يسعى بعض الأطباء منعدمي الضمير إلى استغلال صحة المرضى ووصف أدوية مستوردة متوفرة بنسبة قليلة وأخرى غير قابلة للتعويض وذلك من اجل الربح السريع، وتتم هذه العمليات بالتواطؤ بين هؤلاء الأطباء ومستوردي الأدوية، ما يدخل المرضى في رحلة بحث عن هذه الأخيرة التي تشهد ندرة على مستوى الصيدليات ويتم بيعها بأثمان باهظة كونها تجلب عن طريق ما يسمى ب الكابا . من بين الممارسات التي تفتقد لأخلاقيات مهنة الطب، استغلال بعض الأطباء للمرضى الذين يتوافدون على المستشفيات والعيادات الطبية لتلقي العلاج من خلال وصف أدوية غير قابلة لتعويض وأخرى مستوردة تشهد ندرة على مستوى السوق الوطنية للأدوية، ويتعمد هؤلاء الأطباء وصف هذه الأدوية للمرضى رغم وجود بدائل عنها من المنتج المحلي والتي تكون قابلة للتعويض، هذا الوضع تسبب في الكثير من الأحيان في مضاعفة معاناة المرضى الذين يدخلون في رحلة البحث عن هذه الأدوية غير المتوفرة ما يضطرهم لاقتنائها من عند بعض الصيادلة الذين يتعاملون مع تجار الكابا، فيما يضطر البعض إلى اقتناء الأدوية التي يتم وصفها لهم بأسعار مرتفعة كونها رغم امتلاكهم لبطاقة الشفاء كونها غير قابلة للتعويض وذلك بالرغم من وجود أدوية أخرى بديلة لها وتكون قابلة للتعويض. وفي هذا السياق، أكد مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أمس، في اتصال هاتفي ل السياسي أن عمل ممثلي مخابر الأدوية يرتكز حاليا على عمليات التحسيس الإعلامي ضد هؤلاء الأطباء الذين لا يملكون ضوابط أخلاقية، مشيرا إلى أن مثل هؤلاء الأطباء الذين يملكون زبائن كثر من المرضى المتوافدين على عياداتهم، يقومون باستغلال الوضع للتعامل مع مستوردين ويفرضون الأدوية التي يجلبها هؤلاء السماسرة على المرضى وهذا ما يخلق العديد من المشاكل. وأضاف خياطي، أن المريض له كل الحرية أن يطالب رغم نقص الثقافة الصحية عند البعض، بالأدوية المصنعة محليا وهذا من حقه، كما من حقه أيضا يضيف ذات المتحدث أن يطلب من الصيدلي بيعه دواء مشابه لما هو في الوصفة ومن نفس النوعية ويكون رخيص الثمن، مشيرا إلى أن المسؤولية في هذه الفوضى تقع على عاتق الأطباء منعدمي الضمير وعلى عاتق الوزارة والإعلام ليلعب دوره من خلال تحسيس المواطنين بهذه الممارسات غير أخلاقية. من جهته، توعد وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف الأطباء الذين يصفون أدوية تعجيزية ويتعاملون بمنطق السماسرة مع المرضى باتخاذ إجراءات ردعية حيالهم في حال ثبوت ذلك عليهم، داعيا المرضى والمواطنين للتبليغ عن مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية والتي قد تصدر من بعض الأطباء، مؤكدا بأنه لن يدخر أي جهد في محاربة الأطباء أو حتى مافيا الدواء الذين يفرضون أدوية تدخل عن طريق الكابة على المرضى، مشيرا إلى أنه على المرضى التبليغ على الممارسات التعجيزية التي يتعرضون لها من قبل الأطباء وفي حال ثبوتها سيكون لها بالمرصاد، مشيرا إلى أن الأدوية الممنوعة من الدخول للسوق لا يمكن بأي حال أن توصف للمرضى.