تعتصم خمس عائلات منذ مساء الأحد من الأسبوع الفارط أمام مقر بلدية عين البنيان بعد أن تم طردها من المساكن التي كانت تقيم فيها بالمكان المسمى الميناء الصغير بالجميلة، وهي السكنات التي تقيم بها منذ السبعينيات. طرد العائلات الخمسة جاء بناء على قرار صادر لصالح شركة سوناطراك التي حسب شهادات السكان ل "السياسي" تكون قد حصلت على القطعة الأرضية التي كان يقيم عليها السكان سكناتهم القصديرية بعد تنازل البلدية عنها للشركة المذكورة، وحسب شهادات أفراد العائلات فإن اتفاقية تمت بين البلدية وسوناطراك حصلت "السياسي" على نسخة من الإرسالية التي تذكر فيها البلدية الشركة بموجب الاتفاقية تلتزم فيها هذه الأخيرة بتوفير خمس شاليات لصالح العوائل، إلا أن البلدية طالبت بعشرة وهذا ما رفضته الشركة ليتم رمي الكرة في مرمى البلدية . العائلات التي يتجاوز عدد أفرادها العشرين تضم الشابة المعوقة إسماعيلي دليلة في الثلاثين من عمرها والمتواجدة على كرسي متحرك، إضافة إلى الأطفال الصغار والرضع، وقد تم طردهم بالقوة العمومية مما تسبب في حالة كبيرة من الهلع للأطفال والنساء وتم تهديم مساكنها لتجد نفسها مع الأمتعة في العراء تحت خيمة صغيرة تجمع فيها النسوة والأطفال، بينما يبيت الرجال خارجا لحراسة الأمتعة من السرقات. وقد تم إيداع عدة شكاوي من طرف هذه العائلات إلى مختلف الجهات المعنية من أجل تسوية وضعيتها، خاصة الدائرة الإدارية لشراڤة، شركة سوناطراك وبلدية عين البنيان، ولكن النتائج كانت دائما سلبية، خصوصا من بلدية عين البنيان التي أدارت ظهرها لهؤلاء المواطنين، حسب ما أخبرونا به، حيث لم يستقبلهم أحد من المسؤولين في البلدية، وتم غلق كل الأبواب في أوجههم، وحتى رئيس البلدية الذي ترك الأمر على ما هو عليه، وذهب في عطلة في اليوم الموالي مما ترك استياء وتذمرا شديدين عند أفراد هذه العائلات. وحسب إفادات العائلات فإن قرارا أول بالطرد صدر سنة 2005 لم يتم تنفيذه آنذاك بعد الاحتجاجات التي قاموا بها، ليتم تنفيذ قرار الطرد يوم الأحد باستعمال القوة العمومية وسط توسلات أفراد العائلات وحالات الإغماء التي صاحبت عملية التهديم. وقد أخبرتنا الشابة المعاقة أنها في إضراب عن الطعام منذ الأحد، حتى يتم تسوية وضعية عائلتها والعائلات الأخرى، وهذا بعد أن تم رفض استقبالها من طرف مسؤولي بلدية عين البنيان رغم إعاقتها، بالإضافة إلى جارتها الطالبة الجامعية التي تدرس ببومرداس التي أكملت دراستها لتجد عائلتها في الشارع.