يعتبر مركز مكافحة السرطان بالبليدة الذي سيعاد فتحه نهاية شهر مارس الجاري، بعد إعادة تهيئته قبلة يقصدها آلاف المرضى من مختلف الولايات الذين يجمعون على سمعته الممتازة التي سمحت له بأن يصنف من بين أوائل المراكز من حيث نوعية العلاج على المستوى الوطني. وشهد مركز البليدة عملية إعادة تهيئة شاملة وتجهيزه بمعدات حديثة انطلقت منذ قرابة السنتين لتنتهي مع نهاية شهر مارس الجاري، حسب بلعيد سعيد مدير هذه المنشأة الصحية. ورغم أن المصالح الأربعة للمركز (أمراض الدم والعلاج بالأشعة وطب الأورام والجراحة) أصبحت ورشة مفتوحة إلا أنه لم يغلق أبوابه في وجه المرضى ولم يقلص عدد المرضى الذين يعالجون به، حيث عملت إدارته على وضع مخطط للعلاج تجنباً لتسجيل أي اختلال، وذلك من خلال إجراء العمليات الجراحية للمرضى من طرف طاقم المركز في كل من: مستشفى بوفاريك و مصلحة الجراحة العامة للمستشفى الجامعي فرانس فانون. أما بالنسبة للعلاج الكيميائي والأشعة فتجري في بعض القاعات بالمركز، حيث تم مضاعفة فرق المناوبة لتنطلق على الخامسة صباحا إلى غاية وقت متأخر من الليل دون توقف، وذلك بهدف تجنيب المرضى عناء التنقل إلى مراكز أخرى بعيدة أو الانتظار طويلا حتى إنتهاء الأشغال. وشارفت أشغال إعادة التهيئة على النهاية كما أنه تمّ اقتناء جميع التجهيزات اللازمة سواء في العمليات الجراحية أو في العلاج بالأشعة وهي حاليا في مرحلة التركيب والتأكد من خلوها من أية عيوب وستكون جاهزة مع نهاية الشهر الجاري، وفقا لما صرح به ذات المسؤول. وأوضح أن التجهيزات المستعملة في السابق كانت قديمة جدا يعود اقتناؤها إلى سنة 1993 وهو تاريخ إنشاء هذا المركز أما الجديدة فهي مواكبة لآخر التكنولوجيات الحديثة في المجال الطبي ومطابقة للمعايير الدولية . وقد تم تجديد كل القاعات القديمة وبناء قاعات جديدة للجراحة والتمريض والأشعة والإنعاش، حيث أصبحت مطابقة للمعايير الدولية سواءً من حيث التجهيزات والوسائل أو حتى من جانب النظافة الاستشفائية. كما سيتدعم المركز لدى إعادة فتحه بخمسة جراحين إضافيين و 8 أعوان شبه طبيين. وأفاد ذات المسؤول بأن هذا التجديد يهدف إلى تقديم خدمة أفضل للمرضى وتكفل أحسن بهم، حيث تم عقلنة مواعيد إجراء العمليات الجراحية من 4 أشهر في السابق إلى شهر حاليا و 15 يوم على المدى القريب وشهرين لإجراء العلاج بالأشعة بدل أربعة أو خمسة أشهر ويبرمج المريض عقب 24 ساعة لتلقي العلاج الكيميائي. كما يجرى له فحص في نفس يوم قدومه إلى لمركز بدون موعد. وذكر المتحدث بأن عملية تجديد المركز وتجهيزاته التي كان قد شرع فيها منذ حوالي سنتين والتي كلفت خزينة الدولة أكثر من 1.2 مليار دج تهدف إلى التكفل الأحسن بالمريض والتخفيف من معاناة تنقله عدة مرات إلى المركز خصوصا القاطنين منهم خارج الولاية علما أن المركز يتكفل بمرضى أكثر من 16 ولاية. ومن أهم التجهيزات التي تزود بها المركز هي إضافة مسرعين جديدين سيدخلان حيّز الخدمة قريباً وسيعود ذلك بالإيجاب على عملية التكفل بمرضى السرطان، حيث سيساهم في تقليص مدة العلاج خصوصا وأن مركز البليدة يعد من أهم وأقدم المراكز المختصة في مكافحة هذا الداء الخبيث. يشار إلى أن مركز مكافحة السرطان بالبليدة شهد خلال السنة الماضية إجراء 1500 عملية جراحية لمرضى مصابين بالسرطان وتكفل بإجراء العلاج بالأشعة ل1350 مريض ويوفر المركز أطباء نفسانيين للمرضى وأوليائهم. وتولي السلطات المعنية إهتماما كبيرا للتكفل بهذا المرض، حيث تمّ وضع مخطط السرطان 2015-2019 والذي تمت المبادرة إليه بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يشمل عدّة إجراءات من بينها فتح أكبر عدد ممكن من مراكز مكافحة السرطان على المستوى الوطني.