تم تسجيل773 حالة إصابة بداء السل بولاية الشلف خلال 2015 حسبما علم على هامش اليوم الإعلامي والتكويني المنظم حول مرض السل. وأوضحت في هذا الشأن الطبيبة المختصة في علم الأوبئة والوقاية بالمؤسسة الإستشفائية للصحة الجوارية ببوقادير بوشردود أن 317 حالة من هذه الإصابات تتعلق بمرض السل الرئوي الذي عرف استقرارا بينما سجل ارتفاعا محسوسا بالنسبة لحالات الإصابة بمرض السل غير الرئوي والتي بلغت 456 حالة. وتشكل هذه الحالة الأخيرة حاليا حسب المسؤول عن المصلحة الوقائية بمديرية الصحة نصر الدين بن كرطالية محور اهتمام البرنامج الوطني لمكافحة مرض السل الذي أوضح أنه على خلاف السل الرئوي المعدي الذي يمكن التحكم في تشخيصه ومتابعته علاجيا فإن السل غير الرئوي يعرف منحى تصاعدي في الانتشار وطنيا وعالميا يصعب تشخيصه وتوفير علاج يتوافق ودرجة الإصابة به . وتعود صعوبة تشخيص مرض السل غير الرئوي الذي يصيب الغدد اللمفاوية وغلاف الرئة وكل أعضاء الجسم ما عدى الرئة --حسب الأخصائي في الأمراض الصدرية الدكتور بومعزة -- إلى الصعوبة الكبيرة في الكشف عن الجرثوم المسبب للداء من خلال التحاليل وأيضا نقص الوسائل التكنولوجية التي تساعد الطبيب على الكشف والمعاينة الدقيقة له مشيرا أيضا إلى أن النساء الشابات هم أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من السل . كما تعد فئة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة كداء السكري و نقص المناعة بشكل حاد --حسب الأخصائية بوشردود-- أكبر عرضة لهذا الداء بالإضافة إلى عوامل سوء التغذية والعيش في بيئة جماعية وحالة السكن الهشة المساعدة على انتشار هذا الداء . ومن أجل التحكم في تشخيص داء السل غير الرئوي بشكل فعال والحد من انتشاره دعا مسؤول الصحة الوقائية بن كرطالية المشاركين في هذا اللقاء التكويني والإعلامي الذي بادرت به مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى ضرورة تكثيف وتحسين النظام الاتصالي بين كل الأطراف الفاعلة في عملية التكفل بمرضى السل وذلك من خلال إنشاء قاعدة بيانات تضم كل الأعراض المسجلة والتطورات الاكلينيكية للحالات المثبتة وتداولها بين أفراد مصالح الصحة العمومية الطب العام والأخصائيين.