لا تزال فئة ذوي الاحتياجات الخاصة بالجزائر تتخبط في مشاكل كبيرة صعبت عليهم الانخراط في المجتمع بصفة عادية خاصة أمام عجز السلطات المحلية في التكفل بهذه الفئة على أكمل وجه خاصة ما تعلق بجانب الترفيه وإلحاقهم بمدارس عادية تكفل لهم تلقي العلم مثل باقي التلاميذ الآخرين وهو الأمر الذي جعل أولياءهم يتخبطون في مجموعة من المشاكل التي تواجه أبناءهم فبالرغم من سعي العديد من ممثلي المجتمع المدني لإعادة تأهيل الأشخاص المعاقين في الوسط الاجتماعي وحماية حقوقهم بمنظور التأهيل وبعيدا عن العزلة والتهميش، إلا أن هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ليست بمنأى عن هذا الواقع المرير خاصة في وسط لا تتوفر فيه الإمكانات اللازمة. ذوي الاحتياجات الخاصة ....معاناة لاتنتهي يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة وضعا صعبا انطلاقا من أبسط الحقوق و لا ينتهي عند أقصاها بدء من التمدرس التنقل بحرية كالأشخاص الآخرين حيث أن الإعاقة أو فكرة الإعاقة تعزل الآلاف من ذوي الاحتياجات الخاصة و تحول دون تنقلاتهم و خاصة إذا ما تعلق الأمر بفئة الأطفال و الذين نجدهم حبيسي الجدران و هو ما أرق أوليائهم إذ تقول نادية و هي أم لطفل معاق حركيا بأن رؤية طفلها معزول عن العالم الخارجي يسبب لها الأرق و تعتبر فئة المعاقين حركيا أكثر الفئات تهميشا بالمجتمع حيث انعدام الحركة لديهم فرض عليهم أمورا عدة حرمتهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي و خاصة في التنقل و الذي يعتبر العائق الأكبر لتقول جميلة في هذا الصدد و هي معاقة حركيا بأنها طالما واجهت الصعوبات أثناء تنقلاتها لتضيف أنها أصبحت لا تخرج إلا للضرورة القصوى و تضيف حكيمة في السياق ذاته بأنها تواجه مشاكل عدة مع ابنتها المعاقة حركيا لتضيف بأنها كلما أرادت نقلها إلى أي وجهة تستعيد بالأشخاص لمساعدتها و نقلها مضيفة في ذات الوقت أن المعاناة تزداد مع انعدام ممرات خاصة لتنقل ذوي الاحتياجات الخاصة من المعاقين حركيا و لا يختلف الوضع بالنسبة للدوائر و الأماكن العمومية و التي تعد العقبة الكبرى حيث يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة من معاقين حركيا و ذهنيا وضعا قاسيا من هذه الناحية و التي لا توفر لهم الظروف الملائمة إذ يتوجب على ذوي الاحتياجات الخاصة الانتظار و التدافع بالطوابير و هو ما يزعجهم و يسبب لهم القهر إذ تطلعنا سامية في هذا الصدد بأنها لدى احتياجها للوثائق الإدارية تضطر للتوجه بنفسها و انتظار الدور بين عشرات الأشخاص لتضيف بأن الأمر مرهق و مجهد ، إضافة إلى هذا و ذاك يجد ذوي الاحتياجات الخاصة نفسه منعزلا عن العالم الخارجي حيث نجد الأغلبية محرومة من النشاطات الترفيهية و الرياضية و التي تلافه عنهم و تحسسهم بكيانهم حيث يتعذر على الكثيرين الالتحاق بمراكز الترفيه بسبب انعدامها أو بالمرافق الرياضية و التي تعد بعيدة المنال لتكاليفها حيث تقول سهيلة في هذا الصدد بأنها طالما سعت لإخراط ابنها المعاق بنادي رياضي إلى أنها لم تتمكن لغياب نواد رياضية خاصة بهذه الفئات، من جهة أخرى يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة مشكل المنحة الاجتماعية و التي تمثل لذويهم الهاجس الأكبر حيث لا يمتلك أغلبية المعاقين للمنحة الشهرية مما يكبد الأولياء مصاريف زائدة هم بغنى عنها و هو ما أشارت إليه حياة لتطلعنا بأن لديها ولد معاق بنسبة مائة بالمائة و ليس لديه منحة المعاق لتضيف بأن ذلك كبدها تكاليف باهضة للاعتناء به و توفير الأدوية و الحفاظات له و توافقها الرأي سهام لتضيف بأنها تواجه الأمرين لعدم امتلاك ابنتها لمنحة المعاق ، و من جهة أخرى يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يملكون المنحة واقع أخر مرير و هو المبلغ الذي لا يكفي لسد احتياجاتهم اليومية من حفاظات و أدوية و علاج و هو ما أشارت إليه سميرة التي يعاني ابنها من إعاقة حركية و ذهنية حيث تقول المتحدثة بأن المنحة الشهرية لا تكفي لمصاريف ابنتها الخاصة لتضيف في ذات السياق بأن احتياجات ابنتها من أدوية و غيرها استنزفت جيوبها لتوافقها الرأي امينة و تقول عن المنحة التي تتلقاها كمعاقة لا تكفيها و لا تغير من الأمر شيء، يصارع ذوي الاحتياجات الخاصة ضحايا حوادث المرور أوضاعا اجتماعية صعبة بدء من الضغوط النفسية النمط المعيشي الذي فرض عليهم كنظرة المجتمع لهم و هو ما أطلعتنا عليه نعيمة و التي تعرضت لحادث مرور مقعدة لتقول بأن نظرة المجتمع لها اختلفت بشكل كبير بعدما أصبحت من ذوي الاحتياجات الخاصة لتضيف المتحدثة بأنها فقدت وظيفتها و أصبحت حبيسة الجدران هربا من المجتمع الذي لا يرحم غياب ممرات خاصة بهم زادت من معاناتهم هذا و يشتكي ذوي الاحتياجات الخاصة من مشكل غياب ممرات خاصة التي تمكنهم من الالتحاق بالأماكن العمومية، على غرار الدوائر العمومية ومراكز البريد والمدارس امتدادا إلى غياب المصاعد بالبنايات والعمارات السكنية، هو الأمر الذي يعرقل تنقلاتهم ويحول دون وصولهم إلى المرافق العمومية، وهو ما أشار إليه العديد من المعاقين حركيا الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعية والذين عبروا عن تذمرهم من هذا الواقع الذي يفرض نفسه ويحرمهم من أبسط الحقوق والمتمثلة في التنقل بأريحية وحرية كغيرهم من المواطنين العاديين و هو ما رهن تحركات العديد من المعاقين، إذ يقول (سفيان) والذي يعاني من إعاقة في أطرافه بأنه يواجه صعوبة بالغة في الالتحاق بمختلف الجهات، ليضيف بأنه عند تنقلاته يتخذ سيارة أجرة بتكاليف باهضة، وذلك تعذره اتخاذ الحافلة والتدافع مع المواطنين للصعود، ولا يقتصر الأمر على المعاقين حركيا ليمتد إلى المعاقين بصريا، حيث يواجهون أيضا مشاكل عدة في الالتحاق بمختلف الجهات وهو ما أطلعنا عليه رياض الذي يعاني من فقدان البصر، حيث أطلعنا بأنه لدى تنقلاته اليومية يواجه صعوبات خاصة في اجتياز الطرقات أو الوصول إلى الأماكن العمومية مختصون : حوادث المرور في مقدمة العوامل المتسببة في الإعاقة هذا و اكد العديد من المختصين ان حوادث المرور تتصدر العوامل المتسببة في إعاقات مستديمة يكون ضحاياها في أغلب الأوقات شباب في مقتبل العمر حسبما أوضحه ضيف الله رئيس جمعية السلامة المرورية بمناسبة إحياء اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة في اتصال ل السياسي معربا بقوله: أن شباب في مقتبل العمر خاصة يتعرضون إلى حوادث مرور خطيرة تتسبب في إعاقتهم مدى الحياة جراء السرعة المفرطة و عدم احترام قانون المرور.و أضاف ذات المتحدث انه على جميع السائقين بضرورة احترام قانون المرور و عدم الإفراط في السرعة التي قد تعرضهم إلى حوادث مرور خطيرة قد تؤدي إلى إصابتهم بشلل تام و ضياع حياتهم الاجتماعية.و بهدف التقليل من حوادث المرور التي هي في ارتفاع مستمر أكد ذات المتحدث أن العديد من الفاعلين في المجتمع المدني على غرار مصالح الأمن تحرص على تكثيف الحملات التحسيسية و التوعوية لفائدة مستعملي الطريق و كذا تقديم دروس نظرية على مستوى المؤسسات التربوية لفائدة التلاميذ سائقي المستقبل بوسماحة : احصاء حوالي 14 الف و 700 معاق بجيجل و من جهته اكد بوسماحة أحمد رئيس الاتحاد الولائي للمعاقين لولاية جيجل في اتصال ل السياسي ان الاتحاد يحصي حوالي 14 ألف و 700 معاق عبر الولاية من جميع فئات الإعاقات مشيرا إلى أن واقع المعاق بالولاية شهد تحسنا ملحوظا بفضل جهود الجمعيات و نشاطاتهم الهادفة لتحسين أوضاعهم و لكن رغم ذلك فإن ذلك لا يخلو من بعض النقائص و التي لا تصب في مصلحة المعاق ، و عن المعاناة التي يواجهها ذوي الاحتياجات الخاصة أضاف بوسماحة بأن سكان المناطق النائية هم أكثر عرضة للتهميش حيث يتعذر عليهم التنقل و الالتحاق بالمدارس كما يواجهون عدة عراقيل كنقص المعدات و الكراسي المتحركة ناهيك النقص الفادح بالمدارس فيما يخص مدرسة للمكفوفين التي تنعدم بولاية جيجل تحسين المنحة و توفير ممرات خاصة بالمعاقين ضروري وعن المعاناة التي تواجه المعاقين بجيجل بصفة خاصة و في الجزائر بصفة عامة يضيف ذات المتحدث ان المنحة التي تتقاضاها هذه الفئة غير كافية لتغطية احتياجاتهم إضافة إلى بعض القوانين التي لم تطبق والتي تعتبر ضرورية و المتعلقة بالممرات الخاصة بالمعاقين في الدوائر العمومية و التي سطرت في 2002 و لم ترى النور إلى غاية اليوم ،و أضاف بوسماحة بأن الاتحاد الولائي للمعاقين بجيجل سطر احتفلا خاصا بالمناسبة بالتنسيق مع مديرية النشاط الاجتماعي و السلطات الولائية و جمعيات أخرى و سيكون هناك توزيع للكراسي المتحركة للمعاقين حركيا و هدايا و ندوات خاصة. فلورا : نطالب بتجديد كراسي المعاقين حركيا كل سنة و في ذات السياق أوضحت فلورا رئيسة جمعية البركة للوقاية من حوادث المرور في اتصال للسياسي بأن المعاق بالجزائر يعاني التهميش الاجتماعي المرتبط في حرمانه من أبسط الحقوق على غرار التمدرس و الكراسي المتنقلة و الدمج و العمل و غيرها ، و أضافت فلورا بأن الجمعية تطالب السلطات الاهتمام أكثر بهذه الفئة و تسليط الضوء عليها مشيرة إلى ضرورة تجديد الكراسي الخاصة يالمعاقين حركيا كل سنة عوض 3 سنوات ليتمكن المعاق من التنقل بأريحية. احصاء أزيد من 45 معاق سنويا و في ذات السياق أكدت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في بيان لها تلقت السياسي نسخة منه ان هذا اليوم 14 مارس المصادف لليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة يعد فرصة لإعادة هذه الشريحة التي تعاني من التهميش للواجهة ، وهي مناسبة أبضا لتقييم مكانة هذه الفئة من المواطنين الجزائريين في السياسات العمومية و في ذات السياق و عن عدد المعاق في الجزائر يضيف ذات المتحدث رغم عددهم يمثلون نسبة 10 بالمائة من تعداد المجتمع الجزائري ، أي ما نسبته أربعة ملايين معوق في الجزائر يعاملون ك مواطنين من الدرجة الثانية ، ما جعل شريحة واسعة من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون على إعانات المحسنين والجمعيات، ومنهم من توجه للتسول في المساجد والشوارع . وحسب المختصين تسجل الجزائر عن 39 ألف معاقاً كل سنة بسبب أخطاء الولادة. وتخلف حوادث المرور أزيد من 6 آلاف معاق سنوياً، ما يجعل الجزائر تسجل سنويا أزيد من 45 ألف معاق جديد، إلا أن الإحصائيات الرسمية تقدر عددهم ب 02 مليون معاق ، والغريب هذه الإحصائيات لم تتغير منذ 2010 الذي قام به الديوان الوطني للإحصاء الجزائر منهم : 300 ألف شخص معاق حركي و80 ألف شخص معاق سمعي و175 ألف شخص معاق بصري الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان تطالب بتحسين ظروفهم و في ظل تواصل المشاكل التي تتخبط هذه الفئة اكد هواري قدورفي بيان للرابطة ان الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان تطالب و تدعوا السلطات المعنية إلى إلزامية تمتيع ذوي الإعاقة بكامل حقوقهم ، وفقا الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة التى صادقت عليها الجزائر في 12 ماي 2009وإنشاء بطاقات وطنية بيومترية قريبا تضم كل المعلومات الخاصة بالأشخاص المعاقين و كذا مراجعة بطاقة المعاق و تكييفها مع الشروط و المعايير الدولية ورفع المنحة الى 1800.0دج وفق الأجر الوطني الأدنى المضمون او ايجاد مناصب عمل