئات المحلية ساكنا لرد الاعتبار لذات الحي المتواجد بالمدخل الرئيسي للمدينة والذي يستقبل قاصدي بن شكاو. مسالك جبلية خطيرة تهدّد السائقين ونحن بصدد التنقل من وجهة لأخرى ببلدية بن شكاو، لفت انتباهنا صعوبة المسالك الجبلية الممتدة من حي الطفولة المسعفة إلى غاية المدينة والتي تغيب عنها الحواجز الأمنية، حيث اشار المواطنون أن ذات المكان شهد عدة حوادث خاصة خلال فصل الشتاء جراء تساقط الثلوج، مؤكدين غياب الإنارة العمومية مما يزيد من خطورة الطريق كما اكد ذات المتحدث ل السياسي أن المسلك المؤدي إلى المدينة قد استفاد من عملية تهيئة منذ أزيد من 05 سنوات في الوقت الذي لم يتم تزويده بالحواجز والإنارة ليبقى الطريق يشكل خطرا على مستخدميه إلى حين تطلع المسؤولين لمراسلات المواطنين. أزمة العطش تؤرق المواطنين بعّز الشتاء أبدى السكان تذّمرهم الشديد من النقص الفادح في مياه الشروب، وهو المشكل الذي يعاني منه المواطنون لسنوات وطيلة أيام السنة، إذ يظطر العديد منهم التنقل إلى البلديات المجاورة على غرار عاصمة الولاية المدية، سعيا منهم لتلبية حاجاتهم اليومية في الوقت الذي يهم آخرون لاقتناء صهاريج المياه خلال فصل الصيف، وهو ما بات يثقل كاهلهم، وما زاد الوضع سوءا -حسبهم- هو أن أزمة العطش التي تهدّد النشاط الفلاحي لقاطني بن شكاو. الربط بالغاز الطبيعي.. حلم لم يتحقق بعد! امتدت جولة السياسي عبر مختلف أحياء بن شكاو لتصل إلى فرقة الباصول التي استقبلنا قاطنوها بتكرار تساؤلات عدّة، ..متى يتم ربطنا بالغاز الطبيعي ..؟ ..سئمنا البحث عن قارورات البوتان.. ، حيث أشار السكان أن مطلب الربط بشبكة غاز المدينة لا يزال معلقا إلى حين تطلع المسؤولين والمديرية الوصية، كما أكد محدثونا أن المنطقة تعد الوحيدة عبر البلدية ككل التي لم يتم تزويدها بهاته المادة الحيوية إذ بات غاز البوتان مصيرا محتما على سكان الباصول، في الوقت الذي يلجأ اغلب المواطنين للاحتطاب. مجددين بذلك نداءهم للسلطات الولائية لأجل النظر في وضعهم وربطهم بذات الخدمة التي تعد بالضرورية في منطقة جبلية عرف ببرودتها القاسية شتاءا. خطر الصرف الصحي يتربص بالسكان أطلق قاطنو عين أولاد العربي والزاوية نداء استغاثة للسلطات المحلية في ظل تفاقم خطر الإصابة بالأمراض الخطيرة، جراء قنوات الصرف الصحي التي تنبعت منها مختلف الروائح الكريهة، مشيرين إلى امتداد المياه القذرة المترسبة إلى غاية التجمعات السكانية، معربين عن امتعاضهم الشديد من تواصل ذات الظاهرة التي تهدد صحتهم بشكل كبير. التجمعات الفلاحية تعيش في ظّلام حالك رغم ربط أغلب أحياء بن شكاو بالكهرباء المنزلية، إلا أن الأمر مايزال غائبا عن بعض المناطق على غرار التجمعات الفلاحية التي تفتقر للكهرباء، حيث أشار سكان الباصول وعين عيسى إلى استفادتهم من الكهرباء من خلال ربطهم بالكوابل العشوائية التي باتت تشكل خطر على سلامتهم، في الوقت الذي يعمد العديد منهم على استعمال الشموع كحل بديل إلى حين برمجة مشروع الربط بالكهرباء المنزلية. 60 مسكنا اجتماعيا يسير بخطى متثاقلة استفسر سكان بن شكاو عن تاريخ تسليم السكنات الإجتماعية التي يقدر عددها ب 60 وحدة والتي لم تنتهي اشغالها بعد وهذا منذ أكثر من 06 سنوات، وهي المدة التي اعتبروها بالجد كافية لإنهاء مشروع سكني، غير أن هذا الأخير لا تظهر عليه بوادر التسليم، محملين المسؤولية للبلدية التي لا تكترث للوضع المزري لعشرات العائلات المتضررة ومئات الملفات لطالبي السكن يضيف المتحدثون. النشاط التجاري ببن شكاو الغائب الأكبر أبدى سكان بن شكاو استيائهم الشديد من غياب الهياكل التجارية على غرار المحلات التجارية والأسواق الجوارية، حيث أكد العديد منهم التنقل إلى البلديات المجاورة خاصة المدية لقضاء متطلباتهم اليومية خاصة من السلع الاستهلاكية في ظل نقص وسائل النقل، مطالبين بذلك مديرية التجارة إنشاء أسواق جوارية وتزويد المنطقة بمحلات تجارية. مواطنون يطالبون بمحطة للنقل جدّد سكان بلدية بن شكاو الهيئات المحلية ومديرية النقل بالولاية فك العزلة عن مختلف الأحياء التي تشهد نقصا فادحا في وسائل النقل ما يتسبب في صعوبة التنقل إلى مختلف الوجهات المجاورة، حيث أشار العديد من المواطنين في حديثهم ل السياسي أنهم يعمدون الوقوف ساعات طويلة على حافتي الطريق لانتظار الحافلات المخصصة للبلديات المجاورة لاجل التنقل عبرها، كما أشار قاطنو وسط المدينة انعدام وسائل النقل الرابطة بين المنطقة وبين حي الطفولة المسعفة المتواجدة بمدخل المدينة الرئيسي وهو ما يزيد من معاناتهم اليومية خاصة بالنسبة للموظفين والمتمدرسين. القطاع الصحي... يحتضر لا يزال سكان بن شكاو يعانون نقص المرافق الصحية التي تعد من أهم مطالب المواطنين، رغم توفر عدد قاعات العلاج بالأحياء المجاورة، حيث أشار ذات المتحدثين ل السياسي تنقلهم إلى المؤسسات الاستشفائية المتواجدة بالبلديات المجاورة خاصة بعاصمة الولاية التي تعد من أكثر الوجهات استقبالا لمرضى بن شكاو خاصة من بالحالات الاستعجالية والولادة، مجددين مطلبهم من مديرية الصحة لإنشاء قاعة متعددة الخدمات في أقرب الآجال. حديقة بن شكاو تثير التساؤلات استفسر عديد المواطنين عن مصير الحديقة التي استفادت منها البلدية خلال السنوات الأخيرة والتي من شأنها استقطاب زوارمن مختلف الولايات والنهوض بسياحة المنطقة، حيث أكد ذات المتحدثين غلق ذات المرفق أبوابه في الوقت الذي كان يستقطب عددا كبيرا من السياح، مناشدين بذلك المديرية الوصية إعادة النظر في وضعه خاصة أن البلدية تعرف انعدام للمرافق الترفيهية التي عادت ما تكون على رأس قائمة مطالب السكان. انسداد البلدية سبّب تحويل 200 مسكن إلى بلديتي وزرة وتيزري إنجاز قاعة متعددة الخدمات ماتزال مجهولة المصير أكد عبد القادر هني المكلف بالمجلس البلدي لبلدية بن شكاو بالمدية، أن أغلب البرامج التنموية المسطرة خلال السنوات الماضية تمّ تجميدها بسبب الانسداد الحاصل في المجلس الشعبي، مؤكداً أن ذات الانسداد سبّب تحويل 200 مسكن إلى بلديتي وزرة وتيزري، في حين ألقى على مديرية السكن بالمدية مسؤولة تعطل أشغال 60 مسكن، مشيرا في سياق حديثه أن الإعانات الريفية قد مكنت من تقليص أزمة السكن على مستوى البلدية، في حين لم تعرف هذه الأخيرة المشاريع السكنية منذ سنوات طوال. + فيما تتمثل أهم المشاريع المسطرة مستقبلاً؟ - تمكننا في الفترة الأخيرة من تسطير عدة مشاريع تنموية والمتعلقة خصوصا بالتهيئة الحضرية، في الوقت الذي كانت أغلب المشاريع مجمدة بسبب الانسداد الذي يشهده المجلس البلدي لبني شكاو ومن بين الإنجازات التي قمنا بها منها إعادة تهيئة الطريق الرابط بين عين عيسى وبوسيسي مرورا بالزاوية، بالإضافة إلى طريق سيدي حموا في حين شهد الطريق المؤدي إلى وسط المدينة والمتمثل في الطريق الولائي 138 الذي تمكنا من خلاله من فك العزلة عن وسط المدينة، في حين تم تدعيم وتعزيز الإنارة العمومية بالحديقة المحاذية للطريق الوطني رقم 01 وصولا إلى وسط المدينة، بإلاضافة إلى تجديد الإنارة عبر مختلف الطرق المجاورة، في حين تمت برمجة تهيئة حي دار الطفولة . + اشتكى المواطنين من أزمة عطش، هل عجزت البلدية في القضاء على مشكل نقص الماء الشروب؟ - لا يمكننا إنكار مشكل المياه ببلدية بن شكاو، وبغية الحد والتخفيف من ذات المشكل قمنا باستغلال منابع لقرية الباصور، بالإضافة إلى تمديد قنوات المياه إلى وسط المدينة وصولا إلى بوسبسي وهو الأمر الذي لم تنتهي أشغاله بعد، في حين أدرجنا مشروعين لتكملة تمديد القنوات عبر مختلف الأحياء لفائدة مواطني البلدية. + وماذا عن مشكل الغاز الطبيعي بالباصول؟ - مشكل الربط بالغاز الطبيعي ليس من صلاحيات المجلس البلدي، وللاشارة فإنه قد تم ربط 90 بالمائة من البلدية بشبكة غاز المدينة، في حين تعطل مشروع الباصول بسبب أشغال الطريق الإزدواجي التي لم تنتهي بعد ليتم الانطلاق في ذات العملية عقبها وبهذا تعمم شبكة الغاز عبر كامل البلدية. + مشكل قنوات الصرف الصحي، يؤرق المواطنين هل من حلول مستقبلية؟ - فيما يتعلق بالمشاريع المسطرة والمتعلقة بالربط قنوات الصرف الصحي على مستوى عين عيسى والزاوية وأولاد الغربي، فإنه تم تسجيل العملية إلى حين الانتهاء من الإجراءات القانونية لتنطلق بعدها الأشغال مباشرة. + قاطنو الفرق الريفية يطالبون بالكهرباء، متى يتم تزويدهم بها؟ لا تعاني بلدية بن شكاو من مشكل التزود بالتيار الكهربائي، حيث قمنا بتزويد مختلف الأحياء بمحولات لتقوية شدة التيار الكهربائي، عدا المشكل المسجل في عدد من الفرق المتبقية والمتمثلة في الباصول وعين عيسى، وعليه فقد قمنا بمراسلة مديرية المناجم عدة مرات لحل المشكل، هاته الأخيرة التي أكدت انطلاق الأشغال قريبا. + هل من مشاريع سكنية تطمحون لتجسيدها؟ نعتبر المشاريع السكنية الغائب الأكبر عن البلدية، حيث استفادتنا من مشروع انجاز 20 وحدة لا تزال قيد الإنجاز، في حين لم يتم بعد الانتهاء من المشروع السكني 60 وحدة اجتماعية التي تعود لأزيد من 06 سنوات بسبب تماطل المقاولة المكلفة بالمشروع عن سير الأشغال والتي تتحمل مسؤوليتها مديرية السكن بالولاية. + ما سبب تحويل 200 وحدة سكنية من بلدية بن شكاو إلى بلدية وزرة؟ تزامن استفادة بلدية بن شكاو من 200 وحدة اجتماعية والصراع الداخلي بالمجلس الشعبي البلدي، والذي على إثره تم تحويل المشروع إلى كل من وزرة وتيزي مهدي، بعد حل المجلس وتجميد المشاريع. + ما عدد حصص الإعانات الريفية التي استفادة منها بن شكاو؟ لا تعرف البلدية مشكل الإعانات الريفية، حيث أن هذه الأخيرة مكنتنا من تقليص أزمة السكن في ظل غياب المشاريع السكنية، وللإشارة فإن آخر الإعانات الريفية استفاد منها 52 شخصا استلموا قرارات البناء الخاصة بهم، في حين بلغ عدد الحصص خلال السنوات الأخيرة 361 حصة. لماذا نلاحظ غياب شبه تام للأسواق الجوارية؟ تتوفر بلدية بن شكاو على عدد من المحلات التي تلبي حاجيات السكان، وفيما يتعلق بالأسواق الجوارية فإن سبب غيابها يعود لقلة الكثافة السكانية، بالإضافة إلى قرب البلدية من وسط المدية والبرواقية التي تحوي على مختلف الأسواق الجوارية. + النقل يعد من آهم الانشغالات، هل المواطن ببن شكاو راضٍ عن خدمات هذا القطاع؟ إنشاء محطة لنقل المسافرين يعد من صلاحيات مديرية النقل، أما بخصوص الخطوط المطلوبة والرابطة بن بن شكاو والبلديات المجاورة فهي تلبي حاجة المسافرين، خاصة وأن البلدية تتواجد على مستوى الطريق الوطني الرابط بين عدة بلديات من ولاية المديةوالولايات المجاورة على غرار الجلفة والبليدة، وهو ما يسهل من عملية تنقل المواطنين. + طالب السكان بعيادة متعددة الخدمات، هل من مشروع في الأفق؟ - تتوفر بن شكاو على عدد من الهياكل الصحية والمتمثلة في قاعات علاج، ومع ذلك فقد تم اقتراح إنجاز قاعة متعددة الخدمات بمختلف التخصصات وهي التي لا تزال مجهولة المصير بعد حل المجلس السابق. + من المسؤول عن حديقة بن شكاو التي نادرا ما تفتح أبوابها؟ - تعد حديقة بن شكاو من أهم المرافق الترفيهية التي تدعمت بها البلدية، حيث كانت آنذاك من صلاحيات المجلس البلدي، في حين تم نقلها إلى مديرية الشباب والرياضة بالولاية، والجدير بالذكر أنه لم يتم بعد الإنتهاء من الأشغال رغم فتح أبوابها في بعض المناسبات فقط، أما بخصوص المرافق الترفيهية والرياضية التي عادة ما تكون مطلبا للمواطنين، فإن غيابها يرجع في الأساس إلى غياب الوعاء العقاري، حيث تتوفر البلدية على عدد من الملاعب الجوارية على مستوى حي الطفولة المسعفة والباصور إلى حين الإستفادة من مشاريع ذات الصلة مستقبلا. + ما تقييمكم للسياحة بالبلدية؟ - على الرغم من الموقع الاستراتيجي لبلدية بن شكاو التي تعد من المناطق التي تستقطب المواطنين من مختلف الولايات خاصة خلال فصل الربيع، إلا أن هاته الأخيرة تفتقر للعديد من المرافق العمومية التي من شأنها تدعيم السياحة، وعليه فنحن بدورنا نناشد السلطات الولائية والمديرية الوصية إنشاء فضاءات ترفيهية وسياحية للنهوض بالقطاع.