تم تسجيل إصابة ما لا يقل عن 2.775 شخص بلسعات العقارب من بينهم رضيع عمره ثلاثة أشهر لقي حتفه متأثرا بسم هذه الحشرة خلال سنة 2015 عبر ولاية غرداية حسبما علم من المديرية المحلية للصحة والسكان. وتعتبر بلدية القرارة الأكثر تعرضا لهذه الآفة بمجموع 535 حالة متبوعة ببلديات غرداية (436) وبنورة (261) وبريان (209) والمنيعة (202) والضاية بن ضحوة (161) ومتليلي (150) وفق إحصائيات مديرية الصحة والسكان. ويبلغ عدد الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم العقربي والمتراوحة أعمارهم ما بين يوم واحد إلى 14 سنة 701 طفل فيما يصل عدد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و49 سنة 1.670 حالة، كما أضاف المصدر، مشيرا إلى أن 1.768 حالة تسمم عقربي سجلت داخل البيوت. ولاتزال لسعات العقارب وما ينجر عنها من مآسي بفعل التسمم تعد مشكلة حقيقية للصحة العمومية بمنطقة غرداية رغم تكثيف التغطية الصحية الجوارية تماشيا مع الوضعية السائدة وتوفر المصل المضاد للتسمم العقربي عبر مختلف مناطق الولاية حسبما أوضح بشير بهاز المدير بالنيابة للصحة بالولاية. وتشكل آفة التعرض للسعات العقارب العامل الأول للتسمم بولاية غرداية مقارنة بالتسممات الناتجة عن عضات الكلاب والقطط والجرذان (بمجموع 231 حالة) والتسممات الغذائية (52) طيلة نفس السنة حسب المعطيات المتعقلة بالوضعية الوبائية بالولاية. وقد دعا العديد من الممارسين السلطات العمومية إلى تكثيف محاربة انتشار النفايات سيما بالمناطق الحضرية وتعزيز التكفل بحالات التسمم العقربي وتشجيع جمع هذا النوع من الحشرات لفائدة معهد باستور بالجزائر لصناعة المصل المضاد للتسمم العقربي. ولم يتم جمع خلال السنة الماضية سوى حوالي مئة عقرب من طرف الشباب وفقا لمصالح الصحة التي أكدت أن العملية لم يكن بالمقدور القيام بها عبر العديد من بلديات الولاية لأسباب مرتبطة بنقص التمويل. ومن المنتظر عقد ملتقى جهوي بغرداية لتكوين العاملين في الحقل الصحي حول التكفل العلاجي بحالات التسمم العقربي وطرق المتابعة وذلك من 28 إلى 31 مارس الجاري، حيث سيتم بمشاركة ولايات أدرار والجلفة والأغواط والمسيلة وورڤلة وغرداية. وسيكون هذا اللقاء فضاء مناسبا لتحسين مستوى مهنيي الصحة على صعيد طرق التكفل والتحسيس حسب المنظمين.